أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 13th March,2001 العدد:10393الطبعةالاولـي الثلاثاء 18 ,ذو الحجة 1421

الثقافية

إليك أيها السيد الآت!!
تهاني بن عبدالكريم المنقور
** يا أنشودة الشتاء وأهزوجة الربيع.. يا أسطورة العمر الخالدة.. في دفاتر الأزمان إليك من تلك الصناديق العتيقة.. في داخل تلك البيوت المنسية.. خلف أستار الليل..
أهزوجة حب عظيم.. ودفء اكتسح قمم المشاعر.. ليرسم حباً بريئاً!!
حب بريء.. في دفاتر مغلقة من نسج الخيال!!
** رفع الليل أستاره..
وولج نور الصباح.. لتحمل لنا نسمات ذاك الصباح وريقات ذاك الآت من مساءاته الدافئة.. الحنانة..
فيوماً سيغيب ذاك الحب.. في غياهب النهار.. لكن ملامحه تبقى شفافة في القلوب.. وتقاسيمه في تلك الأرواح العذبة مدى.. مدى الحياة باقية!!
)1(
عندما رأتك عيناي.. بعد لحظات الغياب.. وقبل لحظات الحضور.. اقتتلا بداخلي ضدان..!!
أن احتويك وأبكي بين أحضانك!! أو أن أطير مع نظرات الشوق والحب في عينيك.. وأعانق بك المدى!!
عندما رأتك عيناي.. بعد لحظات الغياب.. وقبل لحظات الحضور تمنيت ألا تنتهي هذه اللحظات!! وأن يتوقف الزمن هنا.. ويعلن الإضراب!!
وأن أمتلك بعد لحظات الغياب.. واحتوي.. بعد لحظات الحضور.. سلة الفرح!! الذي طالما افتقدتها.. وأضعتها في دروبي من بعدك!!
بك.. من خلالك.. ومعك.. استطعت أن أبعد صخرة كبيرة من دروبي!! وأسير معك نحو الأمل!! الأمل بأن الغد القادم أجمل الأجمل بك.. ومعك!!
يا سيد الشوق والاشتياق.. يا سيد النور.. والبريق الملتهب بالوله.. أنت دائم الحضور.. فلا لحظات غياب لك بداخلي!!
)2(
رسمت ملامحك الحبيبة.. ظلالاتها على صفحات الماء.. وتجانست مع ذاتي!! توحدت معها!!
أشكر لقلمك همسات حروفه.. وترانيم حبه!!
أشكر لقلبك عمق عطائه.. وصدق مشاعره.. وجمال لحظاته!!
عندما أراك أرى العالم جميلاً!!
عندما أسمعك أسمع العالم صادقاً!!
عندما أقرأ حروفك أقرأ الوفاء.. الحب.. في العالم!! عندما رأتك عيناي.. امتلك العالم سلة الفرح.. أتعلم لما أيها السيد الآت؟! لأني بهما!!
)3(
سيدي..
توقف أرجوك فقد أغرقتني في بحر اجملتك العظيمة!! وأصابني البرد.. تحت شلال عطائك المنقطع النظير!!
سيدي..
كفاك عطاءً لي.. كفاك أجملة علي!! فأنا أخشى عدم الوفاء..!! أخشى أن تُصدم بواقع أكبر مما تخيلت!!
سيدي..
بحر أجملتك الهادىء.. وشلال عطائك.. حول مساحات شاسعة.. كاتساع النفوذ.. ومترامية لا حياة بها كالربع الخالي.. إلى جنة خضراء!! جنة بها من براعم الأحلام.. العديد!! ورغم ذلك أخشى أن تُسحق براعمي في أرضي!! وتحت أقدام واقعي!! بعد ذلك أفقد القدرة على التشبث بالحياة!! ثم تكون أجملتك الرائعة وعطاؤك الوفي، وذاتك العذبة هي آخر أنفاسي!!
)4(
أيها الآت..
أخاف يوماً قادماً بين ثنايا الأقدار.. وفيه تجتاحني لحظات الاحتياج إليك.. فلا أجدك حوالي!!
أخاف يوماً.. أبكي فيه من.. فلا أجدك تمسح دمعتي!! أو أبحث فيه عنك فلا أجدك حولي فأظل تائهة.. وحيدة.. شاردة على قارعة الطريق!!
أخاف يوماً بين ثنايا الأقدار يختبىء.. تأخذك الحياة مني.. تُبعدك..!! أخاف ذاك اليوم الذي أعيش فيه على أطياف ذكراك!!
أخاف أي يوم يبعدك عني.. أو لا أجدك به.. ولا تحتويه!!
)5(
إليك أيها السيد الآت.. بكل ما يحتويك من سيدة الحرف والكلمة!!
** لا أملك سوى قلب محب بين أضلعي.. لا أملك سوى قلب جريح تحتضنه رئتي.. لا أملك إلا هذا القلب لأهديك إياه..
في كل الأزمنة..
في كل الأمكنة..
** قلبي كل شيء..
وأنت أيها الآت بسيدتك أيضاً شيء!!
فضعه في أعماقك الآمنة.. مصدر كل ما هو آت!!!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved