أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th February,2001 العدد:10369الطبعةالاولـي السبت 23 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

كل سبت
في حقوق الانسان..غرائب ومفارقات
عبدالله الصالح الرشيد
نفوق قطعان من الماشية في منغوليا نتيجة موجة الصقيع يأخذ اهتماماً عالمياً وإغاثة عاجلة أكبر وأكثر من الاهتمام من تعرض أربعة ملايين مسلم أفغاني من النساء والشيوخ والأطفال يعيشون في العراء. يُتركون مشردين نهباً للجوع والمرض والخوف ويهيمون على وجوههم بسبب الجفاف والبرد وعدم الاستقرار في بلادهم وكأنهم يعيشون في كوكب آخر لا لسبب مقنع اللهم إلا لأنهم مسلمون وفقراء وبلادهم تنعدم فيها الثروات سواء في باطن الأرض أو على ظهرها.
ولذا تغيب عنها أضواء حقوق الإنسان المسيسة.. ولكن في تيمور الشرقية وبإيحاء وإيعاز من بعض الدول الكبيرة والمتنفذة يتم اقتطاع جزء حيوي من إندونيسيا ويعطى استقلاله ويتم حمايته وعسكرته ويباركون انفصاله بإشراف تلك الدول أو من يدور في فلكها. وفي كشمير الجزء الذي يحتضن عشرة ملايين مسلم يشكلون أكثر من تسعين في المائة من السكان تعطيه الأمم المتحدة حق تقرير المصير ويبقى التنفيذ حبراً على ورق لا لشيء إلا لأنه مسلم.
وما لنا نذهب بعيداً فها هو شعب بأكمله ينقرض ويتلاشى بأسباب ووسائل أدوات الفناء الفتاكة ونتيجة التشريد وسطوة الحديد والنار وجبروت الاحتلال على مرأى ومسمع من الدول التي تدعي أنها ترعى وتكافح من أجل حماية حقوق الإنسان.
هذا الشعب الصابر والمغلوب على أمره هو شعب الشيشان الذي يطالب فقط بحقوقه وكرامته والاحتفاظ بهويته منذ أكثر من مائتي عام كغيره من شعوب العالم.. ادعاءات حقوق الإنسان هي في الواقع انتقائية وعنصرية وغريبة.. فهي فيما يخص الدول العربية والإسلامية والدول الإفريقية أقرب إلى مسمى هضم حقوق الإنسان والمثال على ذلك نأخذه من الواقع الملموس والمعيش منذ نصف قرن في فلسطين السليبة وشعبها المشرد دون أن يحرك أدعياء حقوق الإنسان أي موقف مؤثر وفعّال يعيد الحق إلى نصابه أو يصحح هذا الخطأ الفاضح في وجه الإنسانية والعدالة والضمير أو على الأقل التزام جانب الحياد بدلاً من الانحياز والكيل بمكيالين كما هو واقع الحال.. وأين حقوق الإنسان عن الدول التي تصدّر لحوم الأبقار المصابة بجنون البقر أو تصدير الأغنام المريضة التي كانت تتقاذفها بعض موانئ الدول الخليجية ناهيك عن تصدير العدس المشبّع بالمواد الكيماوية وغيره من اللحوم والأطعمة الفاسدة.. وأهم من ذلك تصدير الأسلحة لإسعار نار الحروب والفتن في الدول النامية.. إن مواويل حقوق الإنسان ما هي إلا للتصدير خارج الدول الغنية والمتنفذة برتب ومقاسات مختلفة من أجل ابتزاز ثروات الشعوب الأخرى وتخويفها وبث القلاقل والمشاكل بين دولها وإثارة الشحناء لصدها عن التفرغ للبناء والاكتفاء الذاتي في ضرورات حياتها وحتى لا تنافس الدول الغنية والمتنفذة للاستغناء عنها.. والحديث يطول ويطول ولكن هل من معتبر...
للتواصل: ص.ب:27097 الرياض 11417

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved