أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th March,2001 العدد:10387الطبعةالاولـي الاربعاء 12 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

الإنترنت يكسر حجاب الخجل عند الشباب
د. فهد بن عبدالرحمن المليكي
تطورت وسائل الاعلام وواكبها الانسان في التطور حتى اصبح عصرنا الحالي عصر ثورة الاتصالات، واصبح لدينا انواع مختلفة من الوسائل الاعلامية. ومن هذا التطور السريع في عالم تكنولوجيا الاتصالات، استطاع المشاهد او المستقبل ان يستقبل البرامج والمواد الاعلامية والمعلومات بعدة لغات مختلفة مع اختلاف الثقافات والبيئات وطرق الحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد.
وعلى الرغم من الحدود والاختلافات القانونية الدولية القائمة التي تفصل بين الدول، إلا أنه بفضل تطور وسائل الاتصالات وتقدمها اصبح العالم يعيش في )قرية صغيرة( واحدة.. فالتكنولوجيا الحديثة وتنظيم الاتصالات جعلت المعلومات تصل الى اي جزء من اجزاء العالم في وقت قصير.
لقد شهد العالم تطوراً سريعاً في عالم تكنولوجيا تقنية شبكة انترنت InterNet الدولية التي تقوم بوظائف مميزة لخدمة البشرية في الحياة اليومية.. فقد جمعت تكنولوجيا )الانترنت( جميع وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية. واصبح هناك اتصال مباشر بالصوت والصورة عبر شبكات )الانترنت(.
خدمة الانترنت هي خدمات دولية للمعلومات تنقل المعلومة بسرعة، حيث ترسل الصور والنصوص واللقطات الحية والموسيقى والاغاني عبر شاشات جهاز الانترنت. فقد تمكنت خدمات )الانترنت( من السيطرة والتحكم على المعلومات مع انتشارها السريع..
وانني اشبه شبكات )الانترنت( مثل الاخطبوط الاعلامي ليس له حدود بل يعبر القارات ويتنقل من مكان الى مكان بدون تأشيرة دخول او خروج او استاذان او سماح بدخول المنازل بجميع قوانينه وبرامجه الايجابية والسلبية التي لا تعرف الاحترام او التقدير للعادات او التقاليد الاجتماعية.
وهناك عدة دراسات غربية تم اعدادها عن سلبيات خدمة )الانترنت( حيث اتضح من هذه الدراسة بان هناك مشكلة اجتماعية تعاني منها بعض المجتمعات في العالم وهي مشكلة )الادمان في استخدام( )الانترنت( من قبل الشباب )ذكوراً وإناثاً(.
وهكذا، نلاحظ ان خدمات )الانترنت( تلعب دوراً سلبياً في السيطرة على اوقات شبابنا )ذكوراً وإناثاً( الذين افرطوا في استخدامه بدون احساس بقيمة اوقاتهم، فالتأثيرات الايدلوجية التي تقوم بها هذه الخدمات هي التحكم بمشاعر واحساسات اطفالنا وشبابنا الذين يعيشون في سن المراهقة، واخضاعهم باسلوب مغر يؤدي الى الوقوع في الاخطاء الاجتماعية الخارجية عن اسلوب حياتهم الاجتماعية وذلك عن طريق المحادثات )Chat( الغزلية بين الجنسين.
طبعاً.. هذا الأسلوب خارج عن العادات والتقاليد المعروفة في مجتمعنا. فالسهر طول الليل..
وانشغال اجهزة التليفونات طول الوقت.. وحرق الاعصاب والاحساس والشعور بالحب المجهول عبر الرسائل الغرامية المكتوبة والصوتية بدون معرفة نوعية الشخصية.
فقد زادت اهمية )الانترنت( عند الشباب مما جعلهم لا يستغنون عنها في حياتهم اليومية..
فاذا لم يستخدمونها يحسون بالوحدانية والعزلة ويتلهفوا في الرجوع إليها كما يتلهف الطفل الرضيع الى امه من اجل الحليب. فنجد انهم يعيشون في عزلة عن افراد عائلتهم ولا يجتمع معهم في مناسباتهم الاجتماعية بل معظم اوقاتهم في غرفهم يتحدثون ويضحكون ويلعبون ويفتحون قلوبهم واسرارهم الشخصية ويشرحون عن رغباتهم بكل جراءة وتقبل بدون الاحساس )بالخجل( الذي كان يسيطر عليهم امام افراد عوائلهم عندما يدور الحديث بينهم، وقد اصابهم داء الحب المجهول والغرام من خلال جهاز الكمبيوتر )الانترنت( الذي افقدهم صفة الادب والاخلاق واحترام النفس الذي تعودوا عليه من خلال تربيتهم.
ونجد بعض الشباب ليس لديهم القدرة في ضبط النفس والتحكم في استخدام جهاز الكمبيوتر )الحاسب الآلي(. فأمام هذا الجهاز يكونون ضعيفي الشخصية من اجل سد الفراغ والوحدة.. ، ولا يستطيعون الاستغناء عنه بل اصبح صديقهم الوحيد الذي يثقون به ويصاحبهم طوال ايام الاسابيع مما جعلهم يقصرون في اداء واجباتهم الدراسية في المدرسة او القيام بواجباتهم الدينية خاصة في اداء فرض الصلاة في اوقاتها.
فقد ارتفعت التكاليف المالية الخاصة بمصاريف المنزل، فمن يدفع فاتورة التليفون وفاتورة الاشتراك وفاتورة الكهرباء منذ ان وقع الشباب في حب جهاز الكمبيوتر )الانترنت( ولكن ليس من المهم من يقوم بدفع الفواتير مادام الحب الوهمي والخيالي يسيطر ويعيش في قلوب هؤلاء الشباب اصحاب القلوب الرقيقة والطيبة والضعيفة والعطشانة في البحث عن علاقات من اجل سد الفراغ وتفريغ ما في الصدور من شعور واحساس.. الشباب الذي يعيش في مجتمعات تحكمها عادات وتقاليد لها ايجابياتها واحتراماتها وتقديرها وتأثيرها الاسلامي.
وانا اعتقد.. وبكل صراحة.. باننا نحتاج الى ايجاد حملة اعلامية علمية صحية تقوم بالترشيد والايضاح عن اضرار سيطرة جهاز )الانترنت( على السلوك النفسي والاجتماعي عند الشباب لانه مرض يصيبهم ويجعلهم يحسون بمرض العزلة والتوهم العصبي والانفراد والازدواجية في الشخصية والاحساس بالحب والصداقة غير الحقيقية والابتعاد عن الواقع الذي يعيشون فيه. وعدم الثقة في احد، ما عدا الاشخاص الذين يبادلونهم الاتصالات والرسائل الغرامية الوهمية عبر شبكات )الانترنت( التي ليس لها مردود او فائدة بل مضيعة للوقت والاموال من اجل التسلية والترفيه. يجب دراسة وضع شبابنا دراسة علمية كما يجب علينا وضع حد من استخدام جهاز الكمبيوتر وبرامج )الانترنت( وشرح اهمية هذا الجهاز واهدافه.. ومتى نستخدمه ومتى نستغني عنه.
طبعا.. نحن نعلم وندرك.. بان معظم الحملات التي نراها حاليا عن )الانترنت(حملات تجارية تسويقية وترويجية لخدمات )الانترنت( من اجل المكسب المالي فقط، فقد كثرت المقاهي في هذا المجال، واصبح لدينا اسواق متخصصة ومتنافسون في تقديم هذه الخدمات بدون الادراك او التعقل او التفكير عن العواقب السلبية التي سوف تصيب الشباب من استخدام هذه الخدمة بدون هدف في المستقبل .
وكذلك نحن .. لا ندرك بان )الانترنت( له فوائد وافضال وايجابيات كثيرة في جميع المجالات العلمية والعملية والاجتماعية، ولكن يجب علينا الحذر من سيطرته على سلوك واحساسات شبابنا النفسية والاجتماعية، خاصة الذين يعيشون في سن المراهقة )من 1320( في عصرنا هذا وقد قيل :)الشيء اذا زاد عن حده ينقلب الى ضده( )وخير الامور أوسطها(.
قال أبو الحسن بن عروان رأيت فيما يرى النائم اني اقعد على خصف من التمر فآخذه واحدة واحدة فأرمي التمرة وآكل الفصم )عبس التمر او نواه( فأتيت أبا يعقوب فذكرت له ما رأيت فقال والله إنك على خير لا ينفعك فتأخذ سيئه ..قال فلم يعجبني تعبيره للرؤيا، فذهبت لأبي بدر الكاتب، فوجدته جالسا يكتب بيراعه الندي بدواة من سنا)قبل أن يستعمل الكمبيوتر( فقصصت له ما رأيت وأخبرته تعبير أبي يعقوب للرؤيا..فقال أبو بدر لا أفسر بعد مفسر ولا أفتي بعد مفتي .

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved