أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 25th February,2001 العدد:10377الطبعةالاولـي الأحد 2 ,ذو الحجة 1421

الاخيــرة

وتاليتها
أ.د هند ماجد الخثيلة
التاريخ يعيد نفسه. وقارئ التاريخ ان لم يكن متصلا في قراءته له فان معلوماته عنه ستكون مشوشة وناقصة. وأكثر المواقف التاريخية تأثيرا وقيمة هي تلك الفواصل المؤثرة في حياة الفرد او الأمة.
هذا الكلام ورد على خاطري وأنا أتابع هذا الاعلام المحموم حول وصول شارون الى سدة الحكم ونزول باراك الى سلة العدم... وحول ما يمكن ان يقدمه «البلدوزر» للسلام والأمن الاقليمي، بعد ان فشل قرينه من قبل في تأمين ذلك.
الخطيئة الكبرى تكمن في اعتقاد كثير منا ان هناك يهوديا أفضل من يهودي آخر.. وان هناك من بين اليهود كلهم من يدخل في حساباته ولو رقما عشريا بسيطا يدل على انه يحب العرب او يمكن ان يجعله يفكر حتى في حب أمة لا إله إلا الله: «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم... الآية» البقرة.
علينا ان نفهم انه لا خلاف بين اليهود ولا نزاع بين أفكارهم حول وجوب بقاء الكيان الاسرائيلي هو الأقوى والمسيطر على المنطقة بأسرها حتى لو كان ذلك مرورا فوق آلاف الجثث العربية في صيدا وشاتيلا، أو من خلال قتل آلاف الأسرى المصريين، او من تدنيس المقدسات الاسلامية بالأقدام الصهيونية النجسة. كل ذلك بلا فرق بين بن غريون وبيغن وغولدامائير ورابين وبيريز وسيىء الذكر «نتينياهو» و«باراك» وانتهاء بالسفاح قاتل أطفال لبنان والأطفال الأبرياء في مخيمات الفلسطينيين.. لا فرق بين هؤلاء في أحلامهم وأوهامهم التي تراودهم منذ وصول أول سفينة مهاجرين صهاينة الى مرافئ فلسطين، في ان حدود كيانهم يجب ان تكون من الفرات الى النيل.. بل ان هناك من المتعصبين التوراتيين من يوهم نفسه وأهله بأكثر من ذلك . اليهود قوم انجاس، منهم من مُسخ قردة وخنازير، ولكن والحق يقال هم أمة مفكرة مخططة، تحقق مآربها على نار هادئة، ولا أبالغ ان قلت انهم اليوم ينفذون ما خططوا له من قرن من الزمان!!! ولعله لم يفتهم في تخطيطهم شيء الا كونهم لم يتصوروا ان تكون هنالك هذه الانتفاضة الفلسطينية الشجاعة.. لذلك تخبطوا في التعامل معها، فكانت أقوى منهم فحاولوا إخمادها، ولكنها أسقطت كل حساباتهم بأمر الله تعالى ورأسهم الكبير «باراك». التاريخ يعيد نفسه... وليتنا نقرأ جيدا ليس هذا فحسب بل ان نقرن ذلك بالعزم والإيمان بقضايانا والعمل في خطة واضحة راسخة في قلوبنا واضحة الأثر في أفعالنا.
فاليهود يخططون ... ويحاربوننا وينتصرون ... ويرون انهم شعب الله المحتار. ولا نزال نحن في حمى وسموم انتخاباتهم نختلف حول من سنعانقه منهم في قاعات المحادثات السرية ... وتاليتها !!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved