أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th February,2001 العدد:10368الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

مرفأ
وسأل الإمام: أليس لكم أبناء..؟!
منيرة ناصر آل سليمان
يراهم وقد خالطهم الشيب أو علاهم يجدّون خلفه في كل وقت من أوقات الصلاة، من النادر ان يتخلفوا او حتى يتأخروا لكنهم دائما ما يأتون وحدهم، وهذا ما دعاه ـ كإمام لمسجد الحي ـ ان يسألهم في استغراب:
ـ أليس لكم أبناء..؟
اطرقوا خجلا وألما فبالتأكيد لهم بل وفي مختلف الأعمار لكن أين هم من الصلاة جماعة؟.
أهو قصور من أولئك الآباء؟ أم قصور من الأبناء أنفسهم؟.
فان كان من الأبناء فتلك مصيبة، وان كان من الآباء فالمصيبة أعظم.
أين منا حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام حين أوجب أن يؤمر الأبناء بالصلاة لسبع ويضربوا لعشر؟.
إنها مسؤولية الآباء أولاً حين كان عليهم ان يغرسوا حب الصلاة وعظمتها في نفوس صغارهم، ويصحبوهم الى المسجد منذ السابعة، فان لم تكن الصلاة من الأولويات التي يربون أبناءهم عليها، فأي الأولويات يقدمونها؟.
انها الصلاة عماد الدين والركن الثاني من أركان الإسلام فأي شيء يقدم عليها إذن..؟
إن من ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع.. ولست هنا بصدد التحدث عن أهمية الصلاة، والصلاة جماعة خاصة فالكل يعرف ذلك عن ظهر قلب فما أكثر ما يرد ذكر الصلاة في مناهجنا ولله الحمد، ولكن ان كان دور المدرسة مؤدياً في ذلك ومطبقاً تماماً فهو بالتأكيد يظل دوراً مبتوراً أمام اللامبالاة التي تمارسها الأسرة في حث الأبناء والبنات على أداء الصلاة في أوقاتها.
ألم يشعر الآباء والأمهات أنهم رعاة وكل راع مسؤول عن رعيته..؟
المؤلم ان البعض يورد أسباباًَ واهية وساذجة في تخاذلهم مع أبنائهم الأولاد للذهاب الى المسجد فهناك من يتحجج بالطقس فيخاف عليهم البرد او الحر وما أكثر الأبناء في مختلف الأعمار الذين يقضون أوقاتهم في الشوارع وبين الأحياء يلسعهم البرد او تشويهم الشمس ومع هذا ما خيف عليهم..! وهناك من يخشى عليهم الطريق وسياراته وناسه وأيضا تراهم ـ حتى الصغار ـ وقد اعتلوا دراجاتهم وسياراتهم وطافوا الأحياء والشوارع العامة وتعدوا مسجد الحي وأكثر من مسجد ـ مئات المرات...!
أما الذهاب الى البقالات لجلب نواقص البيت فهذا لا يمنع الأم او الأب من أمرهم وبشدة وضرب أحيانا كثيرة بل وفي أي ساعة من نهار وليل.
فهل توقف الأمر عند الصلاة فقط.؟!
لماذا يمكنهم أن يوقظوهم الى المدرسة برغم شدة البرد؟! في حين يعجزون - كما يظنون ـ عن ايقاظهم للصلاة؟ انه التهاون ولا شك.
ثم لماذا نرى أولئك الذين هم على باطل في معتقداتهم وأديانهم نراهم وقد ربوا أولادهم على تلك الأشياء التي لا يقرها عقل أبداً فلِمَ نحن نقصر وقد أنعم الله تعالى علينا بالدين الإسلامي الذي يسمو على كل تلك الأديان والخرافات..؟؟ إذن ألا يحق لذاك الإمام أن يتساءل وهو لا يرى إلا الكبار خلفه..؟!.
مرفأ صغير: قال الشاعر


وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه


أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved