أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 4th March,2001 العدد:10384الطبعةالاولـي الأحد 9 ,ذو الحجة 1421

العالم اليوم

أضواء
وزراء شارون ومهامهم
جاسر عبدالعزيز الجاسر
اختيار حزب العمل لوزرائه الثمانية في حكومة شارون والاعلان عن مرشحي احزاب اليمين المتطرف تكون الملامح الرئيسية للحكومة التي ستحكم الكيان الاسرائيلي قد بانت واصبح للمحلل السياسي مؤشر يمكن ان يتلمس من خلاله عمل هذه الحكومة وتعاملها مع الشعب الفلسطيني خاصة ومع ملف الصراع العربي الاسرائيلي عامة.
في البداية لابد من التأكيد بأن أرييل شارون قد حقق نجاحه الثاني في اللعبة السياسية الاسرائيلية التي لا تقيم وزنا للأخلاقيات ولا لحياة البشر فشارون الذي أوقع ايهود باراك في الفخ بترتيبه اقتحام ساحة المسجد الأقصى والتي فجرت بركان الغضب الفلسطيني الذي أشعل الانتفاضة الفلسطينية التي لا تزال تتواصل عملياتها هي التي أسقطت باراك وأبعدته عن رئاسة الحكومة الاسرائيلية فالانتفاضة الفلسطينية بعنفوانها وقوتها أيقظت الخوف الكامل لدى الاسرائيليين وتردد باراك وعدم حسمه لاتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين دفع الناخب الاسرائيلي الى نفض يده من باراك ولأن الوحيد المنافس له كان شارون كان الخيار البديل.. وهكذا وسواء كانت عملية اقتحام ساحة المسجد الأقصى من قبل شارون بموافقة باراك أو انه فوجىء بها فأمّن الحراسة اللازمة لغريمه السياسي، فان تلك كانت الخطوة الأولى لازاحته من سدة الحكم وهذا نجاح يسجل لشارون.
النجاح الثاني لشارون هو قبول حزب العمل لحكومته الائتلافية التي ستكون مهمتها الأولى مواجهة الانتفاضة الفلسطينية .. وتنشيط التطبيع مع العرب الذين أغرتهم اتفاقات أوسلو ففتحوا سفارات ومكاتب لاسرائيل وفي اسرائيل.
هاتان المهمتان اخماد الانتفاضة وتنشيط التطبيع سيقوم بهما وزيران من حزب العمل هما شيمون بيريس صاحب جائزة نوبل للسلام..!! والوجه المألوف لدى بعض العرب والذي سيتسلم حقيبة وزارة الخارجية وسيقوم بمهمة اعادة الحياة للتطبيع مع العرب وتحسين صورة اسرائيل دوليا التي بدأت أفعال جنودها تخدشها وربما تسوّدها ان لم يقم واحد مثل بيريس بترميم الصورة بعلاقاته الدولية المميزة.
أما المهمة الأخرى وهي مواجهة الانتفاضة فأوكلت الى الجنرال الاسرائيلي العراقي المولد بنيامين بن اليعازر الذي يصنف من متشددي حزب العمل وهو أكثر تشددا من باراك وأقرب في الفكر والسلوك من شارون والمعروف ان اليهود القادمين من الدول العربية وبالذات يهود العراق واليمن والمغرب، أكثر الاسرائيليين تنكيلا بالفلسطينيين ويروي الاخوة الفلسطينيون قصصاً مروعة عن هؤلاء اليهود الذين يتفنون في ايذاء أصحاب الأرض الأصليين واليعازر واحد من هؤلاء وستوكل اليه مهمة اخماد الانتفاضة الفلسطينية.
يظل الوزير الدرزي صالح طريف والذي سيكون أول وزير غير يهودي يدخل حكومة اسرائيلية مشكلا سابقة مثلما شكل أبناء طائفته سابقة بطلبهم الانخراط في الجيش الاسرائيلي فالدروز الوحيدون من العرب ان كان حقا يمكن اعتبار الدرور في فلسطين عربا يعملون في الجيش الاسرائيلي وصالح طريف نفسه مقدم احتياطي في جيش اسرائيل وسيكون ساعي بريد لدى شيمون بيريس الى بعض العواصم العربية التي سينطلي عليها ادعاء صالح طريف بانتمانه للعرب حتى وان كان درزيا إسرائيليا .
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah. com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved