أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th February,2001 العدد:10363الطبعةالاولـي الأحد 17 ,ذو القعدة 1421

القرية الالكترونية

مشاركات وتجارب
الحاسب والتعليم بين الواقع والطموح
شدني المقال الذي كتبه الدكتور مطلق الحازمي في هذه الجريدة حول التعليم والحاسب وبما أنني أعرفه شخصيا فهو كما عهدته دائما يسعى لإيجاد معلم مسلح بكل أنواع المعرفة (معلم عصري) يساير التطور الهائل في المعلوماتية الذي حدث في العقد الأخير من هذا القرن ورغم أن شهادتي فيه مجروحة كوني أحد طلابه الذين درسوا على يده, وللمعلومية فهو بالإضافة لكونه عميد القبول في كليات المعلمين فهو المشرف على الدراسة في أقسام الحاسب فيها.
وكل هذا شجعني على أن أبدي رأي بصراحة في بعض المتناقضات والمسائل العالقة بذهني وانا اعلم تمام المعرفة أنه يتقبل كل وسائل النقد بصدر رحب مادام الهدف من ذلك محمودا وهو كذلك إن شاء الله.
في الحقيقة أن واقع التعليم الآن سواء من ناحية المعلمين والطلاب مازالوا بعيدين بشكل كبير عن التقنيات التعليمية الحديثة والتي يأتي في مقدمتها الحاسب وما يتبعه من انترنت وغيرها فلو نظرنا إلى الطلاب لوجدنا أكثرهم كل اهتمامه منصب على غرف الشات chating أومايعرف بالدردشة في المقابل أن مناهج التعليم غائبة تماما عن توجيه وتوعية هؤلاء التلاميذ بهذه المخاطر التي يتعرض لها من خلال دخوله على الشبكة وتعليمهم الطريقة الصحيحة التي تساعدهم على توسيع مداركهم واكتشاف قدراتهم الكامنة والتي ضاعت بين غرف الدردشة وتصفح بعض المواقع التافهة بدلا من أن تكون مصدر رئيسي لجمع المعلومات information source أو الانتفاع بكل خدماتها العديدة التي لاتخفى على أحد.
ولو ان أحد المعلمين تجرأ وطلب من الطلاب تقرير أو بحث شريطة أن تكون المعلومات التي جمعها (وأقول جمعها فقط) من الانترنت وبالذات لو كانت معلومة خارجة عن حدود المنهج لرأيت الاعتراضات تنهال عليك من كل حدب وصوب فالطالب يتحجج بأن هذه أعمال فوق مستواه والمدير ينتقدك كونك لم تلتزم بالمنهج الدراسي,, إلخ, فلماذا نقيد قدرات ابنائنا الطلاب بهذا الشكل؟ ولماذا نصر على أن قدراتهم العقلية قاصرة ومحدودة على طريقة (احفظ و سمع ) ولماذا نتجاهل دائما قدراتهم وخبراتهم الفردية؟ ولماذا نحد من طريقة التعلم الذاتي auto learning فهذه الطرق العقيمة قد أكل عليها الزمن بل تعداه الى طرق تسمح باكتشاف قدرات الطلاب وتفتيح ذهنياته وتصقل مواهبه (المحجور عليها حاليا) فقد حان الوقت لإعطاء مساحة أكبر للتحليل والتفكير المنطقي واحلاله مكان (احفظ وسمع).
قبل سنة تقريبا حضر لكلية المعلمين بالرياض خبير ياباني والقى محاضرة قيمة عن التعليم في بلاده والتقنيات الحديثة التي تستخدم في التعليم وأذكر أيضا أن من حضرها هم طلاب قسم الحاسب فقط كونهم متخصصين في هذا المجال وبقية الطلاب لاحس ولا خبر بل أن الكلية لم تعطه حقه من الاهتمام من ناحية الاعلان عن المحاضرة فكأن طلاب الحاسب هم المعنيون فقط بتقنيات التعليم وهذه المحاضرة تزامنت آنذاك مع اطلاق مشروع الامير عبد الله وابنائه الطلبة (وطني) فأين معلمي المستقبل المعدين لهذا المشروع الضخم , أقول هذا الكلام وأنا واثق أن معظم الطلاب في الكلية يجهل التقنيات الحديثة والثورة المعلوماتية الحاصلة وعلى رأسها الانترنت, فأين الوزارة عن هذا الشيء ولماذا لا تقوم بنشر ثقافة الحاسب computer litercy بين طلاب كلياتها وهي تعلم بأنها في مواجهة مشروع ضخم ولماذا تزيد من المصروفات على نفسها فالوزارة مطالبة بتدريب هؤلاء الطلاب على هذه التقنية بعد التخرج مما يلزمها أن تدفع مصروفات إضافية كان بالامكان أن تتحاشاها من خلال تدريب طلاب الكليات أثناء دراستهم.
وأعود للمحاضرة وسأذكر بعض النقاط التي آثارها ذلك المحاضر ومن بينها ان طرق التقييم اختلفت عن السابق ولم تعد تقتصر على التسميع والتلقين فقط بل تعداه لأبعد من ذلك ولم يعد التركيز على (كم تم تحصيله من المعلومات؟) بل إلى (كيف استفاد من هذه المعلومات التي جمعها؟) وهم بذلك ينمون لدى الطالب ملكة التفكير الدقيق ومهارات الوصول للمعلومات وإكسابهم تفكير منطقي لحل المشكلات فالطالب يحصل على المعلومات الأولية فقط من الشبكة أو غيرها ولكنه ملزم بتحليلها وتقديمها بشكل مفيد فمجرد جمع المعلومة الأولية مجرد عبث وعديم المنفعة إذا لم يتم الاستفادة منها لما هو ابعد و أنفع من ذلك,
وهناك وسيلة تقييم رائعة تقوم على مايسمى بأوراق العمل profile وهي عبارة عن ملفات يتم جمع أي نشاط يطلب من الطالب اعداده ويتم أيضا تسجيل انتاجية الطالب وأداءه في هذا الملف ومن ثم تقييمه عليه وهنا نلاحظ ان المعلم لم يقيم الطالب بناءً على قدرة ذاكرة الطالب بل اعتمد على طريقة تفكيره وتحليله للبيانات التي جمعها وكيف وظفها بالشكل السليم الذي ساعدته على الاستفادة منها.
ومن ضمن الأشياء التي ذكرها أن بعض طلابه استطاعوا من خلال الانترنت أن يتصلوا بزملائهم الطلاب في استراليا والذين يشاركونهم نفس الميول والتخصصات عن طريق الانترنت ومن خلاله تم تبادل المعلومات فيما بينهم.
وتلاحظ عزيزي القاريء انني لم أتعرض مطلقا للكلام عن الانترنت وأهميتها في التعليم بشكل خاص , كونه أمرا مفروغاً منه ويكفي عزيزي القاريء أن إحدى أهم خطط التعليم اليابانية لعام 1998 م اقتضت أن يتم ربط مدارس الثانويةhigh school بشبكة الانترنت بنهاية عام 2001 ثم يتم بعد ذلك ربط باقي المدارس بالشبكة,
والتعليم هناك أصبح يرتكز على تطوير نظام تعليمي شبكي والاهتمام بتيارات التقنية الحديثة trend, هذا بالنسبة لليابانيين أما هنا(حاليا) فحدث ولا حرج وسأكتفي بذكر (بعض) النقاط واترك الحكم لكم:
* في اليابان يعطى الطالب بريد الكتروني يوافق رقمه الجامعي من خلاله يتم ارسال الواجبات ووكذلك وسيلة تخاطب بين المعلم والطالب .
* خدمات الانترنت غير البريد الالكتروني مثل القوائم البريدية mailing list ومجموعة الأخبار news groupe وأستطيع أن أقول بملء في أنها معطلة تماما في مدارسنا وجامعاتنا.
بعض الكلام
* قامت الوزارة مشكورة بمساعدة الطلاب في الحصول على جهاز كمبيوتر مقابل خصم شهري من مكافآتهم لكن على الجانب الآخر لم تفعل شيئا أمام جشع بعض الشركات وأطماعها ووقفت صامتة خصوصا أن هناك من الشركات من استغل جهل الطلاب وحماسهم لشراء أجهزة بتسليمهم أجهزة غير ألاجهزة التي وقعوا عليها وهذه المشاكل حدثت وشهدت بعضها فمن وقع على جهاز بنتيوم ذو سرعة 500 أمسى وقد سلمته الشركة بنتيوم 2 وبسرعة 330 فأين الرقابة؟
* قدر لي القيام بزيارة لوكالة التطوير التربوي وتقنيات التعليم في الوزارة وفعلا تفاجأت بالجهد الكبير الذي يبذلونه والطموحات العالية التي يبحثون عنها لكن على الجانب الآخر تبين لي أن الوكالة تعمل في واد والمدارس في واد آخر.
* قامت كليات المعلمين بإصدار (رسالة الكليات) لكن للأسف أن هذه الصحيفة رفضت بعض الطلاب الذين تحمسوا لإعداد صفحة شهرية خاصة بتقنيات التعليم الحديثة والمعلومات مع العلم أن أبناء هذه الكليات اليوم سيقومون غدا بأعباء مشروع ضخم(وطني) وهذا قمة التناقض فكيف يرفض نشر هذه الصفحة في الوقت الذي تستعد الوزارة لتنفيذ هذا المشروع ,,, ويا عجبي.
في الختام لم أقصد بهذا الكلام التحامل على أحد أبدا ولكن يعلم الله أنني مهتم بتعديل الأوضاع الراهنة وربما أن وجهة نظري هذه غير صحيحة وانما هو رأي أحببت أن أشارك به.
للشافعي (رأينا خطأ يحتمل الصواب ورأي خصمنا صحيح يحتمل الخطأ)
علي القرني
الرياض
وللمشاركة في الكتابة بإمكانكم مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني التالي: evillage@suhuf.net.sa
لعناية المشرف على القرية الإلكترونية كما بإمكانكم المشاركة عبر الفاكس التالي 4871064-4871063
أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved