أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th February,2001 العدد:10362الطبعةالاولـي السبت 16 ,ذو القعدة 1421

الاقتصادية

جنون البقر والبشر
سعود بن عبدالعزيز اليمني
قدر دول العالم الثالث ان تكون سوقا رائجة لمخلفات الغرب من الأطعمة واللحوم، وذلك في عمليات تزايد الغش والتواطؤ بين بعض الدوائر الرسمية في بعض دول الاتحاد الأوروبي في تهريب آلاف الأطنان من اللحوم البقرية البريطانية الموبوءة بمرض جنون البقر بطرق احتيالية إلى دول العالم الثالث عن طريق شركات أوروبية تكفلت بالقتل الجماعي لشعوب العالم الثالث من خلال شهادات منشأ مزورة من بلجيكا وألمانيا وهولندا وفرنسا.
ولقد جاء تحذير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ليدق ناقوس الخطر لجميع الدول التي استوردت الأبقار أو اللحوم أو مساحيق العظام التي تعرف بالرمز (أم,بي,أم) من أوروبا الغربية وخاصة بريطانيا خلال الثمانينات وما بعدها يمكن اعتبارها دولاً مهددة بمخاطر الإصابة بمرض جنون البقر، وستتفضل المنظمة موفورة الشكر والتقدير بصياغة نصيحة تقدم إلى البلدان النامية من أجل حمايتها من هذا الفيروس، ولست أدري أية حماية تأتي في الوقت الذي استغرق وجود الفيروس لأكثر من عشرين عاما في تلك الدول النامية وخاصة الفقيرة منها.
فمن المسؤول عن ذلك كله؟ إنها حمى السوق الاستهلاكية الكبرى في دول العالم الثالث، مع ضعف في إجراءات وإمكانات المختبرات فيها مما أعطى المنتجات الرديئة التي تجوب البحار منفذاً سهلاً لتسويقها.
فما هو الحل لدرء مثل هذه الأخطار المحتملة عن حياة الناس؟ الحل في نظري المتواضع غير المختص ان ننشىء مختبرات متقدمة جداً لمراقبة الأغذية بجميع أشكالها وصورها الطازجة والمعلبة، خاصة وأن قرارات منع استيراد لحوم البقر من الدول التي ظهر فيها لم يعد مجديا مع الشركات متعددة الجنسيات التي تمتلك القدرة على تسويق الوهم ناهيك عن تسويق المنتجات الرديئة، على غرار ما هو موجود في اليابان واستراليا والولايات المتحدة وفرنسا، فما هذه الحادثة وغيرها الكثير إلا نتاجاً للحالة السيئة التي تعيشها دول العالم الثالث مما أدى بشركات العفن التجاري لاستغلال هذا التقصير بصحة الناس لتحقيق الأرباح الطائلة.
إن على وزارة التجارة مسؤولية مضاعفة تجاه حماية صحة الناس من أخطار القادم عبر البحر والبر والجو، وينبغي عليها التشهير على الملأ بأسماء الشركات الأجنبية التي يثبت تورطها في هذا الاتجار، وأن توضع على القائمة السوداء ويحظر التعامل معها على الصعيدين الرسمي والشعبي، وعلى الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس ان تحدث مختبراتها وتنشىء العديد من هذه المختبرات الحديثة في جميع منافذ حدود المملكة وان تعمل كخفر السواحل في الحذر والمراقبة، وعلى تجار المواشي مسؤولية كبرى في تجنب مناطق الأوبئة قدر الإمكان والحذر من التعامل مع الشركات المشبوهة، والتأكد من صحة معلومات شهادات المنشأ فما نواجهه في الحقيقة حرب تشنها شركات متعددة الجنسيات تعمل في الظلام وتحت أسماء مستعارة هدفها الكسب السريع على حساب الشعوب تغذيها في ذلك دوافع من الحقد والضغينة والجشع.
saud@rdcci.org.sa


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved