أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th March,2001 العدد:10386الطبعةالاولـي الثلاثاء 11 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

في الصميم
وماذا بقي لإسرائيل أن تحتله...؟!
د. خالد آل هميل
الصراع الفلسطيني/ الاسرائيلي هو صراع حضاري وصراع وجود، فعلى الرغم من المؤتمرات والمفاوضات الفلسطينية والعربية مع الكيان الصهيوني، لاتزال اسرائيل، تعتمد في عقيدتها السياسية والدينية العنصرية على عنصر القوة والبطش والاستهانة بالآخر. إنها تعترف به فقط عندما يكون عبارة عن آليات وسياسات تزيد تمكينها من استلاب الآخر، فهي لا تعترف به نداً قادراً على التعامل معها حتى لو تمثل ذلك في منظومة دول جامعة الدول العربية. هذه حقيقة على الدول العربية والفلسطينيين على وجه التحديد إدراكها.. والجميع مطالبون بوضع الاستراتيجيات والمواقف على ضوء حقيقة السياسة الصهيونية.
فإسرائيل قد وضعت خططاً جاهزة منذ وقعت اتفاقاتها المرحلية مع الفلسطينيين على استعادة المناطق الفلسطينية التي احتلت جزءاً منها عام 1994م وفق هذه الاتفاقات.
لقد سمحت القيادة السياسية في اسرائيل للقادة العسكرييين بإجراء المقابلات الصحافية لإعلان إمكانية احتلال الأجزاء الفلسطينية التي سبق أن أخلتها وحتى تضفي على هذه المقابلات الجديّة سمحت لهم بتحليل الوضع بأن الاحتلال من جديد لا يشكل للعسكرية الاسرائيلية مشكلة وإنما التخوف هو من نتائج هذا الاحتلال على الأرض الفلسطينية المحتلة وكيف مواجهة الخسائر البشرية والاقتصادية والدبلوماسية.
إن من يقرأ هذه التصريحات يخيل إليه أن الكيان الاسرائيلي العنصري قد أخلى الضفة الغربية وقطاع غزة وكأن القدس قد اصبحت في حوزة الفلسطينيين عاصمة لفلسطين، وأن قضية اللاجئين قد حُلّت وعادوا لأرضهم المحتلة وأن مشكلة المياه قد سُوّيت... إلخ وأن الفلسطينيين قتلة وإرهابيون لا يرغبون في السلام.. بينما الواقع هو خلاف ذلك كله، فمنذ مؤتمر مدريد إلى يومنا هذا لم تنسحب اسرائيل إلا من خمس الضفة الغربية وأقل من ثلثي قطاع غزة.. مع وجود المستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية المزروعة في الضفة الغربية وقطاع غزة والهيمنة العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني على الأجزاء الصغيرة التي انسحب منها.
إن اسرائيل تمتلك أحدث الجيوش في المنطقة ولكنه فات عليها أنها لن تنعم بالأمن وهي محتلة للأراضي الفلسطينية والعربية.
فحقوق الشعوب لا تموت بفعل القوة الغاشمة، حتى وإن وجدت في مرحلة من المراحل التاريخية من يسهل عليها ذلك أو يعطيها الشرعية في التمدد والهيمنة.
فالاسرائيليون لا يتعلمون من تجارب الشعوب حيث أسكرتهم القوة الغاشمة الظالمة. عليهم دراسة أوضاع الاتحاد السوفيتي، القوة العظمى الثانية، فقد سحق شعوباً وألغى دولاً كاملة ونقل أهلها الأصليين من مناطقهم إلى مناطق أخرى، وسيَّج ذلك بالنار والحديد والآيديولوجية الحمراء وغير ذلك كثير من السياسات الرهيبة.. فماذا حدث..؟
انهار الاتحاد السوفيتي وعادت الدول المستلبة من قِبَله إلى الوجود كدول مستقلة لا قِبَل له بها، وعادت الشعوب إلى مناطقها، واختفى الاتحاد السوفيتي كدولة عظمى وجاءت بدلاً عنه روسيا دولة كبيرة وقوية ولكنها عادية. سقوط الاتحاد السوفيتي لم يكن بفعل السياسات الأمريكية والغربية كما يروِّج الاعلام الغربي،
وإنما حدث بفعل الظلم وسياسات القادة السوفيت من السياسيين والعسكريين، فحقوق الشعوب لا تموت بالهيمنة والقوة واستلاب إرادة الشعوب، ويبدو ان الكيان العنصري لايستوعب حركة التاريخ ولا يعي دورة الحياة للشعوب ولم يدرك حقيقة القرن الذي نحن فيه ولم يدرس وعي الشعوب العربية المتنامي القادر على فرز حقائق الواقع الغث منها والسمين بحيث لم يعد أحدٌ قادراً على احتوائه أو تضليله من الداخل أو الخارج.
إن اسرائيل قادرة على إعادة احتلال الأجزاء الصغيرة التي أخلتها ولكنها غير قادرة على الاحتفاظ بها بدون ثمن يدفع يومياً وبصورة مستمرة باستمرار الاحتلال.
والنقطة الأخرى التي لم يتعرض لها قادة الكيان العنصري في أحاديثهم الصحافية وفي مقدمتهم )موفاز( رئيس أركان الجيش الاسرائيلي العنصري لصحيفة )واشنطن بوست( الذي هدد بإعادة احتلال الأجزاء الصغيرة من أرض الضفة الغربية المحتلة هو موقف الدول العربية حكومات وشعوباً.. أم أن )موفاز( يرى أن الشعوب العربية وحكوماتها يمكن احتواؤها..؟!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved