أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th February,2001 العدد:10380الطبعةالاولـي الاربعاء 5 ,ذو الحجة 1421

منوعـات

عبدالله السليمان الحمدان الوزير. المواطن
محمد بن حمد المالك
تمنيت مرارا ان يظهر من يتحدث عن حياة هذا الرجل التي قضاها في خدمة دينه ومليكه ووطنه مع الملك عبدالعزيز رحمه الله وقد ادت ثقة الملك واعجابه به وتفانيه في اداء واجبه الى ان يعينه الملك عبدالعزيز وزيراً للمالية بالاضافة الى اعمال اخرى هامة في الدولة ولو لم يكن ابن سليمان على مستوى المسؤولية لما حظي بهذه الثقة الملكية الغالية ولما اشتهر شهرة ميزته عن غيره، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما يأتي الحديث عن ابن سليمان في المجالس فالكل يعرف ان المقصود هو عبدالله السليمان وزير المالية، كما ان احد شوارع الرياض الكبيرة عرف فترة طويلة بشارع الوزير والمعني بذلك الوزير عبدالله السليمان لأنه اول من اقام منشآت حديثه بهذا الشارع، بالاضافة الى أن حياً كبيراً سمي الى يومنا هذا بالسليمانية لأنه أول من اقام سكنا فيه، وفي وقته اذا قيل سافر الوزير او عاد الوزير فالمعني بذلك الوزير عبدالله السليمان، وهذه الشهرة لم تأت من فراغ أو من عاطفة وانما لما كان يتحلى به من قوة في عقليته وبراعة ممتازة في تفكيره ونظرته المتفائلة لمستقبل المملكة وقدرته على معالجة الامور الرسمية الموكلة اليه فالملك عبدالعزيز رحمه الله امام كل هذه الصفات جعله باستمرار على مقربة منه وكما ذكرت آنفا اسند اليه أمور هامة في الدولة، لهذا فقد احسن الاخ الاستاذ عبدالرحمن الرويشد صنعا عندما الف كتابا عن هذا الرجل، فعبدالله السليمان وامثاله من تلامذة ورجال الملك عبدالعزيز لهم من الاعمال الطيبة ما يجب ان يخلد بها ذكرهم. وما دعاني للتعليق على هذا الكتاب والاشادة به هو ما كان يتحدث به والدي رحمه الله عن عبدالله السليمان لعلاقته الوطيدة به، فعنه يقول والدي انه في مجالسه المكتظة بالشخصيات البارزة ومن كافة المستويات كان يتحدث عن الملك عبدالعزيز وابنائه وان الله سبحانه وتعالى قد منَّ بهم على هذه المملكة وان صلاحهم ونواياهم الحسنة ومخافتهم الله سوف يؤدي ذلك كله الى مستقبل زاهر تنعم به المملكة وشعبها، ويقول والدي ايضا انه في كل لقاءاته يحث الجالسين على تعليم ابنائهم في الداخل واستكمال دراساتهم العليا في الخارج وانه باسم الملك عبدالعزيز على استعداد لمساعدة من يريد مواصلة دراسته في الخارج، كما كان يحث الناس على الزراعة ويؤكد من واقع تفكيره القوي ونظرته للمستقبل البعيد ان المملكة منطقة زراعية تنبت كل شيء، وما اكده رحمه الله اكدته الايام وقد استصدر موافقة ملكية لصرف مضخات مياه حديثة للمزارعين وحاول جاهداً انشاء شركات زراعية متطورة على غرار الشركات الموجودة الآن.
وقد استورد بالفعل بعض المعدات الخاصة بهذه الشركات مثل الحفارت والمكائن الضخمة وايمانا منه بأهمية الزراعة استصلح ارضا زراعية شرق مدينة عنيزة تعرف )بالزغيبيه( مكونة من عدة كيلوات وذلك قبل وفاته بسنوات قليلة، اما الصناعة فكان على رأس المشجعين لها ومصنع اسمنت جدة خير شاهد على ذلك وكان اثناء حديثه مع زواره يحذر من استثمار الاموال بالخارج مؤكدا ان المملكة مقبلة على تطور هائل وتنمية كبيرة وانه يفترض امام ذلك ان تستثمر الاموال الاجنبية بالمملكة لا ان تستثمر الأموال الوطنية منها بالخارج ويستطرد قائلا ان من يريد ان يكون آمناً على ماله فلن يجد مكانا افضل من المملكة وتأكيده هذا اثبته الواقع الممتاز الذي تعيشه المملكة. فرحم الله هذا الرجل الوطني المخلص رحمة واسعة ورحم الله الملك عبدالعزيز الذي وفقه الله في اختيار واستقطاب الرجال المخلصين امثال عبدالله السليمان.
وفي الختام اتقدم بشكري الجزيل لكتاب المملكة امثال عبدالرحمن الرويشد الذين يهتمون بسيرة ابناء المملكة المشهورين بالوطنية والاخلاص.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved