أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th March,2001 العدد:10385الطبعةالاولـي الأثنين 10 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

رحمك الله ياعمتي
قال تعالى في محكم التنزيل «ولكل أجل كتاب» وقال سبحانه «كل نفس ذائقة الموت» فالموت نهاية كل حي ومصير كل إنسان. ولكن ما أصعب الفجيعة وما أجسم الخطب وما أشد الموقف حينما يفقد الإنسان أحد أقربائه أو قريباته.. وقد أحسست بالفعل بمرارة الفقدان وهول الفاجعة حينما انتقلت عمتي مساء الاثنين 3 ذي الحجة 1421ه إلى جوار ربها بعد معاناة مع المرض الذي جعلها ملازمة للسرير الأبيض أواخر حياتها.
ويشتد الألم وتكبر المعاناة حينما يكون الفقد لشخص عزيز وغيرعادي.. عمتي يرحمها الله علمتنا تطبيقاً وعلى الواقع الطهارة.. والنقاء.. وطيبة القلب.. وحسن الاخلاق.. وحلاوة المنطق.. وروعة المعشر.. وحب الآخرين.. والسؤال عن الأحباب.. والتمسك بالدين الإسلامي.. والاستمرار على العادات الأصيلة والقيم المثلى.. عمتي لم تحصل من العلم إلا على نزر يسير يفيدها في أدائها لصلواتها ولكنها كانت بتعاملها وأخلاقها وحسن تصرفها وهدوء طبعها تفوق الكثيرات من الجامعيات بل ومن حاملات الشهادات العليا.. إنني لا أبالغ حينما أقول ذلك.. فقد تعلمت أنا شخصياً من خلالها الكثير من الأفعال والتصرفات والخصال الحميدة التي أشك في أنني أستطيع تطبيقها كما كانت تطبق هي.
كانت صابرة ومتحملة لظروف الحياة والعيش منذ ان كان الجميع يعاني من شظف العيش وضيق ذات اليد ولم تكن تجزع أو تتأوه أو تتألم أو تشتكي حتى وهي في أقسى حالات المرض بل إنها قبل وفاتها بساعة كان والدي )حفظه الله( يسألها عما يؤلمها وكانت تقول: )أنا بخير والحمدلله( والله وحده يعلم ما كانت تقاسيه من آلام في القلب والرئتين والكليتين والمعدة والقدمين ومع ذلك لم يخرج منها كلمة واحدة فيها ضيق أو ضجر أو تأفف.
عمتي يرحمها الله لم تكن تحمل في قلبها حقداً أو حسداً على أحد بل ولم تكن تعتب على أحد بالرغم من تقصيرنا في زيارتها ونحاول عبثاً وخجلاً الاعتذار نجدها فوراً تبادر بالافصاح بأنها لا تعتب ولا تزعل على أحد وتقول: المهم عندي انكم في صحة وفي خير. يالها من امرأة عظيمة جمعت خصال الخير والحب والرحمة والصلة وعزاؤنا فيها ذلكم الجمع الكبير الذي أدى الصلاة عليها والذين قدموا للتعزية وجميعهم وبالذات النساء يذكرونها بخير ويسترجعون طيبتها وسيرتها العطرة.
اسأل المولى عز وجل أن يسكنها الفردوس الأعلى من الجنة وان يلهمنا جميعا الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
عبدالعزيز بن صالح الدباسي
بريدة مركز التنمية

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved