أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th February,2001 العدد:10377الطبعةالاولـي الأحد 2 ,ذو الحجة 1421

محليــات

خاطرة الأحد
«خواطر حول قضايانا المعاصرة»
خامساً: عمل المرأة
أحمد بن حمد اليحيى
نواصل الحديث الذي بدأناه في هذا المجال وسنتناول في هذه الحلقة موضوع هموم عمل المرأة
منذ فجر التاريخ والفطرة ان الانسان يسعى للعمل بدافع اقتصادي سواء لنفسه او لحساب غيره من اجل توفير مصدر رزق له ولذويه، ،
والله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها، ، آية 26 من سورة هود، وقال سبحانه وتعالى وأن ليس للانسان إلا ما سعى آية 39 من سورة النجم، والمقصود بالانسان من ذكر وانثى، اي انه ليس ثمة امة معتبرة لا يعمل اهلها، بل وان حكمة الخالق عز وجل ان ميّز الرجل عن المرأة من جهة والمرأة عن الرجل من جهة اخرى بمهارات ومواهب تخصصية جعلت من الصعب ان يشترك الجنسان في تأديتها بنفس المستوى، فعلى سبيل المثال يصعب القول ان المرأة تستطيع ان تبدع انتاجاً في مقالع الجبال بالعمل بتقطيع الحجر الى كتل مثلما يفعل الرجل وهذه وظيفة، فيما يصعب القول بان الرجل يستطيع ان يحقق نجاحا في رعاية المنزل والعناية بالاطفال كما تفعل المرأة وهذه وظيفة ايضا،
بيد انه لا يُنكر ان تبقى عشرات الوظائف والمهن المشتركة التي يمكن ان يشترك الجنسان في أدائها بنفس الكفاءة، ولكن تظل الفطرة التي جبل عليها بنو آدم لتشكل حقيقة لا يمكن انكارها وهي ان الاصل في خاصية العمل ان الرجل لا يألف العمل في المنزل إلا مكرهاً فيما المرأة لا تألف العمل خارجه إلا مكرهة،
اما عندما تفجر التعليم في العصر الحديث للفتية والفتيان وزحفت المدنية على المجتمعات ليس لتدخل على المدنيّات مهناً ووظائف جديدة بل لتلغي وظائف اخرى وتدمج بعضها ببعض، كما وحلت الآلة والميكنة محل بعضها ولاسيما في المنازل، ليس هذا وحسب بل إن شريحة كبيرة من افراد المجتمع الميسورة الدخل جعلت أرباب وربات المنازل فيها يستعينون بالعمال والعاملات في منازلهم من طباخين وسائقين وغيرهم،
لقد جاء هذا الوضع الجديد ليدخل أنماطاً جديدةً على معادلة التخصص الوظيفي للجنسين في شئون الحياة في مجتمعنا ليجعل المرأة تتطلع للعمل خارج المنزل ولاسيما بالنسبة للفئة التي تسلحت بعلوم ومهارات فكرية وادارية لا يستفيد منها المنزل بقدر كبير،
وهكذا برزت المرأة كمنافس للرجل في البحث عن الوظائف في سوق العمل السعودي وهو الامر الذي بدا غريباً في مجتمعنا الاسلامي المحافظ في بيئة وتقاليد رُسِمَ للمرأة فيها الوظائف الاسرية،
يبدو ان هذا الواقع الجديد لم يستوعبه المجتمع السعودي بكل شرائحه بسهولة وإذعان فصار الرأي ثلاث فئات:
الفئة الاولى: منهم آباء وأزواج يعكر صفوهم ان تبقى المرأة ساعات طويلة خارج منزلها، بل إن ثمة فئة منهم تشك ان المرأة ستكون قادرة على مواجهة مصاعب العمل وافرازاته وتبعاته وانها قد تكون غير قادرة على صون نعومتها وانوثتها خارج المنزل، ويشددون على قاعدة «بيتك تحمدي» وان المنزل اولى بها داخله من ان تكون خارجه،
أما الفئة الثانية: من شرائح المجتمع فهي تلك التي لا تمانع من ان تخرج المرأة للعمل وان تشق طريقها مادام ان عملها لن يخرج عن وظائف واضحة فيما يؤدينه النساء الآن على الطبيعة في مجالات التدريس والطب والوظائف الاجتماعية الاخرى وبعض الوظائف الادارية التي مقارها ومبانيها معزولة عن الرجال،
أما الفئة الثالثة: وهي التي ترى ان الوظائف والمجالات المتاحة للمرأة يمكن توسيعها وادخال عشرات من الوظائف الاخرى وان ثمة امكانية في المحافظة على تطبيق الشروط الشرعية في الاختلاط طالما ان الخلوة مع الرجل لا تتحقق للاثنين في مكان العمل بوحدهما، وحجتهم في ذلك ان ثمة مدخلات اقتصادية وضغوطاً اجتماعية ونفسية باتت تواجهها المرأة في بيئتها يجعلها تتطلع الى الاعمال خارج المنزل وللاستفادة من المدخلات المدنية والعلمية الجديدة التي ظهرت على المجتمع والبيئة في هذا القرن،
ان تلكم وجهات النظر الحاصلة في موضوع عمل المرأة، ونحن في هذا المجال لن نبحث في امور كفاءة المرأة ومقدرتها فقد ثبت ذلك فيما طرقته من اعمال، ولكن الذي يهمنا طرحه هو ان المستقبل ينبىء باحتمال تزايد طلب المرأة للعمل خارج منزلها ورغبتها في توسيع الفرص لها وانها تجد في نفسها المقدرة والكفاءة ليس في طرق أبواب جميع الوظائف ولكن على الاقل فيما يناسب خصوصيتها، وانه «حسب ما يسمع من بعضهن» انهن بتعلمهن ووعيهن بتن قادرات على الحفاظ على تقاليدهن وصون كرامتهن وانوثتهن والتمشي بتعاليم دينهن الحنيف،
في تقديري ان هذا الامر حتى لا يداهم جهات الاختصاص يحتاج الى دراسة تنظيرية تطبخ على نار هادئة تراعي مختلف الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وعلى نهج من تعاليم ديننا الحنيف حتى تُرسم خطط وحلول جاهزة،
والله من وراء القصد ،

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved