أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th February,2001 العدد:10363الطبعةالاولـي الأحد 17 ,ذو القعدة 1421

وَرّاق الجزيرة

رفقاً بهؤلاء!!
يوسف بن محمد العتيق
تصاحب بعض الكتب الجديدة في خروجها وموضوعها حملة نقد قد تكون قاسية من بعض القراء والمهتمين ولعل من أبرز النقدات التي توجه للكتب الجديدة هذه أنها لم تستوف الموضوع حقه من البحث والدراسة، وكان الأولى بالمؤلف ان يبحث هذا الموضوع بشكل أكبر ويقدم فيه أكثر مما قدم، ومن ثم يقدمه للقراء.
وهذه القضية لم تكن مغفلة في تراثنا العربي فقد وقفت على كل لطيفة ومهمة قالها العلامة اللغوي ابن الأثير في مقدمة كتابه في الكلمات الغريبة والتي قدت تكون مجهولة المعنى لدى بعض الناس وهي واردة في الحديث الشريف، فقد التمس ابن الأثير العذر لكل مصنف يسبق غيره الى الكتابة في موضوع الى انه لم يجد من يسبقه في هذا المجال فهو كمن يسير في أرض مجهولة ولم يكن قد سبقه أحد يدله على مواقع القوة والضعف في هذه الأرض.
فلندع الفرصة لابن الأثير حيث قال داعياً لالتماس العذر لمن قصر من أوائل المصنفين في كتابه:
فقيل ان أول من جمع في هذا الفن شيئا وألف أبو عبيدة معمر بن المثنى، فجمع من ألفاظ غريب الحديث والأثر كتابا صغيرا ذا أوراق معدودات، ولم تكن قلته لجهله بغيره من غريب الحديث، وإنما كان ذلك لأمرين:
أحدهما: أن كل مبتدئ لشيء لم يسبق إليه، ومبتدع لأمر لم يتقدم فيه عليه، فإنه يكون قليلا ثم يكثر، وصغيرا ثم يكبر، والثاني: أن الناس يومئذ كان فيهم بقية وعندهم معرفة، فلم يكن الجهل قد عم، ولا الخطب قد طم.
قلت: هذا ما قاله ابن الأثير في مقدمة كتابه اللغوي الرائع (النهاية في غريب الحديث والأثر) لكن لا يعني ذلك أن كل من ظن انه أول من سيكتب في موضوع أنه من حقه ألا يتريث، بل يخرج كتابه على علاته بل المقصود من كلام ابن الأثير نوعية محددة من أنواع المؤلفات.
لكن ماذا يقول تعليقا على هذا الكلام فئة من المؤلفين والكتاب ممن يكتب في موضوع قد سبقهم اليه الكثير والكثير ثم تخرج كتاباتهم متواضعة جدا، ودون الحد الأدنى من نفع القارئ دون أدنى عذر مقبول.
وعلى كل حال المقصد من هذا معرفة أن أمر خروج الكتاب للقراء أمر نسبي يقدر بحاجة القراء للكتاب، ورضا المؤلف عن المادة التي جمعها وأعدها، فالأمر لا يخلو من ضوابط وقواعد تعرف من خلال الرجوع الى الكتب المصنفة في أدب التأليف ، ولا يستغني في هذا المجال عن استشارة المتقدمين في العلم والخبرة.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved