أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th March,2001 العدد:10391الطبعةالاولـي الأحد 16 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

اليتيم والأسر البديلة
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة وبعد..
في العدد 10359 من جريدة الجزيرة كان الأستاذ محمد العثيم بعيداً عن الواقع، عندما حث الأسر السعودية في الزاوية الشهيرة )المعنى( على تبني الأطفال الأيتام المجودين في دور الرعاية، وكان بعيداً عن الواقع أيضاً عندما حثهم على معاملة هؤلاء اليتامى معاملة الأبناء، كأن يجعلهم المتبني يشاركونه سكنه ومأكله ومشربه على مدار اليوم، بحيث تكون أسرة المتبنى بمثابة الأسرة الحاضنة أو الأسرة البديلة، ومع اعتزازي بتلك العبارات النبيلة الصادرة من كاتب مرهف الحس، واعتزازي أيضاً بتلك الفئة الغالية علينا جميعاً والتي أرى وجوب الاعتناء بها وتوفير سبل الحياة الكريمة لها، لأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع، وأيضاً ابتغاء للأجر الذي بشر به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال )أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين( وفرج بين أصبعيه السبابة والوسطى، إلا أن خصوصية مجتمعنا المسلم المحافظ، تجعل من الصعوبة تنفيذ مثل هذا المقترح، خاصة عندما نضع في اعتبارنا أن هذا اليتيم سواء كان ذكراً أو أنثى سيكبر في يوم من الأيام، عندها ماذا سيحل به فهو ليس ابناً لمن تبناه بحيث يسمح له عندما يكبر في السن برؤية بناته وزوجته فضلاً عن مخالطتهن والجلوس معهن، هذا إذا كان ذكراً والعكس أيضاً إن كانت أنثى، ففي أقل الأحوال مطلوب منها أن تتحجب عمن تبناها وعن أولاده الذكور، مما يجعل الحياة في ظل هذا الوضع صعبة على الجميع، ويبقى الحل الأنجع في مثل هذه الحالة وجوب مغادرة الشاب أو الفتاة منزل متبنيهما، وهنا تكمن الخطورة فهما قد تعودا على حياة معينة، ومن الصعوبة بمكان في حال عودتهما إلى دار الأيتام التأقلم مع الحياة الموجودة في الدار، وفي حال عدم رغبتهما العودة إليها فالخطوة هناتكون أعظم، حيث لنا ان نتخيل حال مراهق أو مراهقة يصارع أمواج الحياة العاتية لوحده خاصة إذا لم يكن له أقارب، وهذا هو الاحتمال الأقرب، وإلا لكانوا اعتنوا به يوم كان طفلاً.
وقد يقول قائل إن هناك الكثير من الأزواج لم يكتب الله لهم الذرية، فلم نحرمهم لذة التعامل المباشر مع هؤلاء الأطفال اليتامى، فأقول اننا حين ذاك سنعود لنفس النقطة التي بدأنا منها، وهي عندما يكبر هذا اليتيم، فمثلاً هو ليس بمحرم لزوجة المتبني وبالتالي ليس له الحق شرعاً بالنظر إليها والجلوس معها، وأمر آخر لابد من الالتفات إليه وهو نظرة مجتمعنا التي لا يمكن أن تتقبل بقاء شاب مع امرأة في نفس المنزل بحجة أنها هي من قام بتربيته، ومجتمعنا المحافظ معه كل الحق فقصة نبي الله يوسف عليه السلام مع زليخة زوج عزيز مصر لا تزال ماثلة بيننا، وفيها من العظات والعبر الشيء الكثير.
ومن هنا فإنني اعتقد أن العناية بالأيتام، يمكن أن تتأتى بحلول واقعية أخرى، كتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، والسعي الحثيث لتوثيق صلتهم بمجتمعهم حتى وهم يقطنون دور رعاية الأيتام، وغير ذلك من الحلول الواقعية القابلة للتنفيذ، فنحن ولله الحمد مجتمع مسلم يختلف في عاداته وتقاليده عن المجتمعات الغربية التي لا ترى ضيراً في تبني الأطفال، واعتبارهم كالأبناء بل وأكثر.
همس:
ردد أستاذي الكريم في أكثر من موضع من عموده الآنف الذكر، كلمة التبني وقد يفهم من ذلك، التبني الذي كان معروفاً في الجاهلية وأتى الإسلام ليحرمه، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: )ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين( ولأني أدرك تمام الإدراك أنه لم يدر بخلده ذلك الأمر، فكانت مجرد سبقة قلم، إلا أن هذا لا يمنع من الإشارة إلى ذلك حتي لا يلتبس الأمر على أحد.
علي بن زيد القرون
حوطة بني تميم

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved