أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd February,2001 العدد:10374الطبعةالاولـي الخميس 28 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

اعطاها حقها،، وأعلى شأنها
الإسلام هو الذي أنصف المرأة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
من الأشياء التي تكلم فيها الحاقدون بدافع الجهل والتعصب الأعمى بغية النيل من الإسلام، موضوع المرأة وحقوقها في الإسلام،
فقد قالوا: إن الإسلام تأثر في تشريعاته بالبيئة الجاهلية التي كانت تحتقر المرأة وتعتبرها أقل شأناً من الرجل،
وأبرز ثمار هذا التأثر أن نصيب الرجل في الميراث ضعف نصيب المرأة، وشهادتها على النصف من شهادته، كما انها محرومة من الوظائف العامة كالولاية والقضاء، وهذا بلاريب امتهان للمرأة، وهضم لحقوقها، واحتقار لدورها في الحياة،
والحقيقة التي لا مرية فيها: ان الاسلام هو الذي انصف المرأة بعد طول امتهان، وأعزها بعد كبير الخذلان، وأعطاها بعد شديد الحرمان، فالمرأة قبل الإسلام كانت تورث ولا ترث، توأد ولا تحيا : لأنها مدعاة للعار وللفقر، فلما جاء الإسلام بتشريعاته السمحة وأحكامه العادلة، وضع الحق في نصابه، وقرر في محكم التنزيل أن المرأة مثل الرجل، تكلف كما يكلف وتجازى كما يجازى حيث يقول سبحانه )إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، والقانتين والقانتات، والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات، والخاشعين والخاشعات، والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم، والحافظات الذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعدَّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً(،، ) سورة الأحزاب 35(،
ويقول سبحانه : )فاستجاب لهم ربهم أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض( صدق الله العظيم )آل عمران 195(،
فالنساء شقائق الرجال ، لهن من الحقوق مثل الذي عليهن من الواجبات قال الله تعالى : )ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف( صدق الله العظيم )سورة البقرة 228( لقد جاء نصيب الرجل في الميدان ضعف نصيب المرأة مراعاة لتبعات كل منهما، فالرجل سيدفع مهراً ويؤثث بيتاً، ويكلف بالانفاق على زوجته وأولاده، ويؤمر ببر أخته وصلتها، وأما اخته فإنها ستأخذ سهمها ملكاً خالصاً لها، لا تكلف منه شيئاً بل ستضيف إليه ما تأخذه من مهر وسيكلف زوجها الإنفاق عليها، فالرجل يأخذ سهمين تشاركه فيهما زوجته وأولاده، والمرأة تأخذ سهماً واحداً وتشارك الرجل في سهميه، فكان من العدل أن يضاعف نصيب الرجل ليقوم بهذه الأعباء،
هذا فضلاً عن أن المرأة في الجاهلية ما كانت ترث شيئاً، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره «ان امرأة سعد بن الربيع جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع، قتل أبوهما معك في أحد، وان عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالاً، ولا ينكحان الا ولهما مال، فقال: «يقضي الله في ذلك» فنزلت آية المواريث فأرسل صلى الله عليه وسلم إلى عمهما فقال له :«اعط ابنتي سعد الثلثين وامهما الثمن وما بقي فهو لك»،
وأ ما اعتبار شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل، فذلك لحكمة سامية، وهذه الحكمة ذكرها الله عز وجل في كتابه، وهي لا تدل مطلقاً على افضلية الرجل على المرأة، ولا تحط أبداً من قدرها، وانما منشؤها ان المرأة اكثر نسياناً في الشهادة من الرجل، فاذا نسيت واحدة ذكرتها الأخرى، ونسيان المرأة في الأمور المالية مرجعه الى انها بحكم ملازمتها البيت وانشغالها بتربية الاولاد، وبعدها عن معترك الحياة من حيث البيع والشراء، تكون ذاكرتها في هذا الشأن اضعف من ذاكرة الرجل، لان العادة جرت ان يكون ذهن الانسان متقداً في الامور التي يمارسها كثيراً، ويكون خاملا ً في الامور التي لم يشغل نفسه بها واما نسيانها في الامور الاخرى غير المالية، فمرده الى غلبة العاطفة التي تحملها على الاشفاق على الجاني، فحين تذكر ما سيحل به من عقاب فانها تشفق عليه وتكتم الشهادة او تبدلها، فتكون مهمة الثانية ، حينئذ ، ان تذكرها بخوف الله وبوجوب اداء الشهادة على اوجهها لان ذلك امر الله وهو ارأف بالجاني منا يقول الحق تبارك وتعالى:)واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى» صدق الله العظيم )سورة البقرة 282(،اما حرمان المرأة من الوظائف العامة كالولاية والقضاء، فليس ذلك لاحتقارها او لقلة شأنها، وانما لخطر المهمة المناطة بها وهي تربية النشء، وتكوين الاجيال والامم، فهي ان لم تكن والية او قاضية ، اماً لوالي وزوجة لقاضٍ، اذاً انها هي التي تربي الولاة والقضاة، فدورها اعظم دور في الحياة، ولهذا شاءت ارادة الله ان تتفرغ لهذه المهمة الجليلة،
هذا فضلاً عن انها تعتريها في وظيفتها العظمى ، وهي الحمل والولادة والرضاع ، امور تحول دون مزاولة هذه الوظائف العامة ، كما ان عاطفتها الغلابة تتجنح بها دائما الى جانب الرفق والرحمة حتى بالجناة، وهذا لا يحقق المصلحة العامة، ولذا نهانا الله عز وجل أن تأخذنا بالجاني رأفة في دين الله، على ان الاسلام لم يحرم المرأة من المشاركة في دفع عجلة الحياة في الخارج، كما تدفعها في الداخل، حين اباح لها العمل الذي يتفق مع انوثتها ، ولا يعرضها للمهانة والابتذال، او يدفعها الى مخالطة الرجال،
وذلك بالعمل بالتعليم وتطبيب النساء، ورعاية الاطفال، وبهذا يتضح ان الاسلام اعطى المرأة حقها كاملاً، وقدرها حق قدرها وصانها واعلى شأنها على نحو لم يسبق اليه،
هذا والحمد لله رب العالمين، ولله الامر من قبل ومن بعد ولكم وافر التحية وبالله التوفيق،
سعد مسفر شفلوت
سراة عبيدة

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved