أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th February,2001 العدد:10362الطبعةالاولـي السبت 16 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

لا وقت للصمت
ليس دفاعاً عن الصحة!!
فوزية الجارالله
نعلم دائماً أن المسؤول الأول في اي جهة كانت هو المطارد بالاسئلة دائماً، وهو المسؤول عن حسن سير العمل,, وهو أيضاً المسؤول عن كل خلل أو ثغرة أو مشكلة طارئة أو مزمنة,, وكلما كانت هذه الجهة اكثر حيوية واتصالاً بالمراجعين كلما كان الوضع اكثر حساسية وكانت المشكلات أكثر كثافة!!
وربما كانت الصحة من أكثر الوزارات تناولاً في وسائل الإعلام (المقروءة خاصة) وهي من أكثر الأجهزة معاناة من مشكلات لا تنتهي، بل تتجدد باستمرار!
إذ لا يكاد يمضي يوم دون ان نقرأ في صحيفة يومية أو أكثر عن مشكلة أو شكوى من مواطن,, الأمر الذي يجعلني أشعر بشيء من الاشفاق على أولئك المسؤولين في الصحة الذين يتصدرون الواجهة ويبقون دائماً هم المتلقي للمساءلات والشكاوي اليومية التي لا تنتهي إلا لتبدأ!!
أرجو الا يُفهم من حديثي هذا أنني أقدم تبريرات لكافة المشكلات والظواهر الخاطئة في الصحة، فكلنا بلا استثناء، نسعى للحصول على أرقى الخدمات بكافة أنواعها وفي مقدمتها الصحة,, لكنني أتحدث عن حقيقة واقعة وهي أن هذه المشكلات تعتبر أمراً معتاداً على مستوى العالم وليست مقصورة على بلادنا وحسب!
وقد تحدث غازي القصيبي (الذي تقلد يوماً منصب وزارة الصحة منذ سنوات) في كتابه الشيق (حياة في الإدارة), عن هذا الأمر,.
أذكر من ذلك قوله: (يُجمع خبراء الإدارة العامة أنه لا يوجد مرفق تصعب إدارته كما تصعب إدارة المرفق الصحي، وتلمس السبب لا يتطلب الكثير من الجهد,, لا يزور المواطن العادي وزارة الزراعة إلا إذا كان من المزارعين، ولا يزور المواطن العادي وزارة الصناعة إلا اذا كان من الصناعيين، وقد يعيش أو يموت دون أن يدخل مخفر شرطة أو مكتب عمل, الوضع مع وزارةالصحة يختلف تماماً, في المرفق الصحي يولد الطفل ويعطى التطعيمات,, الخ,, (إذا أضفنا الى هذه العلاقة اليومية، المتشعبة والمتشابكة، حقيقة هي أن الناس الذين يتعاملون مع الخدمات الصحية لا يكونون وقتها في أفضل حالاتهم النفسية، الأرجح في أسوئها، أدركنا لماذا كان رضا الناس عن هذه الخدمات ضرباً من المستحيل).
ويقول القصيبي أيضاً (إن الذين اعتقدوا أن الخدمات الصحية تحسنت تحسناً جذريا خلال فترتي القصيرة في الوزارة نظروا بعين العاطفة والرضا لا بعين المنطق والحياد).
الحديث في هذا الإطار حديث طويل ذو شجون,, فيا أيها المسؤولون المناضلون في الصحة وسواها، هذا قدركم فأعاننا الله وإياكم كي نكون أكثر قدرة على التعامل مع مشكلاتنا المعتادة والمزمنة والطارئة!
بريد الكتروني: fowzj@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved