أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th February,2001 العدد:10363الطبعةالاولـي الأحد 17 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

الأدب المثمن
السبورة السوداء!! (1)
أحمد عبدالله الدامغ
والسبورة كما يعرفها الجميع هي لوح خشبي مطلي باللون الأسود ولا يتجاوز حجمها المساحي في الغالب 1x2م ومكانها في صدر حجرة الدراسة, وهي من أهم وسائل التعليم إذ بواسطتها يعتمد المعلم على تثبيت المعلومات التي شرحها وناقشها في أذهان تلاميذه, وذلك بكتابة العناصر المهمة في الدرس بمادة الطباشير الملون الذي يساعد المعلم بألوانه على كتابة العناوين التي يتميز بعضها عن الآخر بالأهمية والخصوصية فترسخ بذلك التميز في أذهان التلاميذ فلا يلتبس عليهم الأمر.
والطباشير بطبيعته سهل المحو من على السبورة فهو يزول بمجرد تمرير الممحاة التي هي عبارة عن فرشة ناعمة أو قطعة قماش أو اسفنج أو غير ذلك,, ولمحو السبورة عند التلاميذ معان تبين الكسول والمثالي والمتفوق فالكسول من التلاميذ يحرص على القيام بمحو السبورة ليستعطف به معلمه فيتجاوز عن بعض كسله على اعتبار أن ذلك عمل يوجب على المعلم مكافأته بشيء من الدرجات المكتسبة من الامتحان,, أما المثالي فهو ذلك الطالب الذي يحترم معلمه ويرى ان في القيام بمحوها واجبا يمليه عليه الأدب مع معلمه,, أما المتفوق فيدفعه الحرص على محو السبورة والمحافظة على الوقت فهو يقوم بمحوها على وجه السرعة ليستأنف المعلم الدرس والمناقشة ولكن الكسول يتباطأ في محوها ويتأنى بقصد تضييع وقت الدرس.
ولقد ورد ذكر السبورة وما لها من دور في التعليم الحديث وذكريات مع طلاب العلم في موضوعات نثرية وشعرية في كتب الأدب,, ولعل أجمل ما قرأته عن السبورة تلك القصيدة التي نشرتها مجلة الفيصل في عددها 176 صفر عام 1412ه للشاعر ياسر فتو، أقتطف منها قوله:


على سوادك كم بيضت أخيلتي
يوما بيوم وكم لونت من صوري
وكم رشفت ائتلاق النور من وهجي
وما تزالين تقتاتين من شجري
وأنت محض عطائي لا ينازعه
بذل وأنت حقول العلم والفكر
سلخت مني الصبا والعمر أكثره
وأنت يا سبورتي في رحلتي قدري
ويوم ان كنت طفلا كنت منتجعي
به أعزز من قوسي ومن وتري
وأعين الجيل إثر الجيل شاخصة
إليك تجلو عظيم الآي والعبر
فما عرفت لغوباً أو شكوتِ ضنى
أو اعتراك على الأيام من خور
هذا وقد لفنا سبورتي زمن
فما كبرت وقد عانيتُ من كبر.

(1) كتبت هذا الموضوع وأنا في مدينة الطائف حيث قضيت بها طرفا من اجازتي,, وقد كان تحريره بعد صلاة الفجر يوم الاثنين 23 صفر 1412ه, والجدير ذكره ان تسجيل هذا الهامش إنما هو للذكرى ليس إلا.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved