أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th February,2001 العدد:10362الطبعةالاولـي السبت 16 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

كل سبت
رياض الغد
عبدالله الصالح الرشيد
الخطوات الحكيمة الموفقة بإذن الله والجهود المتواصلة والدراسات المستفيضة حول فرملة وتحجيم الانفلات العمراني المشتت وتحديد نطاقه وتنظيمه في عاصمتنا الحبيبة الغالية الرياض هذه الخطوات الحثيثة والجهود الصادقة والتوجهات البناءة الجادة التي بدأ المسؤولون هنا في اتخاذها تباعاً بعزيمة واخلاص ما هي إلا من أجل النهوض بمستقبلها لتحقيق طموحات رياض الغد التي ننشدها، وتحقق بالتالي آمال وطمأنينة أجيالنا من بعدنا,, ومن أبجديات أهداف تحديد النطاق العمراني أو كبح جماحه على الأقل الحرص على حصر وتنظيم الخدمات الحالية وتطويرها وكذلك استغلال الفراغ الهائل في الأراضي والمخططات الواقعة وسط العاصمة التي لم يستفد منها بعد، وهي مساحات شاسعة ولكنها متناثرة,, ولعل الاجراءات المنتظرة من أجل تنظيم الاستفادة من هذه الأراضي ستحفز أصحابها إما إلى استثمارها في مشاريع سكنية مؤهلة ومستكملة أو بيعها بدلاً من الانتظار فترة طويلة بدافع الطمع والجشع غير آبهين ولا مدركين لشيء اسمه مصلحة عامة وأهداف وطنية مشتركة تحقق تطلعات الجميع حسب المنطق والمعقول,.
ولمزيد التفصيل والايضاح نقول ان الانفلات العمراني طيلة العقدين الماضيين على الأقل جاء بسبب الهالات الإعلامية الإعلانية الطاغية للمخططات القاحلة البعيدة وفي الأطراف النائية والتي جلعت صغار المستثمرين ومحدودي الدخل يتهافتون عليها بمدخراتهم بالمساهمة عند هوامير العقار من ملاك وسماسرة الذين اضفوا على مخططاتهم هالات خادعة من الاغراء متمثلاً بالوعد على ايصال الخدمات المطلوبة التي أصبح معظمها حبراً على ورق انتهى الأمل في ايجادها بمجرد بيع آخر قطعة منها,.
وحتى في ايصال الخدمات الضرورية لها كالماء والكهرباء والسفلتة وغيرها على المدى الطويل سيكون ذلك على حساب وعلى سبيل بعثرة وإضعاف الخدمات الحالية المحدودة, لقد اصبحنا كل يوم ننام فيه نصحو في الغد على إنشاء مخطط جديد بمسمى براق خادع ولكنه غير المسمى الحقيقي، فالأولى ان تسمى حسب واقعها ومسافتها وبعدها, فمثلاً تسمي حي المريخ، حي زحل، حي عطارد، حي المشتري، حي القطب الجنوبي، القطب الشمالي أو على الأقل حي الصمان، حي النفود، حي الدهناء، حي الربع الخالي، لأننا على هذا المنوال كأننا موكلون بصحاري الأرض نعمرها، والضحية كما قلنا في ذلك كله هو امكانات امانة مدينة الرياض المحدودة التي مهما بلغت فلن تسابق أو تلاحق هذا الانفلات العشوائي المتسارع فما بالك بخدمات الكهرباء والماء والتليفون التي هي الأخرى تئن وتترنح من الضغط الحاصل عليها حالياً كما أن ضحية هذه المخططات المتنافرة النائية هو أيضاً كما قلنا سابقاً الموظف الغلبان أو المواطن العادي الذي أراق تحويشة العمر في شراء الأرض والاقتراض من أجل البناء والتأثيث والسكن في مخططات جرداء بعيدة عن مصادر الخدمات الهامة من تعليم واستشفاء ومياه وادارات حكومية ومرافق ضرورية أخرى صار يتردد عليها من مسافات بعيدة عدة مرات يومياً,, ولن يتسنى لنا على هذه الوتيرة ونقولها بصراحة، توفير الخدمات الحيوية بالصورة المطلوبة أمام شيئين ملحوظين هما الامتداد العمراني الكثيف شبه المنفلت أفقياً والذي جعل من الأحياء الجديدة جزراً متناثرة متنافرة, وكذلك بسبب الكثافة السكانية التي تنفرد بها بصفة ملحوظة العاصمة الرياض نتيجة كثرة المواليد واستمرار الهجرة إليها من المدن والقرى والأرياف الأخرى بغية التمتع بالخدمات الضرورية والترفيهية وفي مقدمتها التعليم والصحة وتوفر المياه النقية,, ولقد سمعنا في السنتين الماضيتين نغمة احصائية تتردد أمام أسماعنا تفيد بأن الرياض بعد عشرين عاماً وفقاً لمعدل النمو الحاصل سيصل عدد سكانها إلى تسعة ملايين نسمة أي ما يعادل سكان بكين عاصمة الصين ذات الألف وثلاثمائة مليون نسمة,, ويجب في هذه الحالة ان نتذكر أن سنوات الطفرة المادية قد مرت ومضت وان معشوقتنا الأثيرة الغالية عاصمتنا الحبيبة تعتمد بصورة رئيسية على المياه المحلاة المكلفة وتصلها على بُعد مئات الكيلو مترات,, وان بعض الأحياء القديمة وليس الجديدة فقط تلاقي عجزاً في احتياجها المطلوب من المياه,, كما يجب ألا يغيب عن أنظارنا وتفكيرنا ان الكهرباء هي الأخرى تعتمد بصفة عامة وفي غالبيتها على المولدات الكهربائية هنا وهناك ولا يرفدها شلالات أو سدود نهرية تتولد منها وتزيد من طاقتها وكفاءتها,.
وحدِّث عن بقية الخدمات ولا حرج ومدى توفرها بيسر وسهولة: ولهذا كله يجب أن تكون نظرتنا للمستقبل نظرة موضوعية فاحصة وعميقة ومخلصة كما هو المأمول والمطلوب,.
ومن هذا المنطلق وبوحي من هذا الاحساس جاءت هذه الملاحظات المحدودة أو تلك القراءة المتواضعة النابعة من القلب ومن رسالة وواجب المواطنة الصادقة نرفعها للمسؤولين المخلصين وفي مقدمتهم الرجل الإنسان: وراعي وحارس منجزات رياضنا الباهرة، زهرة المدائن وعرس الصحراء وقلب الجزيرة النابض، نعم نرفعها إلى صمام الأمان سمو الأمير سلمان، وآمل أن يكون فيما ذكرت وفصلت حتى ولو النزر البسيط من الصواب وإن لم يكن كذلك فلنعتبرها مجرد رأي مواطن ليس إلا,, والله من وراء القصد.
للتواصل ص,ب 27097 الرياض 11417

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved