أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th March,2001 العدد:10386الطبعةالاولـي الثلاثاء 11 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

بوح
تجاهل
إبراهيم الناصر الحميدان
لابد لنا كمتابعين للأحداث التي تتوالى في المسرح العالمي يومياً من ان نتوجه إلى وسائل الإعلام حتى لا ننقطع عن المواصلة وتفسير دلالات ما يحدث لارتباط ذلك بوطننا سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من مفهوم القرية العالمية التي تضمنا جميعاً وان تباعدت المسافات والأوطان وكم يسوؤني أن أجد وسائل الإعلام الناطقة بالعربية تبتعد كثيراً عن المعطيات والوقائع التي تتناثر على ذلك المسرح مركزة على القضايا الهامشية مثل كرة القدم والمرح،
أما القضايا الثقافية والعلمية فهي أبعد ما تكون عنها وكأنما العرب قد فرغوا لتوهم من تحقيق معجزات حضارية وهم بحاجة إلى الترويح عن النفس حتى يلتقطوا أنفاسهم ويبعدوا متاعبهم وهو أمر بكل صراحة غير صحيح وبعيد عن الحقيقة إذ مازلنا نعيش علي الهامش نبحلق ولا ننتج بل اننا نتجاهل حتى ما تتوصل إليه النخب بيننا ولا نسعى إلي ابرازه كما ينبغي،
وأكبر دليل على ذلك ما حدث قبل فترة قصيرة من الوقت حين توصلت باحثة سعودية هي الأخت الدكتورة الهام أبو الجدايل إلى منتج علمي يتعلق بمرض السرطان وهو من أكثر الأمراض فتكاً وضحايا في العالم بايجاد مصل لسرطان الدم والأمراض الخبيثة الأخرى يتفاعل مع الخلايا الفرعية «اللوكيميا» مما لا تسعفني معلوماتي الطبية المتواضعة بشرحه بحكم عدم التخصص.
هذا الاكتشاف العلمي الباهر لم يجد في مؤسساتنا العلمية على قلتها ذلك الاهتمام والتركيز عليه عالمياً مما اضطر الباحثة إلى الذهاب إلى عاصمة غربية «لندن» حتى تقف أمام هيئات علمية لتوضيح أحد أبعاد هذا الاكتشاف بينما وطنها العربي الكبير تجاهلها ولم يحرك ساكناً لأنه منصرف إلى اللغو والحشو اللامجدي بل وتهديد حكامه بعضهم البعض مع الأسف.
فأين جامعاتنا من هذا الحدث يا ترى؟ وأين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم؟
أهكذا تتعامل مع المتفوقين من أبناء هذه البلاد على قلة العطاء وما يفلحون به.
أليست هذه الباحثة القديرة حرية بأن تفرد لها الصفحات ووسائل الإعلام العربية التي تفضلت واحدة منها هي قناة M.B.C فأجرت معها لقاء خاطفاً لبضعة دقائق لم تنس ان تحشوه بالإعلان التجاري مع انها دعت من ليسوا باختصاصيين إلى الجلوس معها فقط وقد عجزوا عن مناقشتها بحكم عدم تسلحهم العلمي وافتقادهم إلى الاحاطة الطبية القليلة باعترافهم.
هكذا نتعامل نحن وفي العالم العربي كله مع النابهين والنابغين لأن رسالتنا الإعلامية مشغولة بالسطحي والتافه من الأمور والتشدق بالشعارات والبطولات والنجاحات الوهمية بعيداً عن العلم.
للمراسلة ص.ب. 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved