أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th March,2001 العدد:10391الطبعةالاولـي الأحد 16 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

تعليم 21
الإثم
د. عبدالعزيز بن سعود العمر
هو طالب أنهى للتوِّ جميع متطلبات التخرج من كليته التربوية بما في ذلك التدريب الميداني، وعندما حضر برفقة زملائه إلى كليته لاستلام وثائق تخرجه لاحظ ا ن الكلية تتحفظ على منحه الشهادة الجامعية. توجه فورا إلى مكتب المسؤول الاول ليستطلع الخبر، وهناك اشتبك مع احد موظفي المكتب، سمع المسؤول ومن معه في المكتب بلبلة وصوتا عاليا.
خرج المسؤول ليجد هذا الخريج قد ولى مدبرا متواريا عن الأنظار وبعد أن عُرفت شخصية هذا الخريج أجمع كل الحضور على ان ما بدر من هذا الخريج يتفق وما عرف عنه من خروج على الضوابط السلوكية، وبالسؤال تبين أن هذا الخريج سبق أن عُرض امره على لجنة التأديب في الكلية. هنا قرر المسؤول التريُّث قبل ان يعتمد وثيقة تخرجه.
وفي اليوم التالي، دخل الخريج على مكتب المسؤول وبدأ يتحدث بكل غطرسة وجلافة حول موضوع حجز وثيقته. هنا لم يجد المسؤول إلا ان يختصر الحديث معه مؤكدا له على ان الكلية تعطي للسلوك قيمة اهمية قصوى لا تقل عن اهمية التحصيل الاكاديمي، غادر الخريج المكتب مؤكداً بانه سوف يجد حلا لتطاول الكلية على حقوقه.
وبعد ان غادر الخريج المكتب، خلا المسؤول مع نفسه ليطرح عليها الاسئلة التالية؟ ترى« كم في هذه الكلية من امثال هذا الخريج؟ بل كم في مدارسنا ممن هم على شاكلة هذا الخريج؟ كيف لنا ان نحرس مهنة التعليم من امثال هذا الخريج.
اسأل من شئت من الناس وقل له: من من معلميك مازلت تتذكره؟ انه لن يتذكر ذلك المعلم المتمكن في الفيزياء او الكيمياء بقدر ما يتذكر ذلك الذي ابدى اهتماما شخصيا به كإنسان له قلب وعقل ومشاعر.
فتش المسؤول عن مادة نظامية تمنع تخريج مثل هذا الطالب فلم يجد شيئا، خصوصا وانه ذو مستوى تحصيل دراسي معقول. واخيرا، اعتمد المسؤول وثيقة تخرج هذا الخريج وزج في التعليم من هو ليس بأهل له.
أليس في ذلك )اثم( بحق الطلاب، خصوصا وان الامر قد )حاك( في نفس المسؤول كثيرا.
قرر المسؤول عندئذ أن )يطلع( الناس على الامر لكي ينتفي الشرط الثاني لحدوث الاثم.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved