أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st March,2001 العدد:10381الطبعةالاولـي الخميس 6 ,ذو الحجة 1421

الثقافية

الأسبوع الثقافي الليبي بالرياض
أ.ميلاد محمد العقربان*
كما هو متعارف عليه ليست هناك حضارة دون ثقافة وبالتالي لا توجد أمة دون جذور ثقافية.. من هنا أصبح التواصل الثقافي بين الأمم شيئا أساسيا لا غنى عنه.
كل الحضارات العديدة منذ القدم ظهرت بثقافات متعددة كل منها اثرت وايضا تأثرت بالأخرى وبالتالي أصبح للحضارات الزاهرة فعلها في كل مناشط الحياة البشرية حيث يمكن رصد مدى درجة الأخذ والعطاء بين كل حضارة وأخرى.
وفي العصر الحديث شعرت بعض الحضارات القوية بما لديها من ابداعات واختراعات بمدى أهمية التركيز على النواحي الثقافية لما لها من أثر بالغ في المجالات الأخرى،
هذه الثقافات الحديثة خاصة في العالم الغربي تعمل بجدية على التفاعل مع الثقافات الأخرى من اجل نقل فكرها ونتاجها الصناعي،
لهذا تجدّ الدول الكبرى في وضع الخطط الدقيقة والصرف السخي للتعريف بابداعاتهم والعمل على نشر لغاتهم، ويتجلى ذلك في الاهتمام بالاعلام واقامة المعارض بكافة صورها، والمحاضرات، واللقاءات العلمية والأمسيات الأدبية.. والتي تقام في مختلف العواصم والمدن مما أكسبهم تأثيرات ثقافية والتي أعطت لهم بعداً اقتصادياً يتمثل في خلق أسواق تجارية لتصريف منتوجاتهم والذي في مجمله جعل لهم تأثيراً سياسياً، واقتصادياً وعسكرياً على المستوى الدولي.
واذا نظرنا الى الأقطار العربية )ذات الجذور الثقافية الواحدة( نجد انها قد بدأت منذ سنوات تحاول التعريف فيما بينها بالتراكمات التراثية المحلية سواء في الأدب، الصناعات التقليدية، الأزياء الشعبية، الفنون.
انطلاقا من ذلك عملت بعثة الجماهيرية بالرياض بالتعاون مع الرئاسة العامة للشباب بالمملكة العربية السعودية باقامة الاسبوع الثقافي الليبي، حيث من خلاله استطاع الأشقاء في السعودية التعرف على ابداعات بعض من كبار الشعراء أمثال د. محمد سعيد القشاط، د. عبدالمولى البغدادي، وحسين عبداللطيف. كذلك تم عرض نماذج من ثمرات مطابع الجماهيرية وايضا مشاهدة بعض من أنواع الفلكلور الشعبي الليبي ونماذج من الصناعات التقليدية والأزياء الشعبية... الخ.
ومن ناحية أخرى استطاع أبناء ليبيا زيارة العديد من المعالم الثقافية في الشقيقة السعودية مثل الجامعات، ومراكز البحوث والنوادي الثقافية والمكتبات الحديثة.
كما تم تقديم أمسيات شعرية وحفلات فنية مشتركة، كذلك القاء محاضرات عن تطور الحركة الفكرية في الجماهيرية والأدب الشعبي الليبي وأيضا لمحات من حركة الجهاد الليبي ضد الغزاة.
وبالتالي نجد ان هذا الاسبوع الثقافي كان فرصة سانحة وثمينة لأبناء القطرين الشقيقين لكي يتعرف كل منهما على الآخر وهذا مكسب في حد ذاته.
الأمل يحدونا في ان تكون الأسابيع الثقافية متبادلة بين كل الأقطار العربية لما لذلك من اثر جد مهم في تلاحم وتطور أقطارنا العربية.
*كلية الآداب / جامعة الفاتح

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved