أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 24th February,2001 العدد:10376الطبعةالاولـي السبت 1 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

نهارات أخرى
سياحة ببصمة سعودية
فاطمة العتيبي
** لا بد من تعددية الموارد..
ولا بد من إيجاد أساليب جديدة لمنع تسرّب أموال السياحة إلى الخارج واختزالها في الداخل..
بل تدوير حركة السياحة؛ فبدلاً من كونها من إلى تنقلب ال «إلى» التي تمثل الدول الأخرى لتتحول إلى «من» فنصبح مستقبلين للسياح مستوردين لهم بدلاً من تصديرهم الدائم وتصدير مئات من الملايين إلى الدول الأخرى بينما نتمتع نحن بفرص سياحية جيدة تحتاج فقط إلى التنظيم الجاد والمقنن..
** و«لقاء تطوير السياحة الوطنية» الذي أقامته الأمانة العامة للهيئة العليا للسياحة يوم الأحد قبل الماضي كان فرصة حقيقية لتطوير الأنظمة السياحية وطرح الأفكار المتنوّعة التي من شأنها منح الثقة للمهتمين بجدية هذه الهيئة ورغبتها الصادقة في بلوغ أهداف استراتيجيتها بالطرق الحوارية المثلى.
ولقد سعدت بدعوة سمو الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة لحضور هذا اللقاء في الجانب النسائي، وإذ أقدّر هذه الثقة فإنني أسفت كثيراً لأنني لم أتسلّم الدعوة إلا بعد إقامة المنتدى بأيام، حيث أعاقت المشاغل سكرتارية تحرير «الجزيرة» عن إبلاغي بالدعوة، ولا أنفي تقصيري في عدم مبادرتي لتسلّم بريدي أسبوعياً كما هو مفترض.
والحقيقة أنني كنت أتمنى حضور مثل هذا المنتدى لأنه يقوم على الطرح والمداولة وعرض منجز حقيقي وهام نحن بأمس الحاجة لمعرفة أطره وأفكاره وخططه المستقبلية، وهو دلالة على ثقة المسؤول بمواطنة المرأة وقدرتها على التفكير المستقبلي. والحقيقة أنني من أولئك الذين يحرصون على مثل هكذا لقاءات تعتمد على الانتقائية في اختيار الموضوعات واختيار الحاضرين والحاضرات والمتحدثين والمتحدثات، وهي لقاءات مخلصة تدعو وتحرّض على العمل الصادق بعيداً عن فلاشات الوجاهة وتراصِّ الصفوف بمن له دعوى في الموضوع أو لم يكن..
ولعل الأمانة العامة للسياحة في المملكة وبقيادة أميرها الذي تجاوزت نجاحاته الأرض والرفق بالمعاقين فيها، إلى حيث الفضاء في مركبة لا أنساها ولا أنسى يوم انطلاقها؛ فهو اليوم الذي كتبت فيه مقالي الأول وبعثت به إلى صفحة «بدون عنوان» في «الجزيرة» واخترت له عنوان «نحن وعباب الفضاء».
لذا يظل لسلطان بن سلمان هجساً في ذاكرتي كلما لمحت منجزه في العطاء يمتد هنا وهناك، وهو عطاء نثق بأنه سيشمل السياحة الوطنية التي تعاني من مشكلات كثيرة تحتاج إلى عناية واهتمام وحلول جذرية وشفافية أيضاً في الطرح.
فلا بد أن يكون رجال الأعمال واضحين معنا.. صادقين.. ولا بد أن نعرف سرَّ هذا الغلاء الذي يواجه السائح في الداخل، وما هي أسبابه الحقيقية، هل هي أسباب ناتجة عن الرغبة الشرهة في الربح التي تتفاقم وتتسع هوتها حين تفقد الرقيب وتأمن المساءلة، أم هي أسباب اضطرارية خارجة عن إرادة المشتغل في القطاع الترفيهي نتيجة صعوبة الوضع السياحي وعدم تسهيل الفرص له..
وما هي الأفكار المستقبلية للسياحة، هل هي وقف على مهرجانات استهلاكية تظهر فيها التخفيضات الوهمية أو التخفيضات المثيرة للقهر، فما الذي يجعل البضاعة في الشتاء بألف ريال وفي مهرجان الصيف تتحوّل إلى ثمانين ريالاً؟! ومن الذي أباح للتاجر أن يربح هذا المبلغ الباهظ في الشتاء، أو ما الذي يدفعه إلى الخسارة الباهظة في الصيف..؟!
نحن مختلفون.. وشخصياتنا جادة وتعتمد على التفكير العقلاني إذا كانت الأمور من صنعنا ومن تخطيطنا..
إذ نحن نقبل من الآخرين كل شيء ونتعامل مع هذه الأشياء من منطلق أنها لا تعنينا حتى لو سايرناها..
لكنها حين تكون بدمغة محلية وسعودية فالأمور تختلف.. نحن هنا ندقق وننظر كثيراً..فهل نحن مضطرون لإقامة مهرجانات استهلاكية تقليدية تعتمد على الشراء والتبضّع والتمايل على أصوات المغنين.
إننا نتطلع إلى صناعة سياحة مختلفة ببصمة سعودية متميّزة، وهو متوقّع من رجل نابه يحمل الوطن في قلبه، ويعيش أهله في عينيه، ويدرك أن الوصول إلى العالمية في أي أمر كان هو بقدر احتفاظك بما يميّزك عن الآخرين لكي تختلف ويصبح لديك ما يستحق الالتفات إليك..
وليعنك الله ومن معك يا سلطان؛ فالمسؤولية كبيرة والظروف مختلفة ونجاحك نحن لا نتنازل عنه ولا أنت عنه تتنازل.
البريد الإلكتروني: FatmaAlotaibi@Ayna.Com ص.ب -26659- الرياض -11496-

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved