أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th March,2001 العدد:10385الطبعةالاولـي الأثنين 10 ,ذو الحجة 1421

عيد الجزيرة

التهنئة عن طريق وسائل الاتصال المتعددة لاتكفي
الكل ينتظر طرقة الباب ولمسة حنان
* استطلاع: هيا عبدالله السويّد
تزداد التهاني والتبريكات في أيام العيد فيموت العتاب وتتسع القلوب لاستقبال كل الحب والتسامح فالعيد تجاوز لكل الهموم والحقد والغيرة لأن الدنيا بأسرها لا تتسع لمتباغضين اثنين، فتهاني العيد تتشابه في كلماتها وصيغة أبجدياتها لكنها مختلفة بطريقتها العصرية التي بتنا نعيشها في زمن ارتفعت فيه نسبة متصفحي الانترنت وحاملي الهاتف الجوال، فكم رسالة جوال ورسالة بريدية ستبدأ بالانتشار ولن تنتظر زحمة الاتصال، فرغم تشابه التهاني في أيام العيد إلا أن وسيلة تلقيها أصبحت متعددة الأغراض مع تعدد وسائل الاتصال التي طغت على إنسان العالم الثالث في عصر التقنيات الحديثة التي تلد في كل دقيقة وسيلة جديدة. )فمع تعدد وسائل الاتصال نت( هل ستغني عن الزيارات العائلية ونكتفي فقط بتهاني الصوت والورق..؟ فمن خلال هذه الأسطر الرائعة في أيام العيد، كان حديثنا مع بعض من سيدات المجتمع فإلى هذا اللقاء الحيوي معهن:
الزيارة هي الأبقى
في البداية شاركت معنا الإعلامية السابقة من إذاعة الرياض في القسم الفرنسي فتيحة يعقوبي فقالت: بالنسبة لضجة الاتصالات الموجودة اعتقد أنها لاتغني عن الزيارة لأننا إذا لم نقم بالزيارة فلن نشعر بالعيد وبحلاوته فالعيد لايأتي إلا مرة في كل عام فلماذا نبخل على أنفسنا التواصل بين أفراد أسرتنا مع أن هذه الوسيلة لاتغني لكن لا ندقق عليها إذا كان المهنئ بعيداً مسافة أميال طوال وهنا أعتقد أن هذه الاتصالات تعتبر الوسيلة الوحيدة في مثل هذه الظروف لاسيما ان البعض حينما يرسلون رسالة عبر الانترنت أو رسالة جوال لانعلم ما حالهم في ذلك الوقت إلا إذا حضروا إلينا وتمعنا في وجوههم حينها نكون قد حققنا عنصر التواصل وتقارب الأهل في زمن أصبح الناس فيه ينسون أنفسهم مع مشاغل الحياة ومسؤوليتها ومع ذلك تبقى الزيارة وجها لوجه هي الأبقى والأفضل.
البعد ولّد الجفاء
تحدثت بدرية المطيري من مركز الأمير سلمان الاجتماعي فقالت: مع انفتاح الناس وتعدد وسائل التعارف والاتصالات أصبح في المجتمع السعودي نوعاً من الجفاء فلم تعد هناك صلات قوية بين الأهل أو الجيران إلا ما قل حتى المناسبات الدينية، والأعياد والتي يحرص المسلم فيها على لقاء أخيه المسلم سواء كان قريباً أو صديقاً أو جاراً.. أصبحت تخلو من هذا التواصل وجاء ما يعرف بكروت المعايدة أو الاكتفاء بالاتصال الهاتفي حتى كبير السن لم يعد هناك من يحرص على الذهاب إليه لمباركته بالعيد، وتجده هو من يلاحظ هذا الجفاء أكثر منا نحن، فهناك فرق كبير بين العيد في الماضي والآن فكان التواصل والتقارب والمحبة الصادقة من نصيب أهلنا في الماضي ولم يبق للحاضر إلا الجفاء والانشغال بأمور الدنيا المادية وأصبح الإنسان يجد لنفسه العذر بقوله مشاغل الحياة فيكتفي بالاتصال الهاتفي لكبير السن وبعض الأقارب أما الباقون فيكون من نصيبهم كروت المعايدة والتي استعملت استعمالاً في غير محله..
لايسقط واجب الزيارة
وتتحدث نوف العودة في حديثها قائلة: إن من أهم الأسباب التي تلزمنا بزيارة الأهل هو السبب الديني وبوجود وسائل الاتصال الحديثة لايسقط هذا الواجب الديني.. لذلك تظل صلة الرحم من أهم الواجبات التي يجب أن نحرص عليها دائماً وأبداً وليس المناسبات التي تجمعنا بل لابد أن نمد يدنا لصلة الرحم وتقويتها ونسعى أن نعزز روابطنا الأسرية.
العلاقات الوجدانية مقطوعة
ثم تقول نوره الحمدان: لقد تعددت وسائل الاتصالات ولتلك الوسائل مزاياها السلبية والإيجابية فهي توفي بالهدف المطلوب حينما نستغله استغلالاً جيداً وبعض الناس أصبح يستخدم تلك الأجهزة الصوتية لمواصلة الأقارب والاطمئنان عن أحوالهم في أيام العيد، فبدأت تنقطع وتتذبذب الزيارات وصلة الرحم واليوم أصبحت هناك بدائل قد تغني عن زيارة الأهل والأقارب الغرض منها التواصل عبر الهواتف فقط وهكذا بدأت تبعد العلاقات الوجدانية بين الأقارب ولم يعد هناك تواصل أسري قائم كما كان في الماضي ولازالت تتحلل الروابط الأسرية حتى إننا أصبحنا لانعرف أسماء أبناء أقاربنا.
لم نبالِ بتعدد الوسائل
ثم تقول جواهر السيف: بالطبع التهاني عبر الوسائل لاتعتبر وسيلة جيدة لمعايشة فرحة العيد أو غيرها، فرغم تعدد هذه الوسائل المنتشرة إلا أنها لم تؤثر علينا ولم نبالِ أبداً بكثرتها أو قلتها أو بهذا العدد الكبير الذي نعيشه في زمن التطور الحديث لأننا منذ أن يتم إعلان خبر دخول العيد إلا ونبدأ بشد الرحال إلى )قريتنا جلاجل( في منطقة السدير لأن جميع أقاربنا يتكاتفون ويتواجدون هناك في بيت واحد وهنا يصبح لصلة الرحم طعم وشعور قوي بالتوحد والترابط الواسع الشاسع بين أفراد العائلة.
وتؤكد ريم مرضي الدوسري فتقول: إن فرحة العيد ويوم العيد لا تكفيه مهاتفة أو ورقة حاملة تهنئة مغلفة بكلمات جذابة بل لابد أن يقف المهنئ أمام أعيننا لنراه ونتلذذ بحديثه معنا، أما إذا كان أحد الأفراد مسافراً فهنا يسقط عنه واجب الزيارة ويهنئ عبر الهاتف، وأكبر غلط اعتبره هو أن أقدم التهنئة عبر هاتف أو ورقة لأمي أو أبي مهما كانت عباراتي رائعة وجذابة فلابد أن أقوم بواجب الزيارة لأحقق ما أشعر به في العيد.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved