أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th February,2001 العدد:10362الطبعةالاولـي السبت 16 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

الغربال
أ,د عبدالله بن محمد ابو داهش
قال عبدالعزيز بن عبداللطيف آل مبارك 1310 1343ه سنة 1342ه/1923م:


هل من يجيب اذا دعوت الداعي
ويعي الخطاب وأين مني الواعي
ذهب الرجال وخلفوا أشباههم
والماء يخلفه سراب القاع
كم ذا أنادي غير مسموع الندا
وأحث للإصلاح غير مطاع

***


لله در عصابة قد أحرزوا
قصب السباق بحلبة الابداع
دانت لأمر الله أنفسها لذا
دانت لها الدنيا بلا استمناع
ملكوا جميع المشرقين وأخضعوا ال
باغين فيها أيما اخضاع
ومشوا على البحر الخضم فما اشتكوا
بللا بأقدام ولا أذراع
ملأى الصدور من المكارم والتقى
ومن الحطام فوارغ الاضلاع
فمن الطعام بتمرة سودا اجتزوا
وبشملة شهبا من الأذراع
لم يكتبوا رقّا بغير شبا الظُّبا
فوق الطُّلا بنجيعها الهماع
شادوا من التقوى أصح مدافع
وبنوا من الحسنات خير قلاع
هاتيك فرسان الحروب وانما
نحن فوارس ألسن وقصاع

قلت: لم تنل هذه القصيدة العناية الأدبية المرجوة ولم تبلغ بها الشهرة مبلغ شهرة قصيدة الأسكوبي المدوية المعروفة، ولعل من اسباب ذلك انها لم تظهر للناس الا بعد وفاة صاحبها، اذ قيل : انها وجدت مسوّدة بعد وفاته ، وان شعره السياسي الذي تمثله هذه القصيدة انما كان كثيرا غير محدود، بما لم يميز له عملا ادبيا واحدا، ومهما يكن فلقد اظهر الشاعر في هذه القصيدة : ما كان يجيش في نفسه من رغبة صادقة في اجتماع الكلمة ولم الشمل والاتحاد في ظل جو اسلامي يستعيد به المسلمون ما كان للصحابة الأوائل من أمجاد خالدة (*) ,لذا كان من الانصاف العلمي ان يهتم مؤرخو الأدب العربي بتاريخ اخوانهم الأدباء في الجزيرة العربية الذين يستحقون التعريف بنتاجهم الأدبي ضمن اسهامات غيرهم من الشعراء من خارج جزيرتهم العربية فمن الحق أن هذه الومضات الادبية المنسية تصلح لبناء مانقص تمامه من تاريخ الأدب العربي الحديث اذ هو دليل على ما سواه وهو مفيد في معانيه وقضاياها.
* انظر: من بواكير الشعر السياسي الحديث في جزيرة العرب لعبدالله ابو داهش.
* أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها أبها كلية اللغة العربية

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved