أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th March,2001 العدد:10391الطبعةالاولـي الأحد 16 ,ذو الحجة 1421

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
هل جهازك آمن؟
خالد أبا الحسن
من مسلمات العمل على شبكات مفتوحة ومرتبطة بالعالم وجود وسائل أمنية لحمايتها من محاولات التخريب. وعلى قدر ما يكون الحذر، يكون الاهتمام بتأمين تلك الشبكات ومنافذ الدخول منها الى فضاء الانترنت. ومما يؤسف له ان كثيرا من مستخدمي الانترنت لا يهتم لمسألة تأمين الأجهزة وتحصينها ضد التطفل والمتطفلين ما دامت المخاطر غير حاضرة او ظاهرة له.
وقد اشار د.خالد الغنيم في ورقته عن أمن الانترنت والتي شارك بها في المؤتمر السادس عشر للحاسب الآلي ووفقت لحضورها الى اننا ومما يؤسف له لا نأبه لأمر حتى نتعرض لمشكلة نتيجة إهماله، حينها فقط يبدأ اهتمامنا بحل تلك المشكلة، وهذا واقع مؤسف لأن الواجب ان نستفيد من تجارب غيرنا ونجعل خسائرهم لنا عبرة وما تعرضوا له من أذى أنموذجا نسعى لتفاديه. وأنا أتحدث هنا عن اهتمامنا بالأمن على الانترنت على مستوى الأفراد أولاً ثم على مستوى المؤسسات. والكثير من مستخدمي الحاسب الألي لم يدركوا بعد حجم الخطر والأذى الذي أجزم ان غالبهم قد تعرض له دون ان يدرك او يحس. والمشكلة ان النظرة الغالبة هي عدم القناعة بتعرضهم لأية مخاطر لأن اجهزتهم تعمل ولم يلحظوا عليها أي تغير.
وأسأل أولئك.. «ومن قال ان اختراق الأجهزة يقتضي ظهور معالم واضحة لما يحدث للضحايا؟ ان الأمر أبعد من ذلك وأكثر تعقيدا، فالهجمات تتم والمستخدم يعمل على جهازه دون ان يدرك ما يحدث البتة. ما دام جهازه غير محصن».
ينبغي ألا ننتظر مشكلة في حجم طامة كي نبدأ الاهتمام بتأمين اجهزتنا وشبكاتنا ضد هجمات المخترقين والعابثين. فالعابثون كثيرون جدا، وأدوات العبث وبرامجه تنتشر على الانترنت لمن يرغب في توظيفها لتلبية أغراضه الخبيثة او نزواته التجسسية المريضة. بل إنها تقع بكل يسر وسهولة في يد أقل الناس خبرة ومعرفة ليستخدمها في تحقيق رغباته التطفلية ويمارس ما تطمح إليه نفسه من الاطلاع على ما لدى الآخرين.
وقد بلغ العبث بأولئك مبلغا عظيما لدرجة ان المبتدئين اصبحوا يبحثون عن تلك البرامج لا لحاجة الا لدخول ذلك العالم السفلي لكثرة ما يسمعونه عنه. ورغم ان الكثير منهم قد تضرر ودون علمه أيضاً، الا ان الرغبة الجامحة في مقارفة الممنوع تدفع الكثيرين الى البحث اللاهث عن أدوات التجسس وبرمجياته لتحقيق رغباتهم الصبيانية الدنيئة.
في جلسة يسيرة بين صلاة المغرب والعشاء اتصفح فيها الانترنت أظهر لي برنامج الحماية الذي أستخدمه على جهازي سبع محاولات تعرض لها جهازي من قبل أفراد عدة من داخل المملكة ومن خارجها. وعجبت لتعاقب تلك الرسائل التحذيرية والتي تهدف الى إشعاري بأن جهازي يتعرض لهجمات فاشلة وان برنامج الحماية يقف بالمرصاد لكل محاولات العبث به. وعجبت لعدم اهتمام الكثيرين بإضافة تلك البرامج، والتي لا أجد عنها غنى لعظم حجم الفضول الذي يتغلغل في شبكاتنا المحلية. ولا يسع المقام لتصوير حجم المخاطر كي أبين لمن لم يحس بالمشكلة أنه واقع فيها وهو لا يعلم، لكنني أؤكد للجميع بأن الخطر قائم وموجود. فالحديث المتكرر والتحذيرات التي ترتفع بها اصوات المختصين لم تأت من عبث، بل إنها تعكس صورة لواقع مزرٍ من اللا أمن على الانترنت.
ولذا فإنني أدعو القارئ الكريم الى المتابعة والاهتمام بما تقدمه القرية الاكترونية من أخبار وتقارير وحلقات ارشادية على أيدي المختصين لتوعية الجميع بقضايا الاختراق والحماية، حيث ان الصفحة قد قدمت ولا تزال تقدم طروحات قيمة في تلك الموضوعات وهي جديرة بالرجوع إليها ومتابعتها لمعرفة حجم الخطر الذي يتعرض له كل متصل بالانترنت وسبل الخلاص من آثاره الجسيمة.
وأهم من البحث عن حل لمشكلة ما، نحن أحوج الى ادراك وجودها. فمن لم يدرك انه ضحية فلا سبيل الى استنقاذه منها. وعدم ادراك خطر ما أو القناعة بوجوده، لا يعني انه غير موجود، بل الخلل في المستخدم الذي لم يسعفه فهمه او خبرته لادراك ذلك. لذا فليس أقل من ان يتعلم المرء ويقرأ ويتابع ما يطرح في القرية الالكترونية وما يماثلها من صفحات متخصصة صحفية او الكترونية على الانترنت كي يعرف صورة الأذى وحجمه وطبيعته ليحكم بعد ذلك هل هو خارج عن تلك الدائرة أم أنه في قلبها. وما أكثر من سيفاجأ بأنه كان ضحية دون علمه.
وللتواصل يمكنكم الكتابة الى saudis@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved