أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd February,2001 العدد:10374الطبعةالاولـي الخميس 28 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

الزمن المقلوب
دع القلق!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
يظهر الطريق وكأنه حية رقطاء تتلوى في عروق الرمل، وتفترش الارض، وترى السيارات تذرع المسافات جيئة وذهوبا!!
كانت حافلتنا تعج بالركاب، هذا يركب، وذاك ينزل، انها مسافة ممتدة من التعب الى العناء، مسافة نعبر خلالها اكثر من ثلاث ولايات من الولايات الكبيرة في الوسط )كنساس ميسوري كنتاكي( يحملك الباص ثلاثة ايام بلياليهن، فامسح على الخفين ولا حرج!!
أتأمل الدرب، وأراقب سكون الطريق، ووحشة الممرات، واتذكر:
نام الطريق يا عيوني انا..
نام الطريق وسهرت انا..
يا خطوة عذبها البعاد.. يا دمعة جرحها السهاد
تعب الطريق، ما تعبت انا.. ما تعبت انا..
هكذا يأتي صوت المغني عابراً قارات العالم القديم والحديث، والفن لا يحتاج إلى تأشيرة للدخول!! هناك تبدو مدينة )سانت لويس( حاضرة ميسوري، انها تذكرك بغربة زرقاء، فهي ملونة، ولا تكاد تعرف لها شأنا!! انها كالماء يتلون بلون الاناء الذي يوضع فيه!!
عبر لون الاسفلت الاسود، تنبثق الاشواق، ويتجدد الوله الى مكان لا يغيب عن الذهن!! انها سانت لويس، حاضرة ميسوري، ووجهها الاقوى ضياء، تعرف بقوسها الشديد، او هكذا يعرفها الناس!!
عندما تصل الى هذه الولاية، يقفز الى الذهن بطريقة آلية، الكاتب الشهير ديل كارينجي فهي مسقط رأسه يقفز اليك عبر بوابة )دع القلق وابدأ الحياة( حسنا.. لنبدأ الحياة وندع القلق الخفي والجلي )وما بينهما(!!
حياة وموت!!
دار حوار بين الكاتب يوسف الحداد،وبين العملاق مارون عبود، بعد ان كبرت شيخوخة الاول، وجاء الثاني يداعبه مخفيا الذعر الذي يلف النهاية من خلال عذوبة الاشياء المتكسرة، او الآيلة للانكسار، قال مارون:
) كنا نتفلسف ضاحكين لنخفي الذعر، وكنت انا الاجبن منه اشجعه، كلماالتقينا، حتى قلت له مرة: تتذكر هذا البيت:
كلما قلت متى ميعادنا؟!
ضحكت هند.. وقالت: بعد غد
فأجاب: وكيف اتظنني خرقت؟هذا لعمر! يقصد عمر بن ابي ربيعة فقلت له: هذا لسان حال الدنيا معك، لا تخف، فضحك ضحكته المعهودة، وكنا كلما التقينا بعد ذلك يقول لي: كيف حال هند من صوبك؟ فأجيبه : مازالت تضحك، وتقول بعد غد..فقال: هذا قول لم يوافق عمر ولكنه وافقنا نحن..(
انت.. ربما تكون أنا!!
اكثر من اي زمان تولى..تلح علينا ثقافة الآخر، بل ان الذات تنطلق في فضاءات الدنيا بقدر ما تنفتح على الآخر!!
ان محو )الآخر( مختلفة ومؤتلفة، ينفي الانسان نفسه في الوقت نفسه..واقول اكثر من ذلك )ان الحوار بين الذات والآخر، بين الهويات الثقافية المتنوعة، يتجاوز مجرد التسامح والتفاعل، انه حاجة كيانية لكل منهما، لكي يعرف كلاهما من هو، ولكي يعرف كيف يبدع هويته،فيما يبدع افكاره واعماله(.
وهم الفعل وعدمية القول!!
انا المقيد، لكني سأنطلق
واترك السجن خلفي، وهو يحترق
واخلع الكفن الدامي، وقد رشحت
خيوطه بدمائي، وهي تنبثق
واهدم الصنم المجنون صارخة
حريتي في يديه وهي تختنق
اناالمقيد لكن سوف انحت من
اغلالي السود فأساً ليس تنكسر
ارادة الفأس ان تهوي السجون، ولا
يبقى على الارض من احجارها حجر
فاشحذ فؤوسك يا ابن الشعب مقتلعا
هذي القبور التي للشعب قد حفروا
هذا شعر للشاعر الكبير معين بسيسو، يدمي القلب، لانه ينبثق من اوجاع فلسطين، قيل هذا قبل ربع قرن مؤديا رسالة تراوحت بين الصراخ والالم، حاملة وجع الهدم، وبناء الوجع، من خلال زجاجة شعرية، تهفو الى ابجدية فعلية في خضم الرسائل الخطابية، والعبارات الانشائية!
يا بنى.. لا تكذب!!
عشية كتاب قال د/ القصيبي لوالده: ارجوا ان تدون مذكراتك ياابتي!!
فقال والده رحمه الله )هل تريدني ان اكتب ما يعرفه الناس جميعا؟ هذا لا قيمة له، ولا يستحق ان يكتب او يقرأ، هل تريدني ان اذيع اسراراً هي عندي بمثابة الامانات؟
هذا مالا استطيعه.
هل تريدني ان اكذب؟(
Alarfaj@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved