أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th February,2001 العدد:10377الطبعةالاولـي الأحد 2 ,ذو الحجة 1421

حوار

وزير الإعلام الأردني د. طالب الرفاعي في حوار «الجزيرة» معه:
لن يتحقق الأمن في المنطقة بدون السلام العادل الذي يحقق للفلسطينيين قيام دولتهم
الإعداد للقمة العربية العادية في الأردن على أعلى المستويات ونواصل مشاوراتنا مع القادة
إعلامنا العربي لم يحدث التأثير المطلوب بالنسبة لقضايانا لأنه لم يخرج عن حديث الذات
* * حوار أجراه في عمّان: سليم الحريّص وجريّد الجريد
قال معالي وزير الاعلام في المملكة الاردنية الهاشمية د. طالب الرفاعي ان الاستعدادات متواصلة والتحضيرات مستمرة لاستقبال قادة الامة العربية في مؤتمرهم القادم في عمّان اواخر شهر مارس القادم.ونفى ايفاد مبعوث من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يحمل تطمينات للاردن.
ونوه في حديثه «للجزيرة» بعمق العلاقات السعودية الاردنية ومتانتها... قائلاً ان التشاور مستمر والاتصالات لم تنقطع وان الآراء ووجهات النظر متطابقة.جاء ذك خلال حوار اجراه موفدا «الجزيرة» الى عمان.. وهذا ما دار في حديث معاليه.
التصعيد في الأراضي الفلسطينية مصدر قلق كبير
ü شهدت الاراضي الفلسطينية خلال الايام الماضية تصاعداً في عمليات القتل والحصار والاغلاق كيف ينظر الاردن لهذا الوضع وما تقييم الحكومة الاردنية له؟
دون شك... انشغل الرأي العام بالاحداث التي غلبت على الساحة خلال الايام الماضية. فالتصعيد الخطير في الاراضي الفلسطينية خصوصاً الايام الماضية مصدر قلق كبير للاردن وللمنطقة إذ تترتب عليه نتائج خطيرة للاردن.
لا يوجد حل أمني محض بدون سلام
ويهمني في هذا الاتجاه ان اؤكد بان الاردن أوضح وأكد أكثر من مرة رفضه الكامل لسياسة الاغتيالات المبرمجة والعقاب الجماعي وما سوف تدفع به وتقود اليه هذه السياسات والاتجاهات الخطيرة وبعواقب غير محسوبة.. العنف يولد العنف ويهمني ان اؤكد هنا ايضا انه لا يوجد حل امني محض للقضايا المعلقة بين الشعوب بالمنطقة وان الامن والسلام مفهومان مرتبطان ببعضهما البعض. لايمكن تحقيق الامن الحقيقي والشامل لجميع الاطراف دون السلام العادل والشامل وتثبيت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اقامة دولته وعاصمتها القدس والانسحاب الكامل من كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة.. ويهمني ان أؤكد ان الاردن يثبت وبشكل واضح بانه لابد من العودة الى مائدة المفاوضات ومن حيث انتهت اليه وان يتم البناء على ماسبق دون العودة الى نقطة الصفر التي هي امر غير مقبول على الاطلاق.
نشاط دبلوماسي مكثف للتحضير للقمة
ü من المقرر عقد القمة العربية في دورتها العادية خلال الشهر القادم في عمّان هل يتفضل معاليكم بوضعنا في صورة الاستعدادات الجارية لعقدها؟
الاستعدادات مستمرة و التحضيرات جارية والمتابعة من اعلى المستويات بدءا من جلالة الملك عبدالله يحفظه الله لتهيئة كافة السبل وتوفير كل الامكانيات لإنجاح القمة وكما تعلم ان موعدها مقرر في أواخر شهر مارس القادم ان شاء الله.
وشهد الاسبوع الماضي وسوف نشهد في الايام القادمة نشاطاً دبلوماسيا مكثفا ومتزايدا في هذا الاتجاه. ومن اهم الاشياء انه عقد خلال الاسبوع الماضي اجتماع لجنة المتابعة اضافةالى زيارات للعديد من المسئولين العرب ومن الدول المعنية بما يدور في المنطقة حيث زارنا وزيرا خارجية قبرص واليونان والرئيس الايطالي وغيرهم ونتوقع ان يصلنا خلال الايام القادمة وزير خارجية الولايات المتحدة ضمن جولته في دول المنطقة.. وكان بالامس الرئيس ياسر عرفات في اطار التشاور والتنسيق المستمرين وكما ان جلالة الملك عبدالله قام بزيارة وليوم واحد الى ليبيا كل هذه اللقاءات والاتصالات تصب في اتجاه علمية السلام بالمنطقة.
لقاءات عربية حول القمة
وسوف تكون هناك مجموعة من اللقاءات العربية وعلى كافة المستويات وصولا الى انعقاد القمة العربية.. ليس لدي شيء محدد اعلن عنه واتوقع تصاعد وتيرة الاتصالات وكثافتها وعلى كافة المستويات.
اهتمامات الأمير طلال بقضايا الطفولة
ü هل يحدثنا معاليكم عن زيارة سمو الامير طلال بن عبدالعزيز للاردن وما تم بحثه خلال الزيارة؟
زيارة سمو الامير طلال بن عبدالعزيز تجيء في اطار اهتمامات سموه الخاصة والمتعلقة بالقضايا الاجتماعية والطفولة والامومة وقد كانت زيارة سموه فرصة للحديث عن العديد من الامور التي تهم البلدين الشقيقين كما التقى سموه مع كافة المسئولين وعلى كافة الاصعدة.
تحدثنا عن الجامعة المفتوحة
ايضا تم التطرق في اللقاءات التي تمت مع سموه عن الجامعة المفتوحة التي يرعاها ويتبناها سموه وسوف ينشأ لها فرع في الاردن وقد قدمت الحكومة الاردنية كل التسهيلات اللازمة بما في ذلك الالتزام بمنح قطعة ارض كبيرة خصصت لهذا الغرض كما كان هناك حديث عن مفهوم «بنك الفقراء» إذا صح التعبير والبنك شهدنا نماذج متعددة له في بنجلاديش ودول امريكا الجنوبية وهو يعتمد على اقراض الشرائح المحتاجة.. هذا مجمل مابحث ولكن طبعاً عندما يأتي شخص مثل سمو الامير طلال الى الاردن فهي مناسبة لبحث كافة القضايا التي تتعلق بالعلاقات السعودية الاردنية والعلاقات التي تهم اطراف المنطقة كلها بشكل عام.
علاقات الأردن والسعودية قوية
ü كثيرون يعولون على التنسيق السعودي الاردني والتشاور المستمر بين الجانبين وان له اثره الكبير على انجاح القمة فكيف تنظرون معالي الوزير الى العلاقات السعوديةالاردنية اليوم وما اثرها على العمل العربي الجماعي؟
مواقفنا متطابقة تماماً
يهمني ان أؤكد بان المواقف السعودية الاردنية متطابقة تماماً فيما يتعلق بكافة رؤانا وتحليلنا فيما نحن عليه في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة في المنطقة والتشاور بيننا مستمر على كافة المستويات.
زيارة سعود الفيصل ثبتت وحدة الرؤى
وزيارة سمو الامير سعود الفيصل وزير الخارجية مؤخرا كانت ايضا فرصة لتثبيت الكثير من الرؤى المشتركة بالنسبة للقمة.. ويهمني هنا ان اؤكد بان اهمية القمة انها اول قمةعربية دورية بمعنى انها غير طارئة، وهي تعقد لتثبيت آلية جديدة، الاساس فيها هو ان نبدأ بآلية الاستمرار والتراكم من خلال كذلك الاستمرار في سبيل بناء تكامل عربي واهميتها لذلك أنها لم تأت من «فزعة» بالمعنى الدارج والمعروف ولذلك سوف تبحث في العديد من القضايا وسوف لا تقتصر الاجندة على مجموع الامور السياسية التي هي قطعاً في غاية الاهمية وتشغل البال وسوف تتسع لتشمل مجموعة من القضايا التي تضمن التكامل العربي وخصوصاً المجال الاقتصادي وفي مجال المشاريع المشتركة.. لكن من الطبيعي ومن الواجب ان تكون المستجدات على الساحة خصوصا بما افرزته الانتخابات الاسرائيلية خصوصاً وفي ظل ادارة امريكية جيدة.
القمة العربية والمتغيرات
الإسرائيلية والأمريكية
ü عملية السلام شبه متوقفة.. حكومة اسرائيلية جديدةوادارة امريكية جديدة.. في تصوركم عملية السلام الى اين تتجه؟
ستبحث القمة دون شك هذه المستجدات التي ذكرت وخصوصاً نتائج الانتخابات الاسرائيلية وما طرأ من تغير على الادارة الامريكية.. لهذا تكون هذه القمة المناسبة التي يُجمع فيها العرب على مواقف محددة تجمعهم وتقوي صفوفهم واعتقد ان ما شهدناه في الايام القليلة الماضية من وحدة في رد الفعل ووحدة في التوجه تجاه المستجدين اللذين اشرت لهما هو دليل ان شاء الله على الامل بخروج موقف عربي موحد قوي وواضح وقادر على ان يترجم الى دعم حقيقي للشعب الفلسطيني وهو امر ممكن تحقيقه وواجبنا في الاردن كدولة مضيفة للمؤتمر ان نعمل ما بوسعنا وان نوفر له كل فرص النجاح من خلال الاعداد الجيد وان تخرج القمة بالحد الادنى من التوحد والتوافق الذي اشرت اليه سابقاً.
زيارة الرئيس عرفات
للتشاور والتنسيق
ü قام الرئيس الفلسطيني بزيارة الى عمّان خلال الاسبوع الماضي فما الصورة التي نقلها سيادته للقيادة الاردنية عن الاوضاع في الاراضي الفلسطينية؟
زيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تأتي على خلفية التصاعد الخطير في الأوضاع الفلسطينية والتشاور الذي يتم بيننا هو متواصل ومستمر ومتفق عليه وأصبح سنة بين القيادتين الأردنية والفلسطينية ويتم بشكل مستمر وكنتيجة لانخراط الأشقاء الفلسطينيين في الأسابيع والأشهر الماضية في التعامل مع الاسرائيليين سواء كان ذلك من خلال مائدة المفاوضات أو من خلال الكثير من التفاهمات الأخرى على الأرض وما تبع ذلك من أحداث وكنا باستمرار حريصين في الأردن على ان نبقى على اتصال دائم وكذلك كان حال القيادة الفلسطينية فلا يكاد يمر اسبوع إلا ويكون هناك مسؤول فلسطيني لدينا أو زيارات من قبلنا لغزة ورام الله.. لكن زيارة الرئيس عرفات تتسم بشيء خاص فقد اطلع جلالته على الوضع وصعوبته ودقته وخطورته وكان اللقاء بالأساس لكي نتفهم ما يدور على الأرض بشكل دقيق ومساعدة الأشقاء في كيفية التعامل مع المستجدات على الساحة.
لم نستقبل أي موفد إسرائيلي
ü أشيع أن الأردن استقبل موفدا اسرائيليا يحمل تطمينات للأردن على ضوء تصريحات شارون الأخيرة فيما يتعلق بالأردن؟
لم يزر الأردن أي مبعوث لشارون وقد سمعنا كما سمعتم عن هذه الزيارة من وسائل الإعلام لكني أؤكد عدم صحة هذه المعلومات وبالتالي ليست هناك رسالة تطمينات مرتبطة بذلك أما موضوع المياه من طبريّا فنحن موقعون على اتفاقية مع اسرائيل توضح حقوقنا في المياه وليس لدينا ما يشير أو يوضح ان الاسرائيليين سوف يُخلّون بهذا الاتفاق ونحن مصرون على أن نأخذ حقوقنا كاملة ولن يغير في هذا وجود شارون أو غيره.
نتعامل مع دول ومع اتفاقيات
نحن نتعامل مع دول ومع اتفاقيات وليس تعاملنا مع اشخاص يغيرون مواقفهم من وقت لآخر ونتوقع أن يلتزم الاسرائيليون بتنفيذ كافة بنود المعاهدة ونتوقع ان نتسلم حصتنا بالكامل من طبريا وفي الوقت الذي تحدده الاتفاقية ضمن احتياجاتنا.
ü معالي الوزير على ضوء انتكاسة عملية السلام والتعثر على كافة المسارات ونحن نعلم بأن العرب قد أقروا بأن السلام خيار استراتيجي لهم.. كيف يتم التعامل مع هذا الأمر كخيار والتعاطي مع المواقع كحقائق على الأرض؟
سنظل ويظل العرب متمسكين
بالخيار الإستراتيجي
كما قلت السلام خيار استراتيجي وهذا موضوع حسمته القيادات العربية وهو نتيجة اجماع عربي واسع لا استثناء فيه بغض النظر عن الاجتهادات المختلفة لكل دولة عن الأخرى.. عن كيفية التعامل مع المراحل على الأرض.. تبنى العرب شعار السلام كخيار وسوف يبقى العرب وسوف يبقى الأردن متمسكا بهذا الخيار ويعمل جاهدا من أجله لأن الخيارات الأخرى مصيرها الدمار والعنف للجميع.. جميع شعوب المنطقة بلا استثناء.. أي حديث خارج هذا الإطار وأي حديث عن افتراضات مشروعة جدا وفي هذه المرحلة ليست احاديث مفيدة على الإطلاق يجب ان نتمسك بقوة بخيار السلام ويجب ان نسير في نفس الوقت باتجاه تعظيم قوتنا الذاتية والداخلية لكي نستطيع ان نحقق السلام من منطلق القوة فالحديث عن السلام دون بناء القوة الذاتية العربية يكون حديثا منقوصا وعليه أؤكد بأننا نتمسك بخيار السلام ونتمسك بالوقت ذاته ببناء القوة الذاتية.
إعلامنا العربي لم
يحدث تأثيره المطلوب
ü دور الإعلام العربي في خدمة القضية العربية العادلة ألا ترون معالي الوزير ان الإعلام العربي لم يخرج عن دائرة الحديث مع الذات والحديث مع النفس ولم يسهم في فضح الممارسات الاسرائيلية ولم ينقل الحديث الى دوائر التأثير والقرار في الغرب؟
موضوع الإعلام العربي صحيح وفق ما تفضلت به بأن إعلامنا العربي بشكل عام لم يخرج بعد من دائرة الحديث مع الذات العربية والحديث مع نفسه.والإعلام الذي يرضي الذات أكثر مما يحقق الهدف تجاه العالم وللأسف في أكثر من موقع قلنا إننا لم نستطع بإعلامنا العربي بوجه عام أن نحدث تأثيرا فاعلا على الساحة الدولية.. عندما بدأت الانتفاضة وبعد أقل من اسبوعين أو ثلاثة من الانتفاضة والمشاهد التي نقلت مثل استشهاد محمد الدرة بدأت آلية الإعلام الاسرائيلي تثبت قدرتها وفاعليتها الأكبر وبدأنا نسمع حتى في قضية واضحة وضوح الشمس عن العنف والعنف المقابل في الوقت الذي بدا الأمر فيه واضحاً، هناك احتلال وهناك عدوان وعنف من طرف واحد.وأخبرك بأن وزراء الإعلام العرب في اجتماعهم الطارئ الأخير في القاهرة تحدثوا عن هذا الأمر ووضعوا بعض الخطط.. نرجو ان تكون ناجحة وخصصوا بعض الامكانات لذلك وهناك برنامج شبه تفصيلي سوف يكون إن شاء الله جاهزا عند انعقاد مؤتمر القمة القادم ومناسبة لمراجعة ذلك.
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved