أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th February,2001 العدد:10376الطبعةالاولـي السبت 1 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

وسميات
بين الورشة.. والمدرسة
راشد الحمدان
يقول أحد أصدقائي الذين غالباً ما يكونون مزاحين أثناء أحاديثهم مع الآخرين، يقول: هذا ابني صالح.. سيدخل المدرسة.. حتى إذا اتم المرحلة المتوسطة أنهى تعليمه «الإجباري».. لاحظوا.. الاجباري هذه، فوالده.. ينظر إلى السنوات الست في الابتدائي. والثلاث في المتوسط على أنها سنوات انتظار طويلة ولا يريد لابنه أن يتخطاها.. وبعدها.. ماذا سيفعل ابنه صالح. قال: سأدخله ورشة المعلم.. شكري.. قلت. ومن شكري هذا؟.. قال: أحد أبناء الشام.. جاء إلى هنا من عشرين سنة، وفتح ورشته هذه. ومنذ سنين وأنا اسمع من الأصدقاء.. قولهم ونصائحهم بعضهم لبعض.. لا تسلم سيارتك إلا للمعلم.. شكري. لا تذهب إلا لورشة المعلم شكري.. وزرت المعلم شكري هذا في ورشته في الصناعية.. ووجدته شيخاً قوي البنية شديد الثقة بنفسه. وهو يأمر وينهى شباباً لديه. سألت عنهم . قال أحد الهنود: هؤلاء أولاد المعلم شكري. وكلهم معلم.. وسلمت على المعلم شكري، ورحب على طريقة أهل الشام.. أهلين.. علماً بأنه يكفيني «أهل» واحد.. قلت ما شاء الله. وشلون الشغل يا عم شكري؟ قال يشكور.
وتذكرت صديقاً لي من أهل النوادر. عندما «يقلط» على سفرة أحد المنعمين ويرى أصناف الطعام.. يبتدىء.. ويقول: كول وشكور.. وسألت العم شكري.. هؤلاء الشباب.. ليه ما راحوا للمدرسة؟ كانت الساعة العاشرة صباحاً.. قال.. هَيّ مدرسة.. أحسن مدرسة، مالنا، وللدوخة.في أيديهم صنعة. ما هي في ايدي.. معلم المدرسة، ومرتاحين أحسن من معلم المدرسة.
قلت، ولا في ايد معلمة المدرسة.. أيضاً.. لا مراحل بالكيلوات ولا بعد عن الأهل.. ولا مكوث سنين في «البند الترويضي».. قال المعلم شكري وإن شاء الله. بعد سنة.. سيفتح محمد ورشته الخاصة به.. قلت وبعد كم سنة سيفتح بقية إخوانه ورشاً خاصة بهم؟ قال.. صح عليك.
وتذكرت كلام وفكرة أبو صالح صديقي. قلت: صح عليه، هو الآخر.. فإن كثيراً من أبنائنا، يدرسون وينظرون إلى الوظيفة.. والوظيفة صارت مثل الإبرة في التبن.. وخافيكم من الشعر بيت.. لو سألنا كم يبرز من هؤلاء الذين يدرسون بعد تخرجهم من الجامعات؟ كم يبرز منهم في مجال العلوم والتفوق؟.. قليل.. قليل.. والله المستعان، ثم يرمى في مكان ناءٍ، وعلى «بند الترويض إياه». وبو شام.. ياكل ويشرب ويعمل تحت عيني والده، وفي المساء تحت عيني والدته، وبعد سنين يصبح معلماً لا يخضع لذلك البند المهجن. وفعلاً فإن المرحلة المتوسطة تكفي للغافلين للوصول إلى التفوق «المعرفي المضمون».. صح والا لا؟!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved