|
| العالم اليوم
* بيشاور باكستان د.ب.أ:
ذكرت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية ان نظام طالبان الحاكم في افغانستان واصل امس السبت في تجاهل للنداءات الدولية تحطيم تمثالين اثريين لبوذا في اقليم باميان وسط البلاد.
وقالت الوكالة الخاصة التي تتخذ من باكستان مقرا لها نقلا عن مصادر موثوقة لم تحددها، ان قوات طالبان تحاول نسف تمثال بوذا الصغير بمواد متفجرة، واضافت: لقد تم بالفعل نسف الجزء العلوي من التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 5.37 مترا.
وافاد التقرير الذي لم يتسن التأكد منه من مصادر مستقلة، بانه تم تحطيم اكثر من نصف تمثال بوذا الكبير الذي يبلغ ارتفاعه 53 مترا وان العمل جار لتدمير ما تبقى منه.
ويعد تمثالا اقليم باميان اطول تمثالين واقفين لبوذا في العالم، كما يعتبران موقعين مهمين من مواقع التراث العالمي.
وقالت الوكالة على الرغم من انه لم يتم تدمير التمثالين بالكامل حتى الآن، فانه يمكن القول الان انهما اصيبا بتلف بالغ.
ونسبت الوكالة الى محللين قولهم ان احدا لا يستطيع انقاذ التمثالين، بما في ذلك كوفي عنان السكرتير العام للأمم المتحدة الذي من المقرر ان يلتقي وزير خارجية طالبان وكيل احمد متوكل في اسلام اباد اليوم الاحد.
وقد رفض متوكل في حديث هاتفي لوكالة الانباء الالمانية )د.ب.أ( دعوة الامم المتحدة الى انقاذ التماثيل الدينية في افغانستان بما فيها تمثالا بوذا من التدمير.
وقال وزير خارجية طالبان ان دعوة الامم المتحدة لا تعني شيئا بالنسبة لنا.
وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 189 دولة في عضويتها قد اقرت أمس الأول الجمعة دون اجراء تصويت قرارا اقترحته المانيا ينص على ان تدمير التماثيل ولاسيما تمثالي بوذا المنحوتين في جرف صخري في اقليم باميان، سيتسبب في خسارة لا يمكن تعويضها للبشرية جمعاء.
يذكر ان طالبان قررت الشهر الماضي تحطيم كافة التماثيل والرموز الدينية غير الاسلامية بعد ان افتت بأنها من قبيل الاصنام.
وقال متوكل ان القرار الصادر عن الامم المتحدة لن يغير موقفنا وسوف نحطم كافة التماثيل.
وفي معرض رد على سؤال عما اذا كانت طالبان ستعدل عن قرارها اذا ما اعترف بها المجتمع الدولي رسميا، اوضح متوكل ان القضيتين مختلفتان وان احداهما سياسية في حين ان الاخرى دينية لا يمكننا التراجع عنها.
يذكر ان دولة باكستان المجاورة والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة هي فقط التي تعترف بنظام طالبان الاصولي الذي يحكم اكثر من 90 بالمائة من اراضي افغانستان.
واكد متوكل ان الوفد البرلماني الياباني الذي زار قندهار أمس الأول الجمعة عرض نقل تمثالي بوذا العملاقين خارج افغانستان الا ان الفتوى التي امرت بتدمير كافة التماثيل لا تسمح بذلك.
وقد فشل الوفد الياباني في اقناع طالبان بالعدول عن قرارها.
في الوقت ذاته، توجه وزير الداخلية الباكستاني معين الدين حيدر الى قندهار للاجتماع مع القائد الاعلى لطالبان الملا محمد عمر في محاولة لاقناعه بالغاء قراره بشأن تدميرت تمثالي بوذا.
وفي كابول قال وكيل أحمد متوكل وزير الخارجية في حركة طالبان الأفغانية الحاكمة أمس السبت انه سيلتقي مع كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة في مطلع الأسبوع الحالي لإجراء محادثات تشمل أوامر طالبان المثيرة للجدل بتدمير كل التماثيل في البلاد.
وقال متوكل لرويترز: انه سيسافر الى اسلام أباد اليوم الأحد للاجتماع مع عنان المقرر ان يصل إلى باكستان اليوم «أمس» في المرحلة الأولى من جولة في جنوب آسيا.
واضاف «سأناقش مع عنان الأوضاع السيئة للشعب الأفغاني وما يتعرض له من ظلم وفرض للعقوبات على يد الأمم المتحدة اضافة إلي الأزمة الافغانية ككل.
وتابع قضية التماثيل ستكون ضمن جدول اعمال المحادثات وسأخبره انها قضية داخلية ودينية ولا تهدف الى أي مواجهة مع العالم.
وانضمت الجمعية العامة للأمم المتحدة الى المجتمع الدولي في إدانة تخريب الآثار الثقافية في أفغانستان حيث أهابت بحركة طالبان الحاكمة في كابول لوقف تدميرها للفن غير الإسلامي.
فقد تبنت الجمعية العامة التي تضم 189 دولة أمس وبدون اقتراع القرار الذي تقدمت به ألمانيا والذي يؤكد ان تدمير التماثيل ولا سيما التماثيل البوذية المنحوتة في تل باميان بوسط أفغانستان سوف يسبب )خسارة لا يمكن تعويضها للبشرية جمعاء( على حد تعبير الثوار.
وكانت حركة طالبان الأصولية المتشددة قد أصدرت فتوى الشهر الماضي بتدمير كل التماثيل غير الإسلامية التي تنظر إليها على أنها أصنام.
وقد فشلت حتى الآن كافة صور الإدانة الدولية المستمرة والجهود الفردية الخاصة في وقف تدمير تلك التماثيل والأيقونات العريقة التي تحظى باحترام وافر.
ودعا القرار في لهجة قوية حركة طالبان )لاتخاذ الاجراءات الفورية لمنع المزيد من الدمار لتلك التحف والآثار والقطع الفنية التي لا يمكن تعويضها، من التراث الثقافي لأفغانستان(.
وتمت دعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاتخاذ الخطوات العملية والفنية المناسبة لانقاذ التحف المنحوتة، وان يتم نقلها الى مكان آخر أو ابعادها عن أعين الجماهير إذا لزم ذلك.
وفي نفس الوقت أوردت وكالة الأنباء الأفغانية الإسلامية إيه. اي. بي من بيشاور ان وفدا يابانيا فشل في حث حركة طالبان على التوقف عن تدمير تمثالي بوذا القديمين في باميان.
وقال التقرير ان وكيل أحمد متوكل وزير خارجية طالبان رفض الجهود اليابانية.
وقال متوكل في تصريح بثته الوكالة ) إن خبرتنا هي أن الرجوع في القرارات الإسلامية التي يتخذها علماء الدين هو أمر مستحيل(.
كذلك فشلت النداءات التي وجهتها منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة )اليونسكو( وكذلك المنظمات الأخرى.
|
|
|
|
|
