أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th February,2001 العدد:10369الطبعةالاولـي السبت 23 ,ذو القعدة 1421

محليــات

حديث الأوفياء
)1/4(
د. علي بن محمد النجعي
أهدى إلي صديق الوفاء والحب الأخوي الصادق الأستاذ الصادق الأديب حمد بن عبدالله القاضي الطبعة الثانية من كتابه عن الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله بعنوان «الشيخ حسن آل الشيخ: الإنسان الذي لم يرحل» ومناسبة الإهداء جاءت اثر الرحلة البرية الاخوية التي اشتركت فيها ظهر يوم الخميس قبل الماضي الى منطقة «تمير» حيث الربيع والفياض التاريخية المشهورة بناء على دعوة «ملحة» من قبل احد الزملاء من بلدة «تمير».
وقد يكون المنظر بالنسبة للذين يترددون على «البر» هذه الايام بمناسبة الربيع الذي تزدان به هذه المنطقة الواقعة على بعد حوالي «مائة وخمسين» كيلو مترا شمال مدينة الرياض شيئا طبيعيا .. لكن بالنسبة لي .. وأنا الذي لم يسبق لي زيارة هذه المنطقة من قبل كان شيئاً جميلا ومميزا .. مما يضفي على النفس الكثير من البهجة والسرور والارتياح.
واذا كنت أذكر شيئا عن هذه الرحلة .. فقد كانت الانطلاقة ظهر يوم الخميس 7 ذي القعدة 1421ه .. وعلى الطريق السريع: الرياض القصيم كل ماكنت متأكدا منه هو «ربط حزام الامان .. اما السرعة، فقد كنت احيانا عديدة اقيس «خطأ» سرعتي بسرعة السيارات حولي أو تلك التي تتعداني حتى ولو كانت السرعة لدي تتجاوز المائة والاربعين كيلو مترا في الساعة مما يعني اننا في احيان كثيرة لا نراعي عامل السرعة على الطريق مما يكون سببا في وقوع الكثير من الحوادث الخطيرة على هذه الطرق السريعة.
وعلى الرغم من ملاحظة بعض آثار الامطار التي هطلت خلال الفترة الماضية على منطقة شمال «الرياض» الا انه ما ان تصل مخرج «11» شرقا .. وهو المخرج الذي يوصلك الى بلدة «تمير» ثم القرى والهجر التي تقع بعدها الى الشرق .. حتى تلاحظ اخضرار الارض وانتشار ماشية الابل والاغنام .. هنا .. وهناك: منها القريب من الخط ومنها البعيد منه، ومنها ما هو ابعد وانما يمكن رؤيته بالعين المجردة. وما ان تصل الى بلدة «تمير» حتى تفاجأ بمجسم بندقية تراثية يعود نوعها وشكلها الى تلك التي استخدمها رجال الملك عبدالعزيز في الجهاد لتوحيد المملكة العربية السعودية تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وقد رفع هذا المجسم التراثي على عمودين مبنيين من «الحجر» اشارة الى طبيعة هذه المنطقة شبه الجبلية .. وقد تحدثت الى بعض الزملاء الذين كانوا معي انه كان بودي اخذ صورة بجانب هذا المجسم البديع لولا عدم وجود الكاميرا معي في ذلك الحين.
وما ان تتجاوز «مجسم البندقية» حتى تفاجأ بزهور «المادونيا» وبعض انواع الزهور الاخرى .. منثورة هنا وهناك على جانبي الطريق وبعض التشكيلات الصخرية مما يشكل شلالات رائعة عند سقوط الامطار على هذه المنطقة.. وهو جهد منظور ومشكور لبلدية «تمير» على هذا الابداع والتميز الحضري الجميل.
ولما كان المخيم يبعد مسافة ثلاثين كيلو مترا تقريبا الى الشرق من بلدة «تمير» فقد استمر بنا «الخط» المسفلت بين العديد من التقاطعات المرورية نظرا للعديد من القرى والهجر التي تقع على هذا الطريق .. وحتى الآن كنا نتمتع بسير هادىء وانسيابي بشكل «جيد» على هذا الخط .. ولكننا وبعد حوالي عشرين كيلو مترا الى الشرق من بلدة «تمير» بدأنا نفقد شارة الهاتف الجوال» من جهة ومن جهة اخرى بدأنا نلاحظ ان الخط المسفلت بدأ يرتفع بنا قليلا قليلا من خلال تعرجات ومنحنيات شبه جبلية تشبه الى حد ما بعض تعرجات الطرق الريفية في المنطقة الجنوبية مع الفارق الملحوظ في لون الصخور وطبيعة الارض .. وقد ذكر لي احد الزملاء من بلدة «تمير» ان هذه المنطقة شبه الجبلية تتميز بالعديد من الشلالات ومناقع المياه عند نزول الامطار على هذه المنطقة .. وقد شاهدت بنفسي احد هذه المناقع المائية الذي لايزال موجودا حتى الآن.
وبعد تجاوزنا لهذه المنحنيات والمنعطفات شبه الجبلية استوى بنا الخط في شبه هضبة تنحدر الى الشرق لتلتقي مع رمال «النفود» ذات اللون الضارب الى الحمرة الداكنة المميزة .. وما هي الا دقائق محدودة حتى وصلنا الى المخيم المعد لهذه الرحلة .. حيث يقع على بعد امتار قليلة الى اليمين «للذاهب شرقاً» مع هذا الخط .. وفي هذا المخيم لا ترى امامك الا ارضا خضراء منبسطة كما لاتسمع من حولك الا الى تغريد بعض العصافير البرية وهفهفة بعض من ريح الشمال الهادئة على اشراقة شمس دافئة على غير العادة وهو ما شكل يوما جميلا وجوا رائعا من اجواء «الربيع» والرحلات البرية المعتادة .
وقد اخذ بعض الزملاء العارفين بالمنطقة يذكرون لنا بعض الشعبان والفياض الخضراء المجاورة ... فهناك «شعب الشوكي» وهناك فيضة نورة ... والى الشرق «روضة التنهات» المشهورة.
ورغم حبنا للاستطلاع على كل ما هو جميل ورائع من مناظر الربيع الخلابة في هذه المنطقة الا ان احاديث الادب والشعر قد ساعدت بقوة على بقائنا داخل هذا المخيم والتي كانت تدور مع نخبة من الادباء واصدقاء الكلمة الاوفياء.
وفي الجزء الثاني من هذا الحديث سوف نتعرض لبعض ما دار داخل هذا المخيم المضياف «مخيم الوفاء» من الشعر واحاديث الادب مع اصدقاء الكلمة الصادقة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved