أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th February,2001 العدد:10368الطبعةالاولـي الجمعة 22 ,ذو القعدة 1421

أفاق اسلامية

وقليل من عبادي الشكور
الشيخ عبدالله الخضيري*
إن معرفة النعمة ركن الشكر الأعظم، وكذا الاعتراف بها، ولهذا كان سيد الاستغفار أن يقول العبد «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبو، لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».. قال: من قالها بالنهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها بالليل موقناً بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة.
اعلم أن على كل جارحة شكراً يخصها، وعلى اللسان من ذلك مثل ما على سائر الجوارح وكل عضو من اعضائك يكون شكره باستعماله بتقوى الله العظيم في امتثال ما يخصه من الطاعات، وشكر القلب أن لا تشغله بغير ذكره ومعرفته، وشكر اللسان أن لا تستعمله في غير ثنائه ومدحه، وشكر المال أن لا تنفقه في غير رضاه ومحبته، ووراء ذلك تطوعات الشاكر، والزيادة من الخير وعمل الصالحات، وبين الله أن أكثر الناس عن شكر نعمه غافلون، فقال سبحانه «إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون».. فإياك أن تكون منهم، بل كن من القليل الشاكر للجليل فأنت المستفيد، والله هو الغني الحميد.. قال تعالى: «لقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد».. وفي كتاب الشكر لابن أبي الدنيا عن عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - قال: قيدوا نعم الله عز وجل بالشكر لله تعالى.
قال بعض السلف: بغت القوم أمر الله، وما أخذ الله قوماً إلا عند سكرتهم ونعمتهم وغرتهم فلا تغتروا بالله وقد جاء في حديث الإمام أحمد )إذا رأيت الله عز وجل يعطي العباد ما يشاؤون على معاصيهم إياه فذلك استدراج لهم منه(، وقد قال سبحانه )فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين(.. إن النعم إذا شُكرت قرَّت وإذا كُفرت فرّت وقد قيل: إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم.. فيا من أنعم الله عليه بالأولاد اعلم أن من شكر هذه النعمة أن تربيهم على الأخلاق الإسلامية، وأن تأمرهم بالصلاة، وان تحفظهم من الجلساء الفاسدين وتمنع أجهزة الفساد ومجلات الافساد من دخول بيتك. ويا من أنعم الله عليه بنعمة المال اعلم أن من شُكر هذه النعمة أن تؤدي حق الله وتنفق النفقة الواجبة والمستحبة في مجالات الخير وطرقه، وأن تحذر من المعاملات المحرمة ولا سيما الربا الذي عاقبته المحق وذهاب البركات. ويا من أنعم الله عليه بالعقل كيف تبدل نعمةالله كفراً، وكيف تفسد عقلك بتعاطي المخدرات والمسكرات والمفترات.
وأن من أسباب الأخذ والهلاك ترك العمل بالكتاب والسنة والتنكر لدين الله، ثم فتح أبواب الرزق والاغداق بالنعم ومن ثم الفرح بها والاطمئنان إليها كما هو الحاصل في المسلمين اليوم، فإننا نخشى والله أن يكون هذا الفتح علينا من أبواب كل شيء نتيجة لنسياننا حظا مما ذكرنا به فنعوذ الله من أخذه إيانا بغتة، ونعوذ بالله من الابلاس وشؤم المعصية، ونعوذ بالله من الظلم وحال الظالمين.
qamah@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved