أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th March,2001 العدد:10389الطبعةالاولـي الجمعة 14 ,ذو الحجة 1421

أفاق اسلامية

داء الأمم
الشيخ/ عبدالله بن سليمان الخضيري
للحسد آثار سيئة ومن ذلك انه يورث العداوة والبغضاء بين المسلمين، فالحاسد يبغض المحسود، وهذا يتنافى مع واجب الأخوة بين المؤمنين قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا» رواه البخاري ومسلم.
ومن آثار الحسد ان فيه اعتراضاً علي الله تعالى في قضائه وقدره وما قسمه بين عباده.. ذلك ان الحاسد يرى ان المحسود غير أهل لما هو فيه من خير، ومن آثاره أيضاً ذهاب الاعمال الصالحة.
وعن الترمذي في سننه وأحمد في مسنده )دب اليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء(، والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر.. وعن أبي داود في السند )اياكم والحسد فان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب( أو قال العشب(، ومن آثار الحسد السيئة انه يجعل الحاسد في هم دائم، وقلق مستمر لما يرى من تنزل الخيرات وحلول البركات على محسوده، وهو لا يستطيع ان يمنع ذلك فيبقى في هم وغم كالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله.
الا قاتل الله الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله، ومن آثار الحسد انه يمنع صاحبه من قبول الحق اذا جاءه عن طريق المحسود ويحمله على الاستمرار في الباطل الذي فيه هلاكه كما فعل ابليس حين حسد آدم فامتنع عن السجود لآدم فحصل له الطرد واللعنة واليأس من رحمة الله، استعذ بالله من شر الحاسد اذا حسد كما قال تعالي «ومن شر حاسد اذا حسد» أي آعوذ بالله من شر الحاسد إذا أظهر ما في نفسه من الحسد وعمل بمقتضاه.
حصنوا انفسكم وأولادكم من شر الحسدة والعائنين بذكر الله سبحانه وقراءة الأوراد الشرعية في الصباح والمساء كآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة وقل هو الله أحد وقل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس وغيرها من الأدعية والأذكار فانها حصن حصين من شر الاشرار والكائدين. قال ابن القيم «ويندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة اسباب احدها التعوذ بالله من شره واللجوء اليه، الثاني تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه، فمن اتقى الله حفظه ووقاه، والثالث الصبر على عدوه وأن لا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه، والرابع التوكل على الله فهو من أقوى الأسباب في ذلك، والخامس فراغ القلب من الاشتغال والفكر وان يمحوه من باله كلما خطر له، والسادس الاقبال على الله والاخلاص له وعمل الصالحات، والسابع تجريد التوبة الى الله من الذنوب التي سلطت عليه اعداءه فان الله تعالى يقول «وما اصابكم من مصيبة فيما كسبت ايديكم» السبب الثامن الصدقة والاحسان ما أمكنه فإن لذلك تأثيراً عجيباً في دفع البلاء ودفع العين والحسد، والتاسع هو من اصعب الأسباب على النفس ولا يوفق له الا من عظم حظه من الله وهو اطفاء نار الحاسد والمؤذي بالإحسان اليه.. قال تعالى «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم» والسبب العاشر هو الجامع لكل خير وهو تجريد التوحيد واخراج كل خوف مما سواه، قال بعض السلف «من خاف الله خافه كل شيء ومن لم يخف الله اخافه من كل شيء» ومن خاف شيئاً غير الله سلط عليه والله المستعان.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved