أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th February,2001 العدد:10377الطبعةالاولـي الأحد 2 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

شدو
للأخلاق ثمن .. وأي ثمن!
د. فارس محمد الغزي
للأخلاق ثمن باهظ .... دارت هذه العبارة في ذهني وذلك في أعقاب أن قرأت خبرا في جريدة «دالاس مورنينق نيوز» الأمريكية يتعلق بما تعج به المحاكم الأمريكية من قضايا حقوقية وتعويضات مادية «بالبلايين!» رفعتها نساء ضد الشركات التي يعملن بها وذلك بسبب ماطالهن من مضايقات جنسية: SEXUAL HARASSMENT . إن النظرية شيء والواقع شيء آخر .. أقصد أنه رغم ما تلوكه ألسنة الغربيين من مثاليات تدعي المساواة بين الرجل والمرأة في القدرات والحقوق والواجبات فإن ما ينجم من مشاكل «الاختلاط الوظيفي!» بين الجنسين لينفي حقيقة هذه المساواة، بل إن ما أجري في الغرب من بحوث علمية تحت مظلة ما يُسمى في علم الاجتماع «السلوك التنظيمي ORGANIZATIONAL BEHAAVIOR » لكفيل بخلق القناعة التامة باستحالة الجمع بين الرجل و المرأة باسم المساواة تحت سقف وظيفي واحد، وذلك لما في هذا الاختلاط وكما اثبتت هذه البحوث من اضرار بالغة اقلها تنامي حدة الصراع بين الجنسين، وانخفاض كمية ونوعية الانتاجية، وانحراف معايير المنافسة، والطبقية الوظيفية المتدنية التي تفرض على المرأة بغض النظر عن مؤهلاتها العلمية وكفاءتها أدوارا هامشية في آن واحد. بل إن الأمر يتعدى حقيقة كون الرجل هو «الفائز!» دائما وابداً، حيث انه في الوقت الذي يتسنم الرجل كافة مراكز صنع القرار بالمؤسسة، فإن معايير التوظيف هناك «غير المحكية طبعاً!» تفضل توظيف المرأة غير المتزوجة، أو التي لا أطفال لها، بل تفرض عليها نوعاً خاصاً من اللبس وتسريحة الشعر وحسب «مزاج من؟!» ... طبعا الرجل . بل يكفينا دليل على ورطة النظام الرأسمالي مع ما يسميه حرية او مساواة ما حدث في أروقة أعلى منصب في العالم، الا وهو منصب الرئاسة الامريكية وقصة كلينتون مع مونيكا لوينسكي وقبلها مع جنيفر فلاورز وما هذه القضايا سوى جزئيات من كليات لها من الثمن الباهظ ما يحتم تجنبها والحذر منها، ويكفي ان انوه هنا ان ثمة بحوثا وبحوثا غربية في كافة العلوم الانسانية والتي تتفق على حقيقة سلبية تبعات الاختلاط الوظيفي نفسيا واقتصاديا واجتماعيا ... رغم ما بذل ويبذل من جهود علمية جبارة لفك طلاسم وألغاز استحالة الجمع بين الرجل والمرأة تحت سقف «وظيفي» واحد بلا مشكلات تعصف في النهاية في المؤسسة ذاتها. انني هنا لا اتكلم من فراغ: فبحوزتي الآن العديد من البحوث التي اجريت على الطبيعة هناك والتي نفذها علماء قاسمهم المشترك نزعاتهم التحررية البالغة وايمانهم غير المتناهي بحقوق المرأة الغربية، وبالطبع فكلمة حقوق كلمة «مطاطية» بل ساحرة لمن لايعرف حقيقة واقعهم الذي يختلف كل الاختلاف عما تنشره استهلاكا وسائلهم الاعلامية او توحي به اقلامهم الخيالية الرومانسية البعيدة كل البعد عن ارض الواقع ومرارة الواقع.
... كم أتمنى لو أجدنا تطبيق البديل الأصح الأمثل فأوجدنا لهم البديل الأمثل الأصح ...
للتواصل ص ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved