أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th March,2001 العدد:10391الطبعةالاولـي الأحد 16 ,ذو الحجة 1421

الاخيــرة

وتاليتها
أ.د.هند ماجد الخثيلة
الأمثال الشعبية تكونت عبر التاريخ في ظل قصص وتجارب معينة، وجاءت لتعبر عنها بايجاز شديد بهدف العظة والاعتبار لمن يقف في ذات الموقف الذي قيل فيه المثل.
وقد ازدهرت هذه الأمثال وصارت جزءاً من موروثنا الثقافي، وظل يُتندر بها كنوع من البلاغة اللفظية التي يصعب استبدالها بغيرها من الألفاظ.
ومع أن هذه الأمثال تتقارب معني ومبنى على امتداد الوطن العربي برغم تباين العناوين إلا أنها قد تتباين تبعا لواقع الحال في هذا البلد أو ذاك، مما يستدعي اختلاف الدلالة، كي تعبر عن الواقع بصدق وبنوع من النقد الهادف القاسي أحيانا أخرى بما تحمله الكفاهة من مغزى جدي.
عندنا هنا مثلا تختلف الأمثال المتعلقة بالمرأة، ربما لاختلاف واقعها عن غيرها في الدول العربية الأخرى، والخصوصية قد تكمن في فرصة التعدد ودور المرأة وتأثيرها في المجتمع، وتقبلها الإرادي أو اللا إرادي لموقع الرجل في حياتها في هذا السياق قالت العرب:«اضرب النساء بالنساء، واضرب الهجن بالعصا».
فالمرأة تكون حينا مضربا للعصا، وتكون حينا آخر العصا ذاتها، وليس لها في الحالتين خيار.
منذ بلقيس التي تربعت على عرش سبأ حتى المرأة الحديدية سابقا مارجريت تاتشر ضربت المرأة بالمرأة وضربت بالرجل أيضا، كانت مضرب العصا، وكانت العصا ذاتها، ولكن كان لها خيار! وكان لها مخرح حيث تريد ومتى تريد!
ولم يأت دين مثل الدين الاسلامي لضمان حقوق الرجل والمرأة وضمان علاقة شريفة عادلة بينهما وقواعد لابد من رعايتها في سبيل اقامة البيت المسلم الذي يمتد ليكوّن الأمة المسلمة، والذي يقوم على السكينة النفسية، في اطار محكم من الايمان الصادق بالله، والعمل علي ما يحبه الله ويرضاه دينه.
وإذا كنا في زمن تُلتمس فيه العيوب لثقافتنا وتراثنا المنبثقين من الاسلام دين العدالة والرحمة والصون، وقد تكون هناك بعض المجتمعات لا تُعطى فيها النساء حقوقهن في أهمية المشاعر واحترامها... ولكن هؤلاء لا يمثلون المجتمع بأكمله.
ولنا في الكتاب الكريم خير دليل وذلك في قول الحق تعالى:«ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما» الآية ) النساء 32(.
وفي الوقت الذي تصارع فيه النساء الرجال للوصول الى المواقع الحياتية المتقدمة، وتنافسهم وتتفوق عليهم أحيانا الا أن المثل لا يزال قائما حتى في البيت الأبيض عندما ضربوا «هيلاري» ب«لونسكي» فيما يعرف ب «لونسكي غيت».
وتقبل النساء الواقع حيث كُنَّ ولا يصل الأمر بهن الى ما وصل اليه حين حاولت المرأة ضرب الرجل بالرجل كما فعلت «ديانا» حين ضربت «تشارلز» ب«دودي»، وكانت بذلك تريد أن تزود الموروث الثقافي بمثل جديد، ولكن محاولتها أُجهضت فضُربت هي بخرسانة النفق الباريسي الشهير. وظل المثل «اضرب النساء بالنساء»، حاملا البطولة الرجولية بلا منازع... وتاليتها!!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved