أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th March,2001 العدد:10385الطبعةالاولـي الأثنين 10 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

دقات الثواني
بيت المقدس وأكنافه
د.عائض الردادي
روى الإمام أحمد في مسنده «رقم 22383 ط 2 بمراجعة العطار» عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاتزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لايضرّهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك» قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: بيت المقدس وأكناف بيت المقدس». اللأواء: الشدة، والأكناف: النواحي. تذكرت هذا الحديث والمسلمون يجتمعون في رحاب المشاعر المقدسة مظهرين لشعائرهم، قاهرين لعدوهم، لم يدفعهم لاجابة داعي الله إلا تلبية دعوته لحج بيته وأملهم في غفران ذنوبهم غير عابئين بكل الصعاب، متحدّين كل من يحارب دينهم في كل أنحاء العالمم، ولولا قناعتهم بذلك لما تجشموا الشدائد كلها من أجل إظهار دين الله ولو كره الكافرون».
وتذكرت هذا المشهد ونحن نرى ظهور اهل فلسطين وقهرهم لعدوهم غير عابئين بمن اضطهدهم وقتلهم وشرّدهم من اليهود ومن يساند اليهود من القوى الكبرى، وتذكرت مصداق هذا القول الشريف وهم في ديارهم ومنعوهم من اقل حقوق الانسان، حتى إنه إذا إذا قتل يهودي برصاص المجاهدين انبرت كل وسائل الاعلام لنقل الاستنكار والوعيد لمن دافعوا عن عرضهم وأرضهم. أما اذا استشهد الاطفال في احضان الآباء فان المعتدل يسكت. أما من فقد الانسانية فيدعو لوقف اعمال العنف، هكذا «العنف» بين شعب أعزل ومحاصر اقتصادياً وعسكرياً ومعتدٍ ظالم لديه كل وسائل الفتك والاغتيال بأحقر الاساليب.
وتذكرت ان بيت المقدس وما حوله من أرض مباركة قد أثبتت منذ انتفاضة الأقصى المبارك في وجه سفاح اليهود «أرييل شارون» ان شعب فلسطين رجالاً ونساءً وأطفالاً لايزالون ظاهرين لعدوهم قاهرين، لايضرهم من خالفهم من المستسلمين أو المهرولين أو القوى الكبرى، ثم هم مع ما هم فيه من شدة صابرون على كل اساليب الاضطهاد والقتل ونسف البيوت واستخدام الطائرات والصواريخ لا لمواجهة جيش، بل لقتل زعيم فلسطيني يقود سيارته. فهل يتذكر المسلمون في حجهم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين حين أظهر الله الحق فعصف بكل الطرق التي أرادت ان تتنازل عن بيت المقدس لليهود، وما كان ذلك ليتم لولا وعد الله على لسان رسوله في هذا الحديث. إنه وعد حق ليس لأهل فلسطين وحدهم بل لكل المسلمين ليتجلدوا ويصبروا ويصابروا ولا يهنوا، ولايضعفوا حتى يأتي امر الله، وسيأتي، ولكنه لن يأتي إلا حين يأذن الله به وفق نواميسه بزوال الظالمين والواقفين وراءهم، وذلك سيكون في الوقت المناسب إذا صبر المسلمون، وسيكون لصبرهم الظفر، فاللهم شدَّ أزر أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وألهم المسلمين الصبر على وحشية اليهود حتى يأتي وعدك الحق على لسان رسولك الصادق الأمين.
للتواصل ص ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved