أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 3rd March,2001 العدد:10383الطبعةالاولـي السبت 8 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

نرجسية في سن الخمسين
اعتقد ان كلمة رجل خمسيني العمر او ستيني كافية لوحدها بأن تهب صاحبها الوقار والحكمة والشخصية المتكاملة المرموقة.. مما يجبر الغير على احترام هذا الشخص وحتى لو لم ينبس بكلمة واحدة.. لان الانسان لا يصل هذه المرحلة من العمر إلا بعد خبرة طويلة حصل عليها مما رأى وسمع وخاض من التجارب الحياتية ما يؤهله لان يحتل مكانته في مجتمعه.. وهذا ما هو عليه الاغلبية.. ولكن هناك من تخطوا الخمسين ولم يحققوا شيئاً مما هو مفترض ان ينجزوه لسبب ما..
فكانت لهم ردة فعل محاولين تغطية ومواراة النقص.. فنرى من هؤلاء العجب.. كل بطريقته.. فهذا يبدأ بتلميع نفسه وابرازها ولفت الانظار لها ليحقق النرجسية في شخصيته فيبدأ يتنرجس )ان صح اشتقاق الفعل( ولكن بطرق ملتوية ساذجة..فيستخدم طريقة الاستئجار المحترم كما يحلو لي ان اسميه وهو ان يطلب من الغير تلميعه امام الناس وعرض انجازاته المبجلة وجعل رأيه هو السديد.. وان هذا الشخص قادر على ان يقول ويفعل ويفعل ولكن لا يريد لانه اكبر من هذا وانه ليس بمستوى ان يتكلم عن نفسه وانه يترفع عن ذكر اعماله او ان يذيّل باسمه اي شيء تواضعاً منه واظهاراً للناس انه لا يريد الظهور.. طبعاً كل هذه الرسائل يوصلها للمجتمع عن طريق المستأجر الذي يقول ولا يعلم ما المقصود مما قال..
او بطريقة استغلال انجازات الغير وذلك اما بتهميشها او ايصال فكرة ان هذا العمل قد بني بشكل مباشر او غير مباشر عليه وكان هو اساس الفكرة او ان العمل قد قام عليه ولكنَّ تواضعاً منه لا يريد ان يكون في الصورة..
واذا همّش نهائياً زجّ بمن يقول أين فلان من هذا العمل ألم يفعل ويعمل لماذا لم يذكر.. وهنا قد استخدم الطريقتين التهميش والاستئجار سوياً استغفالاً واستهماجاً لهذا اللسان او ذاك القلم المستأجر..
النرجسية قد تكون مقبولة من شاب ذي انجازات بعذر انه لم يخض تلك التجارب ولم تعصره الحياة ولم تؤثر به عوامل التعرية القاسية على مدى السنين.. فالزمان كفيل بأن يصقله ويلقنه الدروس.. وفي المقابل فانها غير مقبولة ابداً ممن تخطى الخمسين خصوصاً الذين يحاولون اظهارها وابرازها للمجتمع.. فمن المفترض من هؤلاء ان يكونوا على درجة كافية من الرزانة والهيبة والاخلاق والرفعة عن سفاسف الامور التي يمكن ان تهز هذه الصفات فيهم.. واحياناً لمس حفائظ نفوسهم واثارتها بشكل مباشر وغير مباشر يجسد نرجسيتهم المتأصلة فيهم.. لظنهم.. ان كل ما يقال وما يثار وما يكتب في الصحف يعني انهم هم المقصودون حتى يكاد واحدهم ان يقول ها انا ذا..
لكل سن احكام وضوابط وحدود.. الخروج عنها يعني الخروج عن المألوف والمعهود والظهور بصورة غير لائقة وبالذات اذا كان هذا الشخص قبل هذه التصرفات كان يحتل مكانه الطبيعي المرموق اجتماعياً بحكم سنه وخدمته في مجاله.
عبدالعزيز النخيلان الشمري

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved