أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th February,2001 العدد:10369الطبعةالاولـي السبت 23 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

وسميات
من هو الطفيلي؟!
راشد الحمدان
لكثرة ما قرأت عن الطفيليين.. إلا اني أكاد لا أجزم بصحة كل ما يكتب عنهم في كتب الأدب القديمة لكن قد يكون هناك تعليل صحيح لكل ما كتب عنهم حيث طبيعة الأمن الذي عاشوا فيه.. وظرفهم.. واستمراء الناس لهم ولتصرفاتهم وقد يستعملهم بعض الوجهاء في مداعبة أصدقائهم.. ومضايقتهم بهم من أجل المرح وإثراء حكايات الهزل والملاعبة. خاصة إذا علمنا أن طبائع البشر متفاوتة.. فمنهم الجاد ومنهم الهازل.. ومنهم كما يقولون من يستحي من ظلاله وأيضاً.. منهم كما يقولون من غسل وجهه بمرق.. وهذه الصفة الأخيرة فيها من الاستهجان الشيء الكثير. تصوروا إنساناً غسل وجهه بمرق كيف يكون حاله وكيف يعيش اللحظات التي يشعر بأن وجهه يفوح بالزفر وتغشاه الطيور على صغر أحجامه وربما أخذه النوم وقد غسل وجهه بالمرق. فهاجمته القطط تلحسه قبل ان تشمه وربما هاجمته الفئران. خاصة هذه الفئران التي ملأت البيوت وجاءتنا من الخارج.. فهي مستوردة. والغريب.. ان كل مستورد على رأي اخواننا المصريين غالي الثمن إلا هذه الفئران.. فإننا نخسر عليها الشيء الكثير لإعدامها. ومع هذا.. فغالباً نحن الخاسرون.. لكن يبقى مثل هؤلاء الذين شملتهم الأوصاف السابقة.. «قليلي الحياء» هكذا يتصور الجادون في الحياة لكن الهازلين.. أو الذين يستمرئون الشاذ من التصرفات فإنهم يطربون لسماع قصص هؤلاء الطفيليين.. وجرأتهم.. وتلاشي الأسوار المانعة والرادعة أمامهم لكن لو تتبعنا أحوال زماننا الذي نعيشه الآن لحملنا ذلك على التصديق بتلك القصص السابقة عن الطفيليين.. ففي هذا الزمان يوجد أمثال هؤلاء خاصة عند إقامة ولائم العروس وأعرف واحداً لا يفوته عرس عندما يشتد أوراها.. فهو عزوبي ولماذا يذهب للمطاعم ويخسركم ريالاً مادام ان هذه المفاطيح سيؤكل بعضها ويترك الكثير منها فهو يذهب لأي عرس وربما وجد بعض الأصدقاء والمعارف فتهون عليه الكلفة فهو يعرف بيوت العروس والاستراحات.. واحداً.. «واحدة» ويحدثك عن طيب الولائم.. والتي اعجب بها والتي لم يعجب بها.. ويحدثك عن مهارة الطباخين في بيوت هذه العروس.. وربما ملأ قصديرا معه وهو خارج مدعياً أنه يعرف بعض الفقراء من الحارة الفلانية وهو يذهب به الى بيته ليكون غداءً له في اليوم الثاني.
أما سعيد الباكستاني فهو يسير على بسكليته الكبير في حارتنا ويلتفت يميناً وشمالاً وينظر في داخل البيوت المفتوحة أبوابها وربما رأيته وقد وقف على رأسك وأنت جالس في حوشك.
ولكثرة التفاتاته ربما دخل في شحنة بطحاء أو كومة من البلك التي لم ترفع للبناء فهل يُعتبر سعيد هذا طفيلياً باكستانياً.. أم.. ماذا؟!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved