أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th March,2001 العدد:10387الطبعةالاولـي الاربعاء 12 ,ذو الحجة 1421

معايدة

صاحب جائزة نوبل يتحدث للجزيرة عن العيد
نجيب محفوظ: لا يفارقني الحنين لأعياد زمان
أرفض البذخ والمغالاة والإسراف في العيد
* القاهرة - مكتب الجزيرة - ايهاب كمال:
وسط ما تبقى من مجموعة الحرافيش القدامى يصر الاديب الكبير نجيب محفوظ رغم مرضه - على الجلوس معهم مساء كل ثلاثاء من كل اسبوع في احدى البواخر الراسية على النيل وفي حالة من الهدوء والتأمل يقضي محفوظ حياته إلا من ساعات يكتب فيها قصصه الجديدة التي يفضل نشرها في مجلة نصف الدنيا. قابلنا محفوظ بابتسامته المعهودة المرتسمة على شفتيه والتي زادت عندما قرأنا عليه بصوت جهوري التساؤلات الخاصة بالعيد وبعيدا عن السؤال الاول الخاص بالاسم والسن والمؤهل لانها اصبحت من الثوابت التي يعرفها الكثيرون فهو نجيب محفوظ الاديب الحاصل على جائزة نوبل عام 88 وعمره الآن يدنو من التسعين وهو خريج كلية الآداب قسم فلسفة وبادرناه بالسؤال عن كيفية قضاء ايام العيد.
- فقال: اقضي يوم العيد في مكاني هذا امام صفحة النيل مع الاصدقاء او في البيت وذلك حسب حالتي الصحية وما تسمح به.
* وكيف كنت تقضي العيد في الماضي؟
- يضحك نجيب محفوظ ويقول: الماضي كان شيئا جميلا فالعيد في منطقة الجمالية والحسين له طعم آخر فزمان كنا ننتظر العيد بفارغ الصبر وكأنه ابعد شيء في حياتنا فالعيد كان يأتي لنا بالملابس الجديدة ويجعل جيوبنا بها الكثير من النقود ونذهب للملاهي والمراجيح وكنا نجوب الشوارع والحارات نمارس جميع الالعاب التي يمارسها الاطفال مثل لعب الكرة وضرب البمب في الشواع.
لعب الكرة
* وهل توجد ذكريات خاصة مرت بك في أيام العيد؟
- بالطبع توجد ذكريات كثيرة ولعل اغلبها يغيب عن الذهن حاليا - ويتوقف نجيب محفوظ قليلا ثم يقول/.. آه.. تذكرت كنت في ايام الشباب وقبل التحاقي بالوظيفة في وزارة المعارف كنت امارس رياضة كرة القدم واحلم ان اكون لاعبا شهيرا للكرة ولم احلم ان اكون اديبا في هذه الفترة.
وفي احد الاعياد وبينما كنت امارس هوايتي لكرة القدم حدث ان اصبت في قدمي اصابة غير ذات اثر وخرجت من الملعب وانا ناقم علي لعب الكرة ومن يومها لم اعد للكرة مرة اخرى كما اتذكر ان احد الاعياد تواكب مع صدور رواية لي بعنوان خان الخليلي وللمناسبة السعيدة كنت اتناول في جانب منها فرحة الاحياء الشعبية بقدوم العيد واصف فيها ليلة العيد وهو الليل المميز اليقظان والليل العامر بالسمار والمنشدين.
* وهل صادف ان قضيت ايام العيد بعيدا عن الوطن والاهل واين؟
- يضحك نجيب محفوظ كثيرا ويقول: انتم معشر الصحفيين تعرفون عني انني لا اسافر كثيرا ولا افضل هذا وكل الاعياد قضيتها في مصر.
لا اتذكر!!
* هل تتذكر موقفا طريفا صادفك وما زال عالقا بالذاكرة؟
- توجد مواقف كثيرة ولكن لا اتذكر.
* وهل من الضروري توقف وتعطل كل النشاطات اثناء العيد؟
- لا ارى ضرورة لذلك فالعيد فرحة للتفرغ لزيارة الاقارب والاصدقاء وتقديم التهاني بالعيد.
* الاطفال في العيد كيف نجعلهم اكثر فرحا في هذه المناسبة؟
- الاطفال احباب الله ويجب اعطاؤهم كل ما يدخل الفرح والسرور في قلوبهم.
* هل تضخم وسائل الاعلام مظاهر الاحتفال بالعيد ام تبخسه؟
- يا بني انا لا اشاهد الاعلام حاليا فعيوني لا تحتمل.
* اذن ما رأيك في الاسراف خلال العيد؟
- امر غير مقبول سواء في العيد او غيره.
* ما رأيك فيمن يقيم حفلات الزواج ايام العيد؟
- تكون الفرحة فرحتين.
* ماهي الظواهر السيئة التي ترفضها اثناء العيد؟
- الظراهر السيئة كثيرة مثل البذخ والمغالاة في الملبس والمأكل والاحتفالات الصاخبة في العيد.
* البعض يسافر حاليا لقضاء العيد بالخارج من اجل المباهاة فقط؟ ما رأيك؟
- ظاهرة مرفوضة وانا ارفضها قلبا وقالبا - ويضحك محفوظ مضيفا لسبب بسيط وهو انني ارفض السفر اساسا كما ارفض المباهاة.
* كيف يمكن استثمار العيد في تطويق الخلافات الاسرية؟
- العيد فرصة كبيرة للم شمل الاسرة والقضاء على اية خلافات.
لا أتعصب لشيء!!
* الى اي درجة يتعصب نجيب محفوظ لما يحب؟
- انا لا اتعصب لشيء.
* كيف تعبر عن تهانيك بالعيد؟
- في الزمن الماضي كنت اقوم بزيارات لاسرتي واقاربي واقدم التهنئة بحلول العيد ولكن الآن يأتون الي لتقديم التهاني.
* ما رأيك في اسلوب ارسال بطاقات التهاني بديلا عن الزيارة او الاتصال الهاتفي؟
- ارسال بطاقات التهاني اسلوب جميل ولكن لم يغن عن الزيارات الشخصية لانها تحمل معاني خاصة وحميمية تجاه الاصدقاء.
* من هو الشخص الذي تتذكره دائما صباح اول ايام العيد؟
- بناتي.
* أهلك التكرار بيت المتنبي «عيد بأية حال عدت يا عيد» ومع ذلك يصر على الحضور ترى هل تضيفون اليه أي تعليق؟
- عيد بأية حال عدت يا عيد .. لتجديد الامل والسعادة لمن يريد.
* يأتي العيد شتاء كما يأتي صيفا فالى اي المواسم تنحاز؟
- انحاز الى فرحة العيد سواء صيفا او شتاء.
* العيد زيارات وتهان وثياب زاهية ناصعة الالوان بماذا يوحي لك ذلك؟
- يوحي بالفرح والحبور والسعادة تطغى على كل الاشياء.
* طعام العيد واشربته ما الذي افتقدته منها وما هي؟
- افتقدتها كلها لانني كما تعلم اتناول ما يكتبه لي الاطباء وطعامي اصبح محدودا.
* ماهي الاغنية التي ارتبطت في ذهنك عن العيد؟ وهل من سبب وراء ذلك؟
- يا ليلة العيد للسيدة ام كلثوم فهذه الاغنية مرتبطة لدي مع كل عيد وخاصة ليلة العيد وكنت ارددها وراءها دائما.
* في العيد هل تبحث عن اصدقائك ام هم يبحثون عنك؟
- يضحك محفوظ ويقول هم يبحثون عني دائما.
* لدينا بطاقة عيد مطلوب اضافة كلمات وجمل فيها لكل من اعز الناس من وماذا تقوله له؟
- بناتي وزوجتي واقول لهم كل عيد وهم طيبون.
* اطفال العرب من وماذا تقول لهم؟
- فلسطين طبعا واقول لهم كان الله في العون.
* صديق غاب عنك من هو وماذا تقول له؟
- كثيرون واقول لهم تركتم فراغا كثيرا في حياتي.
ونظرا للاجهاد الذي بدا على اديبنا الكبير آثرنا الاكتفاء بهذا القدر من الاسئلة.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved