أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th February,2001 العدد:10368الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,ذو القعدة 1421

أفاق اسلامية

صندوق خيري لكل أسرة .. كيف ؟!
* كتبت - شيخة القحيز :
دأب الكثير من الأسر في مجتمعنا في الآونة الأخيرة على إنشاء مايسمى ب «صندوق الأسرة»، عملاً بقول الله سبحانه : «وتعاونوا على البر والتقوى ..» ، وقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وتهدف فكرة هذا الصندوق إلى مساهمة جميع أفراد الأسرة في دعمه بمبالغ ثابتة، وبما تجود به انفس الموسرين منهم، وتجميع مستحقات الزكاة والصدقات، وتوجيهها الى مصارفها الشرعية من ذوي القربى وغيرهم لسد الحاجات، وبناء مجتمع متماسك تسوده المحبة والتعاون.
«الجزيرة» التقت بعدد من اصحاب الفضيلة والسعادة ومجموعة من الاخوة والاخوات ليتحدثوا عن رؤيتهم حول اهمية هذا الصندوق، واثر ذلك في تقوية صلات الرحم بين افراد الاسرة المسلمة، وما السبيل لتعميم هذه الفكرة الخيّرة؟
الحكمة وحسن التعامل
تحدث في البداية الدكتور عبدالعزيز بن ابراهيم العُمري الاستاذ المشارك بكلية العلوم الاجتماعية بالرياض قائلاً: لنجاح هذه الصناديق ، والوصول الى الغايات منها، فإنه لابد ان تتوافر في القائمين على الصندوق امور مختلفة اهمها: إخلاص النية لله تعالى، واحتساب الاجر من عند الله، فالقيام على العمل، ومواجهة المحتاجين او المحسنين تحتاج لصبر ومصابرة ، وتحمل للاذى في بعض الاحيان، كما ان القائمين على العمل يحتاجون الى حكمة وحسن تعامل حتى يستدروا عطف المحسنين، فهم بحاجة الي اللباقة وحسن التصرف والحكمة ، كما انهم بحاجة الى الوضوح والبيان التام امام الاسرة لما يدخل ومايخرج من هذا الصندوق حتى ينالوا احترام الجميع، وينالوا ثقة الجميع لاستمرار الصندوق، كما انه يفضل ان يكون القائمون علي الصندوق قدوة للآخرين في التبرع ان كانوا من ميسوري الحال، وان يشكروا من قدم الدعم للصندوق حتى يكون ذلك مشجعا لهم في المرات القادمة.
ولاشك ان نجاح الصندوق من عدمه يرجع اولا للقائمين عليه، وثانيا للمتعاونين معه من العائلة، ومن الملاحظ ان القيام على الصندوق وادارته عمل تطوعي لامردود لصاحبه الا الاجر والثواب، لكن من الملاحظ ان المجاملات تدخل فيه احيانا مما يقلل من اداء الواجبات المنوطة به، او تعاون بقية الاسرة مع الصندوق.
وهذه الصناديق على وجه العموم هي اولى الجهات بمعرفة المحتاجين عن قرب، ومتابعة احوالهم وتطوراتها، وحبذا ان تنال هذه الصناديق دعم الجمعيات الخيرية، والمبرات لأنها تقوم بعمل رديف، وتحمل عنها عبئاً كبيراً، وبالتالي فإن وجود نوع من العلاقة بينها وبين الجهات الخيرية يدعم الطرفين.
المساعدات وفق ضوابط معينة
وتقول الدكتورة رقية بنت نصر الله نياز رئيسة قسم القرآن الكريم والدراسات الاسلامية بكلية التربية لاعداد المعلمات بالرياض : انه يمكن الانتفاع بهذا المشروع والاستفادة لو احسنت رعايته، ووجه الوجهة الصحيحة الصالحة، ومن ذلك:
أولاً: لابد أن يكون للصندوق سيولةمالية تكون ميزانية للصندوق غير التبرعات والصدقات والهبات والمعونات، وتسمى رسم عضوية يتم اقتطاعه من كل اسرة او كل فرد في تلك الاسرة او العائلة بمقدار ثابت من الراتب كلٍّ حسب راتبه وقدرته، ولامانع بعد ذلك من استلام الصدقات والهبات والتبرعات.
ثانياً: استثمار اموال الصندوق، وتنميته في مشاريع معينة مثل بناء العمائر، ويعود ريعها للصندوق.
ثالثاً: ينبغي ان تتوفر في القائم على هذا الصندوق الامانة والحكمة، حتى يستطيع القيام بمهمته خير قيام، ولابأس أن يصرف له راتب من الصندوق حتى يتفرغ تماماً، خاصة مع قلة الوظائف وقدرتها - إذا لم يوجد المقطوع.
رابعاً: لابد وأن تقوم المساعدات وفق ضوابط معينة، حتى لا تصرف اموال الصندوق صرفا عشوائياً، فعلى سبيل المثال: تكون بمثابة صدقة لفقراء ومساكين العائلة، تكون بمثابة قرض للمحتاجين القادرين على السداد،.
وطبيعي ان اي عائلة يتوفر فيها مثل هذا الصندوق تكون من العوائل السعيدة.
وضع خطة مناسبة!!
ويؤكد الدكتورابراهيم بن سعيد الدوسري ان صندوق الاسرة يسهم في تحقيق التكافل والتعاون، وله إيجابيات كثيرة اذا وضعت له المعايير الدقيقة، وأنشىء علي مقاصد حسنة، واهداف سامية، لكن لابد ان يقوم على ضوابط شرعية وينبغي الا يؤدي إلى التفرقة والشقاق. أما الضوابط في الشرعية فلا يجوز خلط الزكاة بالصدقة، ولايجوز تأخير الزكاة عن وقتها، ومن المهم جدا وضع خطة مناسبة لاعادة المبالغ «غير الزكاة والصدقات» الى اهلها في حالة الاختلاف، فإنه مع تقادم الزمن وقسمة التركات ربما حصلت بعض المشاكل جراء هذا الصندوق.
ومن الأمور الشرعية التي تجب مراعاتها والانتباه لها، ان الزكاة لاتصرف فيها للآباء والابناء والامهات ومن تجب عليهم النفقة.
المردود الاجتماعي الطيّب!
وتوضح الاستاذة سارة بنت محمد الحمدان الاختصاصية الاجتماعية بالرياض ان صندوق الاسرة الخيري فكرة قديمة .
ولنضمن لهذا الصندوق النجاح والاستمرار، لابد ان يخضع لشروط ومعايير منها: الا يكون وسيلة للتباهي وتحقيق المصالح الخاصة، وان يكون القائمون عليه على قدر كبير من العلم وقوة الايمان والمكانة والحكمة، وحبذا لو يكون له نشاط شهري او اسبوعي يتمثل في نشرات او ندوات تحث على التكافل، والتواصل، وصلة الاقارب، والزكاة وفضلها ، والصدقة ويكون هناك صندوق للاقتراحات وغيرها من الانشطة، والابتعاد قدر الامكان عن اسلوب الالتزام والالحاح في الدفع سواء كان شهريا او اسبوعيا، واستخدام اساليب الترغيب.
مجلس إدارة من الكبار!
ويؤكد الأستاذ عبدالله بن سعد المهيدب أن انشاء صندوق الأسرة يعتبر من صلة الرحم، وعمل الخير والبر بين أفراد الأسرة، ومن التكافل الاجتماعي - والحمد لله - أن العلاقة في مجتمعنا من افضل العلاقات التي يحسدنا عليها الكثيرون، والترابط الاسري في مجتمعنا هو نتيجة تمسكنا بتعاليم ديننا الاسلامي والسنة النبوية التي لم تترك جانباً من جوانب الحياة الا ووضعت لنا طريق السير فيه ومعالجته.
ويتكون هذا الصندوق في الغالب من مجلس ادارة من كبار السن في الاسرة ذوي الدراية والخبرة والقدرة المالية، بالاضافة للجان الموزعة حسب الاختصاصات والاهداف التي انشىء من اجلها الصندوق، ومن تلك الاهداف واهمها السعي الى رفع العوز عن بعض المحتاجين بدفع مبالغ مالية يستحقها بعض افراد الاسرة، ويتم ذلك بسرية تامة، وحرص شديد، وايضا من الاهداف المساعدة في تقديم العون لراغبي الزواج من شباب الاسرة الذين لايستطيعون تحمل تكاليف الزواج اسهاما في اكمال البهجة والسرور، واكمال نصف دينهم.
ويكون دعم هذا الصندوق بمساهمة جميع افراد الاسرة قدر الاستطاعة، والقدرة المالية عن طريق التبرعات او عن طريق دفع الزكاة للمستطيعين من ابناء الاسرة للمحتاجين منهم بفتح حساب خاص في البنوك، وهناك مايكون عن طريق استثمار المبالغ الموجودة في حساب الصندوق في احد المشاريع التجارية ونحو ذلك.
الاستفادة من تجارب الآخرين
اما الاستاذ ناصر بن حمدالدويسي فيقول: ان التعاون والتكافل في جميع اوجه متطلبات الحياة من الامور الاساسية.
ويساهم الصندوق الأسري في عدم لجوء المحتاجين للاقتراض من البنوك أو غيرها، مما يؤدي بالمحتاج إلى تراكم الديون عليه، وزيادة المشاكل الناتجة عن ذلك.
ومن الصناديق ما تعم فائدته الأسر المحتاجة من خارج العائلة نفسها مما ينعكس أثره على المجتمع وإبراز الفائدة الكبيرة لمثل هذه الصناديق، وذكر بعض التجارب لبعض الأسر في إنشاء الصناديق القائمة، والاستفادة من تجاربهم في العمل الخيري، وكذلك الاستفادة من القائمين على تلك الصناديق للمساهمة في الأعمال الخيرية لمعرفتهم بالمحتاجين في المجتمع.
زيادة في المحبة والألفة
أما الأستاذ هشام بن عبدالكريم المشيقح مدير مدارس القصيم الأهلية ببريدة فيشير إلى ان إنشاء الصناديق الأسرية زيادة في المحبة، والألفة، والتعاون بين أفراد الأسرة ولمَّ شملهم والتعارف بين شباب تلك الأسرة، حيث يشعر الفرد فيها والمحتاج أن لديه أقارب يساعدونه، ويقفون معه في وقت الضيق والحاجة والذي أرغب ان أقوله في هذا الموضوع ان إعانة ذوي الحاجات مسؤولية مشتركة، ولكي تكون هذه الصناديق منظمة لا بد أن يكون لها مجلس ينظم شؤونها ويتابع مسيرتها تكون إدارته مشتركة بين كبار السن والشباب من الأسرة حتى تزيد فاعلية هذه الصناديق أكثر، ويمكن الاستفادة من تجارب كبار السن والشيوخ والعمل والجد والنشاط من فئة الشباب.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved