أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th March,2001 العدد:10387الطبعةالاولـي الاربعاء 12 ,ذو الحجة 1421

عيد الجزيرة

وجوه غائبة حاضرة بسبب ظروفها
أناس بدون فرح أو ثوب عيد
تهنئة الاهل عن طريق الهاتف هي وسيلة التواصل لهم
*تحقيق : فهد المطرفي
في الوقت الذي ينعم فيه معظم الناس بإجازاتهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك وقضاء العيد بين اهلهم وذويهم، هناك زملاء لهم لم يعرفوا طعم الإجازة ولم يتمتعوا بيوم واحد فيها بل كانوا متواصلين بالعمل ليل نهار من أجل راحة معظم الناس، هذه الفئة التي لم تكن محظوظة بقضاء العيد مع اهلهم واحبابهم فرضت عليهم ظروفهم المرضية أو العملية عدم مشاركتهم بفرحة العيد، فهناك المرضى الذين اجبرتهم الأمراض على البقاء على السرير الأبيض خلال فترة العيد. وهناك العاملون في مختلف القطاعات الحكومية والاهلية الذين حتمت عليهم ظروف العمل البقاء والتواصل بالعمل خدمة للناس الذين يشعرون بالامان بتواصل خدمات هذه القطاعات مثل رجال الأمن والأطباء في المستشفيات ورجال الجوازات وغيرهم كثير، فألف تحية لمن بقي خلف عمله وضحى بفرحة العيد وسط اهله حتى يجعل فرحة الناس الآخرين بالعيد متواصلة ونحن بهذا التحقيق حاولنا مؤانسة بعض من هؤلاء الذين يرون ويجدون عيدهم وفرحتهم بإسعاد الآخرين.
الزوار أنسونا الوحدة
البداية كانت من مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني حيث التقينا هناك بالمريض )حسين العرجاني( الذي يعاني من كسر في احدى ساقيه حيث حدثنا عن شعوره وهو لا يشارك الناس فرحتهم بالعيد.
فقال: في البداية اسمح لي ان اتوجه بالشكر الى جريدة )الجزيرة( لأنها تذكرنا في هذه المناسبة كعادتها، وهذه مبادرة طيبة منكم وعن موضوع العيد أقول: انه لاشك ان اعياد المسلمين عظيمة والجميع يحرص على المشاركة فيها والتواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء ولكن ارادة الله تعالى الا يكتب لي العيد هذا العام. ولكن بوجود الزوار من الاهل والأصدقاء ينسى الانسان بعض اوجاعه ويشعر ببعض السعادة وبفرحة العيد، ولكن بالطبع ليست مثل فرحة المشارك الفعلي. ونحن نفتقد هذا العام للعيد ولكن نرجو من العلي القدير ان يمنى علينا بالشفاء العاجل والخروج من المستشفى بأسرع فرصة حتى نلحق على آخر ايام العيد لأن اعيادنا اثنان في السنة ونحاول ان نستمتع فيهما بأكثر قدر ممكن.
عودوا وعايدوا مرضاكم
وفي غرفة أخرى التقينا مع الشاب سعيد القرني المصاب ببعض الكسور من جراء حادث سيارة وقال: انا منذ اسبوعين بالمستشفى ولا اعلم كم يجب علي المكوث فيه ولكن الحمد لله على كل حال من الصغر والشخص ينتظر العيد بفارغ الصبر حتى يشعر بالفرحة الكبرى لأن العيد كما هو معروف يختلف عن باقي الأيام فهو اليوم الوحيد الذي تجد فيه الجميع فرحان ومبسوط عكس باقي الأيام التي قد تكون انت مبسوط ولكن تجد علامات الحزن على غيرك. فنعمة العيد كبيرة والجميع في المملكة يفرح بقدومه لأننا ملتزمون بالاحتفال بهذين العيدين فقط، اما غيرنا فإن لديه عشرات الاحتفالات في السنة وبمناسبات عدة مبتدعة وغير مناسبة لنا. والحقيقة انني حزين لأن عيد الأضحى المبارك سيمر وانا ما ازال طريح الفراش في المستشفى ولكن ارجو من العلي القدير ان يعيده عليّ وعلى جميع المسلمين بالخير حتى أستطيع الاستمتاع فيه وانا بصحة جيدة. وعندي طلب من جميع القراء بأن يذهبوا لزيارة مرضاهم في المستشفيات وخصوصاً في مثل هذه الايام لأن المريض يحتاج الى من يؤانسه في المستشفى ويسليه ويبعد الهموم عن نفسه ويشعره انه في العيد.
العيد على الهاتف
في مكان آخر التقينا مع الأخ تركي العبد الله وهو موظف الهاتف في مستشفى الأمل في الرياض وسألناه عن انطباعاته وهو يرى الجميع يحتفلون بعيد الأضحى المبارك وهو، يواصل العمل فقال: اولاً كل عام وانتم بخير وأوجه التهنئة بهذه المناسبة لجميع المسلمين اما عن انطباعي فأنا سعيد بعملي لأنني اخدم قطاعاً مهما من قطاعات الوطن ونحن عندما نرى الناس سعداء وفرحين بالعيد نفرح لفرحهم ولكن لا اخفيك انني اتمنى الآن ان اكون بين اسرتي واهلي إلا ان خدمة الناس من خلال هذا المكان هي ايضاً متعة وتشعرك بالسعادة لأنك تقدم ما تستطيع لخدمة الوطن وابنائه. وايضاً يجب ان نعلم ان هناك العديد من الموظفين الذين تحتم عليهم ظروف اعمالهم ان يكونوا متواصلين بالعمل، وهذا لا يمنع ان نقوم بتهنئة الاهل عن طريق الهاتف ثم بعد انتهاء العمل يكون الوقت لدي متاحا لأن اذهب لأعايد من بقي من الأصدقاء. وحقيقة اشكركم على طرح مثل هذه المواضيع في صحيفتكم لأنها تبرز ما يقوم به بعض الأشخاص بعيداً عن اعين الناس من خدمات مضحين بفرحة العيد مع اهاليهم واصدقائهم ومقدمين المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية.
عيد وعمل إنساني
بعد ذلك اتجهنا الى دار الرعاية الاجتماعية بالرياض والتقينا هناك بالاخصائي الاجتماعي )محمد العنزي(: أعتقد ان طبيعة عملنا تحتم علينا البقاء في العمل لمتابعة الاخوان والابناء من نزلاء )الدّار( ولكن بقاءنا بالعمل يوم العيد لايجعل تهاني العيد تصل الى الاهل بل العكس فنحن نقوم بتوجيه التهاني لمن يريد من الأهل والاصدقاء بواسطة الهاتف.
ولكني صدقني نحن نجد متعة ببقائنا في )الدار( مع اناس هم في اشد الحاجة الينا ولانهتم اذا كان اليوم هو يوم عيد الأضحى لأننا نقوم بواجبنا الذي يرضي الله ورسوله ونقدم خدمة جليلة للمجتمع تستحق من كل من يعمل في هذا المجال كل تفان واخلاص وفرحتنا الكبيرة عندما نرى اننا نؤدي عملنا بصورة جيدة كما تعلمنا ونرى جميع ما نقوم به قد انعكس بشكل ايجابي على ابنائنا من نزلاء الدّار.
وأوجه عبركم التهنئة للوطن ولجميع اخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بمناسبة هذا اليوم العظيم.
تطلعاتي طغت على المعايدة
بعد ذلك توجهنا الى الاخوة العاملين من المقيمين حيث تحدث الينا )أحمد( وهو، مسؤول عن أحد محلات بيع الحلويات فقال: العيد مناسبة جميلة لتبادل الزيارات ومعايدة الأقارب ولكن نحن نحاول استغلال مثل هذه الفرص التي لا تتكر الا مرتين في العام ونقوم خلالها ببيع الكثير من منتجاتنا لأن الاقبال في مثل هذه المناسبات يكون استثنائيا ومختلفا عن باقي الايام الأخرى لذلك نحن نضطر امام هذه الطلبات الكبيرة على مواصلة العمل بل وتقديم انواع مختلفة ومتنوعة تلبية للطلبات الكثيرة خلال ايام العيد ولا نشعر باشتياق الى العيد لأننا قدمنا من بلداننا للعمل ومواسم الاعياد هي اكثر الايام التي نتحصل فيها على الربح بعكس باقي الايام.
واسمح لي ان أوجه التحية والتهنئة الى كل الاحباب في سوريا والى كل الأصدقاء في الرياض الذين لم نهنئهم بالعيد.
نسعد لسعادة الآخرين
وفي مكان آخر التقينا بالصيدلي )ايمن محمد علي( الذي تحدث عن طبيعة المهنة فقال: مهنة الصيدلة من المهن التي لا غنى عنها بأي حال من الأحوال وهي لا ترتبط بزمن ما او مناسبة معينة لذلك العمل في الصيدلية عمل مستمر بدون توقف وعلى مدارال24 ساعة يومياً. لذلك طبيعة مهنة الصيدلة تحتم علينا البقاء في ايام العيد.
وأما من ناحية انطباعي الشخصي حول عملي خلال ايام العيد فما قلت طبيعة المهنة تفرض علينا التواصل بالعمل، ولكن ذلك العمل لايجعلنا منقطعين عن الأهل والأحباب بل اننا نقوم بعد العمل بزياة الأهل والأصدقاء والمباركة لهم بمقدم العيد. ولا نعاني ابداً من أي مشاكل،
ومن جهة أخرى فنحن نرى ان سعادة العيد التي نراها في وجوه الجميع تجعلنا نسعد ونفرح بفرهم ومادام الناس مبسوطين فنحن كذلك مبسوطين.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved