أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th March,2001 العدد:10385الطبعةالاولـي الأثنين 10 ,ذو الحجة 1421

عيد الجزيرة

عيدكم مبارك
خروفي يمطرسه رفيق
علي الخزيم
الكبش، الخروف، العلوش، الحولي، العتوت، كلها مسميات عربية لخروف اضحية العيد الذي لو كان يعقل لعبر بفصيح القول )وربما ركيك القول نتيجة الخوف والارتباك هذه الايام( عن قنوطه ويأسه وبؤسه وحزنه في حال مستمر كونه يعلم انه ان نجا وسلم من كرم احفاد حاتم هواة العزائم وبسط المفاطيح فلن يسلم من ان يكون اضحية صباح العيد او ما يليه.. وستعبر بعض الخراف بأن مصدر شقائها الاكبر ليس كونها اضحية او وسيلة لكرم سلالات الطائي بل ان الرعب الرهيب هو انها ستكون )مطاريس( بيد رفيق وصديق ومن حذا حذوهم ممن يتعلمون الذبح والجزارة في جلود هذه المساكين سواء في المنازل او اولئك العمال والسباكين والبنائين وبعض الصيادلة والمدرسين ممن جندوا انفسهم للعمل في كل شيء في كل موسم وحين.. فمن الدروس الخصوصية الى محلات المطابخ والمطاعم في ايام هذا العيد والرأس بمائة ريال فما فوق فالاسعار على مستوى المناسبة )وكل مطرسة وبربسة( ورغم تأكيدات الجهات ذات العلاقة كل عام بأن المسألة تحت المراقبة والسيطرة الا ان المشاهد عكس ذلك، وحين تكون عميلا لاحد المطابخ التي تبيع الذبائح وتذبحها فانك في عيد الاضحى تجد ان صاحب المطبخ وعماله جميعا يتنكرون لك وكأنهم لا يعرفونك منذ عدة سنوات وذلك لعلمهم انك ستطلب منهم ذبح اضحيتك بمائة ريال فقط وتشترط تسليمها صباح العيد وذلك بحكم انك عميل ومعروف لديهم وهم في الواقع لا يريدونك عميلا هذا اليوم بالذات فالمسألة عرض وطلب وتجارة موسمية فهم لا يرون انه من الضروري ان تتمتع بالحميس والشواء ظهر العيد بمجرد ان تدفع لهم مائة ريال لقاء ذبح وسلخ وتقطيع خروفك المسكين على يد )رفيق( وهو الامر الذي كان يملأ قلب وفؤاد الخروف ويتلف اعصابه رهبة وقلقا، فالخروف الطيب مع ايمانه بأن مصيره للذبح الا انه يأمل الرأفة والرحمة والرقة وذلك بأن تسلم رقبته لجزار ماهر يقدر هذه المهنة حتى وان تقاضى على ذلك )150( ريالا )بس كلش ولا المطرسة يا ناس وحبيبنا الخروف مسالم مستسلم لعلمه انه ان لم يكن كذلك يوم العيد فان موعده لا بد ان يحين على يد احد هواة الكرم والعزائم من يحلف بالطلاق ان لم تجب دعوته للعشاء او الغداء بهذا ) الهرفي( الطيب الجميل الحمل الوديع الذي يقطر رقة وبهاء ثم حين يحضر المعازيم من الضيوف الذين وافقوا مجبرين ما هي الا دقائق ونرى خروفك وكأن بقايا حادث مروري او موقع لتفجير ديناميت فقد عبثت به ايدي النشاما وكأن عداوة قديمة بينهم وبين اجداده وهكذا لم يسلم الحمل الرقيق فعلى كل الاحوال فهو سيمزق سواء بيد رفيق او بيد ابن حاتم طي.. وكل عيد وخروف وأنتم في صحة وسلامة.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved