أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th February,2001 العدد:10362الطبعةالاولـي السبت 16 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

وسميات
كيف نتعب,,, ولماذا؟؟
راشد الحمدان
تتعب العين من رؤية الإنسان الثقيل,, كما تتعب الأذن من سماع كلامه,, اما القدمان فتتعبان من المشي الطويل في مشوار طويل لم تكن له نتيجة سارة اما لو تحقق للإنسان ما يسعى إليه لنسي تعبه,, والذين ينصحون الآخرين بعدم التعب هم لا يفهمون أهمية التعب لجسم الإنسان,, فالأمشاج التي تتكون منها العضلات,, وتقوم بالربط,, بين وسائل الحركة في هذا الجسم تحتاج للمس والشدة حتى تكون دائما في وضع يضمن لهذا الإنسان النشاط الدائم وعدم التعرض لتقلص العضلات,, وضعف هذه الأمشاج, إذ أن الإنسان الرخو غالبا ما يصاب لأول وهلة بالآلام الشديدة والمعوقة عندما يعرض جسمه لعمل شاق,, ولذلك نرى الرياضيين لا يزاولون نشاطاتهم إلا بعد التحمية,, والجسم يفقد حيويته عندما يفقد نشاطه المعتاد,, ولذلك نرى بعض العمال عندما لا يجدون عملا يوميا، يزاولون التعارك بالأيدي على سبيل المداعبة كل ذلك حتى يكون الجسم في بوتقته المعتادة, وهذا مشاهد لدى كثير من الشعوب كاليمنيين والباكستانيين,, وبعض اليابانيين,, والذين تركوا مزاولة الرياضة تعرضوا لترهل الأجسام وزيادة الوزن وسوء التناسق بين تركيبات الجسم وهذا اورثهم عناءً وتعباً آخر نتيجته وخيمة, ولذلك فإن مثل هؤلاء يبدأون ولو في سن متأخرة بمزاولة المشي في الأماكن الطلقة,, وقد قيل,, من ترك المشي تركه المشي,, وقال سبحانه لقد خلقنا الإنسان في كبد ,, والكبد هو الشقاء والتعب, فما يكاد الإنسان ينتهي من عمل شاق الا ويزاول آخر بحثا عن الرزق, وهناك الراكضون خلف الدنيا ومكاسبها الزائلة,, وبعضهم لا يهمه بأي وسيلة يكون كسبه,, ولا كيف يكون تعبه وتراه يابس الريق,,, زائغ العينين يرفع سماعة ويضع أخرى,, يكلمه من حوله في امر مهم,, قد يكون يخص احد ولده أو اسرته فلا يعير ذلك سمعه ولا همه,, ومثل هذا يسمونه المخترش,, يخاف ان تفوته الأيام,, ولا يفكر في شيء اسمه الحمام,, كأنه لم يقرأ قول المعري,.


والله مافي الوجود شيء
تأسى على فقده العيون

وغالباً ما يكون الحديث بين الناس في مثل فكرة المعري هذه,, عند حلول المصائب, خاصة عندما ينتهي الأجل,, لرجل شرق وغرب في كسب المال,, ثم تركه لورثته,, فتجد الناس يتحدثون ويقولون بمرارة كاذبة، أو قل مؤقتة,, يقولون هذه الدنيا تستاهل من يجري خلفها!؟ ثم بعد حين يزول هذا الاستنكار فيركض الكثيرون خلف الدنيا,, وما رأيت مرتاحاً مثل حظ المتعوس والمنحوس رآه صاحبه منسدحاً على جال بئر, فقال,, قم,, انهض,, انظر حظوظ الآخرين كيف تجري وأنت نائم على جال هذه البئر,, قال: اسكت وإلا تدحرجت في وسطها.
تعب هذه الحياة,, فما أعجب إلا من راغب في ازدياد.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved