أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th February,2001 العدد:10363الطبعةالاولـي الأحد 17 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

بوح
الإهدار
إبراهيم الناصر الحميدان
أعرف أن لكل شعب من شعوب العالم اهتماماته الجماهيرية التي قد تبلغ التعلق اللافت للنظر فالشعب الاسباني مثلاً يرى في مصارعة الثيران منتهى الفروسية فيجعل لأولئك المصارعين مكانة لا يبلغها أرفع العلماء كما ان ممارسات أخرى مثل رياضة تسلق الجليد أو اليوغا تلقى اهتماماً جماهيرياً كبيراً لدى بعض الأقطار، أما في الوطن العربي فان الرياضة عامة وكرة القدم خاصة هي مجنونة الجماهير رغم ان بعض الجهات تحاول ان تجتذب الجماهير إلى ممارسات رياضية أخرى مثل سباقات الخيل والسباحة وغيرها إلا ان الجماهير العريضة ما زالت مولعة بهذه الكرة المجنونة مما جعل اصدار صحافة رياضية متخصصة مطلباً ملحاً بل ان كافة الصحف المحلية تصدر ملاحق رياضية تمتد إلىالزوايا والملاحق الأخرى في ذروة المنافسات الرياضية مما يجعلنا نتضايق بصراحة من هذا الاندفاع الأهوج وراء هذه اللعبة ونتمنى لو كان الاهتمام بها يضاهي الفنون والعلوم الأخرى خاصة ونحن نعيش في مرحلة تنافس علمية واقتصادية صعبة لا مجال فيها للطائشين وللمنصرفين إلى العبث، فإذا كانت اليابان متقدمة اقتصادياً على المستوى العالمي فمن حقها ان تلتفت إلى الهوايات الرياضية شأن الأمريكتين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا، أما الدول الافريقية التي ترتفع فيها نسبة الجهل والبطالة والجوع إلى أرقام عالية فالمفروض ان تهتم بأمورها الحياتية لا الهوايات الجانبية وكذلك الأمر بالنسبة للدول العربية بصورة عامة والخليج بصورة خاصة الذي تستبد به مشكلات اقتصادية مختلفة من أهمها البطالة والعمالة الأجنبية ومع ذلك لا يريد ان يركز على حلها إنما يهرب منها إلى الممارسات العبثية مثل رياضة كرة القدم وسواها من الهوايات الثانوية.
الذي أريد ان أصل إليه ان على الجهات المختصة ان تدرس فكرة تنظيم الأندية الرياضية على أسس جديدة بعيداً عن هذه الغوغائية المفرطة في متاهاتها والتي يغذيها اشخاص يتسابقون إلى كاميرات التصوير لتعطيهم شهرة مصطنعة عمادها الصراخ والثرثرة, والاقتراح الذي طرحته منذ وقت طويل وما زلت اعتقد بجدواه هو تحويل الأندية إلى مؤسسات عامة تطرح أسهما للجمهور مثل الشركات الأخرى حتى نستطيع ان نوجهها إلى الطريق العلمي والثقافي السليم كي يستفيد منها المجتمع بشكل رفيع فلا تبقى اداراتها بيد فرد واحد أو عدة أفراد يتصرفون بها حسب أهوائهم وميولهم الشخصية من حب أو كراهية لبعض اللاعبين والمتحمسين للنشاط الرياضي, ان الأندية في كافة انحاء العالم تخضع لمجالس إدارة منتخبة تحت إشراف الدولة فلا يصرف منها أي مبلغ إلا حسب الأنظمة المالية وليس كما يحدث في محيطنا من إسراف وإهدار في شراء اللاعبين الأجانب بالذات عن طريق جهات تعبث بأموال أنديتنا بأشكال مختلفة إلى درجة النصب والاحتيال ولا أحد يحاسبها على هذه التصرفات المهينة لسمعتنا في الخارج تحت مظلة اخطبوط المافيا الرياضية راجياً أن نتوقف عن هذه الفوضى الرياضية,, ونحتكم إلى العقل وعدم ضياع الملايين على شلل النصب والاحتيال والإسراف المؤسف.
ومعذرة للزملاء في القسم الرياضي على هذه الطرحة التي قد لا تعجب البعض.
للمراسلة ص,ب 6324
الرياض : 11442

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved