أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th February,2001 العدد:10377الطبعةالاولـي الأحد 2 ,ذو الحجة 1421

القرية الالكترونية

معرض حاسب
حديث الشبكة
خالد أبا الحسن
اطلعت على ما كتبه بعض المهتمين بشؤون الحاسب الآلي والانترنت لدينا وذلك بشأن معرض الحاسبات الذي عقد في ارض المعارض بالرياض ويعقد كل عام في مثل هذه الايام وقد سماه البعض بالحراج وقلل آخرون من شأنه وما يمكن ان يقدمه لزواره من المهتمين وكنت ممن تمكنوا من زيارة المعرض الاسبوع الماضي والاطلاع على ما تقدمه الشركات المشاركة ووجدت ما يفسر تلك الرؤى التي تقوم ولاشك على تجارب سابقة مع المعرض الذي ازوره لاول مرة لاغترابي عن الوطن.
والحق انني ندمت لاضاعتي لوقتي وجهدي لزيارة المعرض الذي لم يعد كونه مجمعا لمحلات الحاسب التي تنتشر في مدينة الرياض لتعرض ما لديها تحت سقف واحد وبروح تنافسية ظاهرة. ما الخطأ في ذلك؟ اجزم بأن تساؤلا من هذا النوع يدور في خلد البعض واجيب ذلك بأن صورة على هذا الوجه قد لا يكون مناسبا تسميتها بالمعرض بل هي اقرب الى صورة المزاد او مهرجان التخفيضات او موسم المبيعات المخفضة والتخلص من مخزونات الشركات من البرامج والتقنيات التي ولى زمانها لتحل محلها تقنيات جديدة تحتاج لمساحة من ارفف تلك المحلات.
ورغم ان الوصول الى موقع المعرض كان صعبا لكثرة السيارات وقلة المواقف النظامية حول ارض المعرض الا ان الامل في التعلم ومعرفة الجديد واحلام معارض الكومدكس ومثيلاتها التي تتراقص في ذهني دفعتني للاعراض عما قيل عن المعرض كي اقف بنفسي على ما يقدمه لزواره.
وللانصاف فانني لمست من بعض الجهات المشاركة ممارسة احترافية لمشاركتهم ارى انها المثلى لما ينبغي ان تكون عليه المشاركة في المعارض لكن ما اقل هؤلاء فطريقة الحراج وضجيج المكبرات والمسابقات والسحوبات لا علاقة لها بالحاسب وتقنياته، بل هي اي شيء سوى ذلك. وقد سألت بعض العارضين عما يقدمونه ووجدت ان الكثير من البرامج المعروضة قد شارف الجيل الحديث منه على الصدور ليحل محل ما يتم تصريفه من خلال المعرض.
وقد وفقت لزيارة ركن جمعية الحاسبات السعودية وحضرت عرضا تقديميا لأحد شبابنا الذين نفخر بهم لنظام لينوكس Linux ووجدت حماسا واهتماما كبيرين لدى حضور الجلسة الذين كانوا آذانا مصغية. مثل هذه النماذج هي ما ينشده المرء وما ينبغي ان تكون عليه المعارض التقنية. وكانت هنالك شركات ليس لديها ما تبيعه لكن لديها ما تشعر به المستهلكين ورجال الاعمال والمهتمين بشؤون التقنية، لكن ذلك لم يكن كافيا لجذب الكثرة الغالبة من الزوار فالسواد الاعظم منهم جاؤوا لاستثمار التخفيضات الخاصة بالمعرض التي يدعي اصحابها انها خاصة بالمعرض وحسب.
والحقيقة ان المعارض فرصة لاستهداف رجال الاعمال والمستثمرين وتسجيل الحضور التقني في ساحة التقنية والحاسب في المملكة كما انه مجال للشركات لتقدم نفسها للمستهلكين وتعرفهم بما لديها وما تعرضه من خدمات وما يمكن لهم الحصول عليه عند التعامل معها وتوضيح الجوانب التي تجعل ما لديها يستحق اهتمام المستهلك دون غيرها من الشركات. ولا ينبغي ان تدخل المبيعات في المعادلة كي لا يختل الميزان ويحتج البعض بأن رغبة الجمهور هي المؤثر وهي ما يفرض نفسه وطبيعته على واقع المعرض لكنني لا ارى ذلك يحدث في معارض السيارات او المعدات الثقيلة لسبب بسيط وهو ان المشتري لن يقوى على حمل بضاعته في كيس صغير كما هو الحال في مثل هذا المعرض.
ومع ذلك لا تزال معارض السيارات والمعدات الثقيلة تحظى بالاهتمام والعدد الكبير من الزوار. ان الانشغال بالمكسب السريع المباشر يعمي الكثيرين عن النظرة بعيدة المدى التي ترمي الى صناعة المستهلك وربطه بالمنتج بوسائل بطيئة انما اكثر فعالية وقد لمست هذا في اركان بعض الشركات التي وجدت العارضين فيها مستعدين لمناقشة الزائر والحديث اليه وتعريفه بما لديهم ولطالما سمعت البعض يسأل عندك هدية بدلا من ان يسأل عما اقيم المعرض للسؤال عنه.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved