أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th February,2001 العدد:10377الطبعةالاولـي الأحد 2 ,ذو الحجة 1421

محليــات

لما هو آت
كفُّوا سقوط الثوابت!
د، خيرية إبراهيم السقاف
من المفارقات المدهشة أن يكون ما يراه شخصٌ خطأً، يراه الآخر صواباً مما يدخل في قائمة الثَّوابت تحت الصواب، أو تحت الخطأ، ،
ومن الثّوابت في قواعد التعليم أن يتحقق الحدُّ الأدنى على الأقل من «الفائدة» عند نقل الخبرات العلمية بمعارفها المختلفة، ويتحقق ذلك لدى المتلقي، ، ، والناقل هو المعلم، الأستاذ الجامعي، المدرب ، ، وكلُّ من يؤدي دور الناقل للمعرفة أو الخبرة في أية «صورة» هيئة بالكيفية والكمية المخطط لها، ، ، ضمن «قواعد» أخرى لها ثوابتها من ضمنها على الأقل: أن تكون ذات أهداف، وأن تكون الأهداف قابلةً للتنفيذ، وأن يُهيأ لها ناقلٌ ذو خبرة وذو كفاءة، والخبرة تدخل في نطاق التجربة أي ممارسة المهنة مع التحديث المستمر لهذه الخبرة، والكفاءة تُكتسب من جهة في أثناء الخبرة، وتكون من السمات الشخصية في الصفات التي يتحلَّى بها الناقل وتجعله يَفضُل غيره عند الاختيار، وأولها حبه لمهنة التعليم، ورغبته في هذا المجال، وسعة صدره، وألمحيته، وإدراكه، وحلمه، وصبره، وأسلوبه في الحديث، ومهارته في النقل، وتقديره للمواقف، وسرعة بديهته، وتواضعه، وإدراكه لأهمية «العنصر البشري» الذي يتلقى عنه، وعدم وضعه في خانة «فريزرية» أي «متجمِّدة» وكأنه بقية أدوات الفصل الدراسي، و، ، ، و، ، ، و، ، ، من «المواصفات» الذاتية والمهنية التي لابد أن تتوافر في «الناقل»،
ومن ضمن ثوابت «النقل» وضوح العلاقة والأدوار لكلِّ من له علاقة ودور بهذا الأمر من إشراف، وإدارة، وأنظمة، ، ، ذلك لأنَّ العملية التعليمية، أي عملية نقل المعرفة إن كانت في جانبٍ مناطةً بالنَّاقل والمتلقي، فإنها في الصورة الخارجية «لمحيط» الأداء ترتبط بعناصر أخرى، ، لكن يبدو أنَّ هذه العناصر الأخرى «تخطَّت» الحدود في «العلاقة» وفي «الدَّور»،
إذ كما أنَّ هذه «القواعد» «ثوابت»، فإنَّ من المفارقات أنها لا تتحقق كما «يجب»، ولأنَّني لا أتّبع اسلوب «الوجوب» فيما يتعلق بأداء الإنسان لأن الإنسان عند الوجوب لابد أن يُعمِل عقله، وهو لا يفعل في أمور «عمله» ، فإنّني أقول «قدر الإمكان»، ، ! حتى يتحقق لدى الإنسان ذاته قناعةً ذاتيةً بثبوت وجوب الحفاظ على الثَّوابت في عملية نقل المعرفة والخبرات، كي تأتي الثِّمار في تبادل هذه الثَّوابت مع الثَّوابت في حقوق المتلقين لها، ،
وهذا الأمر من «الجُمل» التي لا تخلو «خزائن»المعلمين ومن في معيَّتهم من التربويين منها!!
كما أن الطرف الآخر يعرفها ولا يتنازل لتأكيدها عن حقوقه كي يتمَّ في المقابل تأكيدها من قبل الطرف المقابل له، ،
لكنَّ من المصادفات أن أتلقى مهاتفتين إحداهما من الدمام، والأخرى من الرياض، ، واحدة من معلمة، والأخرى من طالبة في الجامعة، ، الأولى «تشكو»، والأخرى «تتألم»، ، والقاسم المشترك بين شكوى المعلمة، وألم الطالبة هو أن «الثَّوابت» «مهتزَّة» وغير «ثابتة»، ، في عمليتي النَّقل والتَّلقي في المدارس بمثل ما هي في الجامعات، وبينما تسألني المعلمة مساعدتها في النَّقل من التدريس لأي عمل إداري يقصيها عن «التَّنفيذ» تحت مطرقة «افعلي ولا تفعلي» بما «يمسخ» شخصيتها كما تقول ويحرمها من متعة التدريس التي «تحبها»، وهذا تفريط في أحد «ثوابت» مواصفات «المعلم» أي الناقل، ، ، تسألني الطالبة أن أتأكد من أنَّها قد قررت أن «تمشي» بجوار الحائط، ، ، وتتلقَّى من «أستاذاتها» ما يُفرغن، وتتقبَّل «تقويمهن» الذي لا يخرج عن رأيين : الأول ما تقوله إحداهن بأن «التميُّز» لا يمكن أن تناله دارسةٌ وعليه فلا «تعجبن من الرسوب، فسوف تنجحن في المرة الثانية»، أما الأخرى فتؤكد لهنَّ عدم حاجتها لقراءة أوراق الاختبار، لأنها تعتمد تقويمها الشخصي للطالبة!! وتقول الطالبة عندما قدَّمت لها اقتراح مناقشة أستاذاتها: «من أنا؟ إنني طالبة لا أمثل ثِقلاً في ميزان تقويم أستاذتي لي، إن عليَّ أن أصمت، أن أتقبل كلَّ شيء، ألاَّ أبدي رأيي في شيء وإلا فإن مصيري أن أعود بخفي حُنَين»! ، ، بينما المعلمة ترفض مبدأ النقاش، لأنها قد جنت منه مواقف سالبة مع المسؤولات في المدرسة وسواها، وهي لا تريد أن تتوَّج سنوات خدمتها بتقرير لا يرضيها،
و، ،
كيف لهذه المفارقات ألاَّ تجد من يضع حداً لها، ، وقضايا التعليم يُثار حولها الجدل الكثير؟ وكيف لمن يبذل وقته فوق الطاولات وفي الحجرات ذات النور الأحمر فوق الأبواب في نقاش أمور التربية والتعليم لا يخرج بنتائج تنفيذية تفصل بين النظرية والتطبيق، ، ؟
وكيف لهذا الأمر أن يظلَّ هو السائد والناس تدَّعي، ، وتدَّعي، ، وتدَّعي؟
يا قوم التربية والتعليم، ،
أفيقوا في كافة المستويات، ، لأن قواعد التعليم واهية، وثوابته تحتها يتسرب الماء، ،
و، ، لا بدَّ أنكم تدركون، ،
فاضربوا على يد النَّاقلين، ومن له علاقة، ،
ولا تتركوا لهم «الحبل على الغارب»
كي لا تغرب شمس العلم على يدي قاتلي جذور ثمراته،

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved