أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th March,2001 العدد:10387الطبعةالاولـي الاربعاء 12 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

بوح
رأي المواطن
إبراهيم الناصر الحميدان
تتبع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة مناحي شتى حتى تؤدي رسالتها الاجتماعية وتكون همزة وصل ما بين المواطن والمسؤول، ذلك ان هذه الوسائل تشعر بأن ثمة فجوة لابد من ملئها تتمثل في ان جهاز الدولة في حمى انصرافه إلى تحقيق ما هو مطالب به ينسى او تفوته بعض الملاحظات التي تكشفها وسائل الإعلام من منطلق التصاقها بالجمهور، وهي بذلك ليست صوتاً لأحد سوى الوطن الذي تتوجه له بكل عطائها كسلطة قائمة بذاتها، لها كافة الحرية في ان تمارس النقد والتوجه من منطلق رسالتها، وان كان بعض المسؤولين في الصحافة بكل أسف يحاولون الحيلولة دون ايصال صوت المواطن إلى المسؤول بدعوى ان ذلك غير جائز لأن ما يطالب به سوف يرفض مقدماً وهو موقف لا ارى له أي مبرر طالما ان مسؤول الصحيفة هو واسطة وعين أمينة وليس سلطة تحكم وتقرر، خاصة وان جهاز الدولة يتلمس فيما تعالجه وتطرحه الصحافة عن طريق كتابها رأي المواطن فيما ينبغي من معالجة للأحداث أو تصورات مستقبلية ولولا ذلك لما تقدمت الشعوب وبلغت المكانة التي تتطلع إليها ليس عن طريق التلاحم فحسب وإنما تبادل الآراء.
ومع ان أكثر دول العالم المتحضر لم تكتف بمثل هذه المرآة الشعبية انما عمدت أيضاً إلى تشكيل مجالس منتخبة بأسماء مختلفة حتى تحاسب وتناقش أجهزة الدولة عن أدائها بالإضافة إلى توصيل رأي المواطن فيما تحقق او ينتظر تحقيقه من أمور وفي مواجهة الأحداث والتعبئة لها.. ولعل أبسط وسائل التوجه إلى الجمهور أخذ رأيه بتلك الاستطلاعات التي تتم مباشرة ما بين وسائل الإعلام والجمهور. وهي وسيلة حديثة وسريعة في الوقت ذاته ولا تكلف نفقات كثيرة مع انها مباشرة وتأتي صريحة قد لا تحتاج إلى أكثر من كلمة واحدة هي نعم أو لا.. ونحن هنا نفقد مثل هذه العلاقة المباشرة ما بين وسائل الإعلام والجمهور ولا أدري ما هو سبب هذا التردد في الاحتكام إلى هذه الوسيلة رغم ان الصحافة لدينا تتمتع بهامش جيد من الحرية تتردد في استعماله.
ووزارة الإعلام تشجع على استغلاله باعتباره وسيلة حضارية والدليل ان أي حدث يقع في البلاد يبادر المسؤول الأمني الأول ممثلاً في سمو وزير الداخلية في الإعلان عنه صراحة من منطلق الثقة بمتانة العلاقة والحماية وحتى لا تجعل للاشاعات ذلك الفضاء الذي تعبث فيه باطلاق بالونات فارغة وغير حقيقية يستفيد منها الأعداء. هو درس لرجال الصحافة والكاتبين بأن عليكم تلمس الحقائق واعطاء ما لديكم من آراء تخدم المجتمع من منظور وطني ومستقبلي متجاوزة تلك الفكرة القديمة بأن ما يطرح ينبغي ان يكون متفقاً مع التوجهات الرسمية لا جديداً عليها.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved