أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th February,2001 العدد:10362الطبعةالاولـي السبت 16 ,ذو القعدة 1421

المجتمـع

د, آمال بدر الدين تحذِّر من تلوثها وفسادها
خدمة توصيل الأطعمة للمنازل ترهق جيوب الأمهات وتضر بصحة الأطفال
أغذية التحضير السريع تخلو من الفيتامينات والمعادن والألياف
* تحقيق :رياض العسافي
تتعدد طلبات الأولاد في الوقت الحاضر في اختيارهم للوجبات من شتى مطاعم الوجبات السريعة التي وضعت سيارات خاصة للطلبات المنزلية المجانية لتزيد من مبيعاتها بأية وسيلة ولتقديم شتى انواع الراحة للاسر بعدم ذهابهم الى المطاعم ولتوفير الوقت والجهد لهم.
وقامت معظم هذه المطاعم في الآونة الاخيرة بتوفير سيارات عديدة للتوصيل الى المنازل بصورة مجانية في شتى المناطق.
وأجمع عدد من أولياء الامور في لقاءات مع (الجزيرة) على وجود معاناة من هذا الامر بقولهم ان مطاعم الوجبات السريعة تضعنا في موقف محرج للدفع حيث نضطر ونحن آسفون للدفع الاجباري حيث يقدم العامل طلبيات ابنائنا من دون علمنا.
وطالب أولياء الامور مطاعم الوجبات السريعة التي توصل الطلبات مجانا بالتأكد منهم شخصيا عند الموافقة على هذه الطلبات مسبقا وعدم رضوخهم للاولاد وضرورة وضع حل سريع لهذه المشكلة التي يواجهونها.
وقال احد اولياء الامور ويدعى ابو يوسف ان ابنائي الثلاثة اذا لم يعجبهم طعام الغداء او العشاء لديهم حينذاك مشكلة اذ يقومون بدون علمنا بطلب وجبات سريعة وأتفاجأ بالفاتورة والتي تضعني بموقف محرج للدفع الاجباري.
وذكر انه وبخ العامل الذي يوصل الطلبات بعدم اعادة هذا الامر مرة اخرى مضيفا انني لمته كثيرا وقلت له في المرة المقبلة لن ادفع لك ومنعته منعا باتا من المجيء الا في حالة اخذ الموافقة مني شخصيا او من أمهم.
من جهتها أوضحت احدى السيدات ام نورا انني اعمل بأقصى جهدي لتوفير اصناف متعددة للاولاد في وقت الغداء او العشاء لا سيما الصحية وانواع من السلطات والمشويات والاسماك وغيرها,, لكن هذا في السابق اما الان فلا يعجبهم العجب ويطلبون من دون الرجوع اليَّ.
واشارت الى ان اصغر ابنائها وهو في الخامسة من عمره سنة ثانية روضة يطالب بوجبة سريعة بعد نهاية دوامه في الروضة وانه يجبرها على ذلك والا بكى وصرخ.
ميزانية خاصة
من ناحيته أفاد أحد اولياء الامور ويدعى أبو محمد وهو اب لاربعة ابناء هذه الوجبات تتطلب ميزانية خاصة ترهق اولياء الامور لا سيما مع طلبات الحياة التي لا تنتهي والمتغيرة دوما مشيرا الى انه يدفع شهريا ما قيمته تقريبا 500 ريال للوجبات السريعة التي يتم توصيلها للمنزل ناهيك عن مصاريف ابنائه في نزهاتهم في نهاية عطلة الاسبوع اضافة الى مصروف المدرسة الشخصي لهم.
وفي لقاءات متفرقة اجرتها (الجزيرة) مع أبناء من أعمار متفاوتة ذكر احدهم ويدعى عمر الرشود وهو في ال19 من عمره ان من اسباب طلب الوجبات السريعة هو ان طعام الغداء لا يعجبه في بعض الاحيان فيقوم بطلب هذه الوجبة لا سيما من مصروفه الخاص الذي يجمعه من مصروف المدرسة.
وفي هذا السياق قال احد مسؤولي هذه المطاعم المتخصصة بالتوصيل المجاني ان المطعم يحقق ارباحا كبيرة من خلال التوصيل المجاني وانه خفف من حدة الازدحام في المطاعم.
وخفف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه من حدة توتر الآباء من هذه الامور مبينا انهم يقدمون هذه الخدمة مجانا ولا يطالبون بقيمتها وذلك توفيرا لوقتهم وجهدهم موضحا ان من واجب المطعم تلبية جميع طلبات المتصلين وليس من مسؤوليته اخذ الموافقة من أولياء أمورهم.
من جهته ذكر احد عاملي المبيعات الهاتفية في احد مطاعم الوجبات السريعة ويدعى اشرف محمود انه يتلقى الكثير من الطلبات على طريق الهاتف مبينا ان اكثر الطلبات تأتي من الفتيات اللاتي تزيد اعمارهن على14 سنة ثم من الذكور مشيرا الى ان هناك شروطاً للتوصيل المجاني.
من ناحيته قال احد مالكي مطاعم الوجبات السريعة طالبا عدم ذكر اسمه ان هذه الوجبات تعد في لحظة طلبها ويجب أكلها في حينه وانها اذا تم توصيلها الى المنازل فانه لا فائدة من قيمتها الغذائية نهائيا.
ومن الناحية الصحية أوضحت اخصائية التغذية السعودية الدكتورة آمال بدر الدين لالجزيرة انه على الرغم من التطور الكبير الذي طرأ على تقنيات انتاج الاغذية والوسائل المتعددة التي تستخدم للمحافظة على صلاحية المواد الغذائية واطالة امد صلاحيتها الا انه يلاحظ وجود مشاكل الاغذية الملوثة والفاسدة وأغلبها تتعلق بالاغذية غير المصنعة نظرا لتداخل عوامل عديدة قد تؤدي الى فسادها وتلوثها.
وأوضحت د, آمال بدر الدين ان من هذه العوامل المواد الأولية المستخدمة في طريقة التحضير والاعداد وطريقة الحفظ والتخزين وطريقة النقل وطريقة العرض واي خلل من هذه العوامل تكون النتيجة تلف وفساد المادة الغذائية وتصبح غير صالحة للاستهلاك.
وذكرت انه لو استخدمت مواد أولية غير صالحة يكون المنتج النهائي غير صالح ولو تم تحضير المادة الغذائية تحت ظروف غير صحية تكون النتيجة غير صالحة وكذلك فيما يخص الحفظ والتخزين والعرض.
واضافت د, آمال انه لابد من ان تكون الادوات المستخدمة نظيفة وبعد ذلك تنقل بطريقة صحيحة وتحفظ تحت درجة حرارة مناسبة سواء كانت ساخنة او باردة حسب نوع المادة الغذائية.
وعن سلبيات التوصيل للمنازل من النواحي التغذوية اوضحت اخصائية التغذية انها تكمن في تشجيع الافراد على زيادة استهلاك الاطعمة سريعة التحضير بدلا من تناول الاطعمة المحضرة منزليا.
وأوضحت انه من المعروف ان الاطعمة سريعة التحضير عالية في محتوى الطاقة والدهون والصوديوم ومنخفضة في محتواها من الفيتامينات والمعادن والالياف ويؤدي الاسراف في تناولها الى زيادة الوزن ودهون الدم.
وذكرت انه قد يتعرض الفرد خاصة الصغار الى نقص في بعض الفيتامينات والمعادن لعدم حصولهم على كفايتهم من هذه العناصر اضافة الى تعويدهم على سلوكيات غذائية غير صحيحة منذ الصغر وتؤثر على حالتهم الصحية مستقبلا واحتمالات تعرضهم الى الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved