أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 13th March,2001 العدد:10393الطبعةالاولـي الثلاثاء 18 ,ذو الحجة 1421

العالم اليوم

أضواء
خطة المائة يوم لركل شارون وحكومته
جاسر عبدالعزيز الجاسر
يعرف عن آرييل شارون حماقته وتسرعه ومغامراته العسكرية غير محسوبة العواقب، ومن البدايات الأولى لحكمه يؤكد شارون من جديد أن الطبع يغلب التطبع، وطبع شارون يوافق النزعة الشريرة لدى جنرالات جيش اسرائيل فتراجع التطبع الذي يحاول شيمون بيريز وغيره ممن يدعون العمل للسلام ويحاول تحقيق ما تريده اسرائيل بأساليب سياسية.
طبع شارون الذي وافق نزعات جنرالات الجيش بدأ بتطبيق خطة «المائة يوم» التي كان رئيس أركان الحرب الاسرائيلي وجنرالاته قد وضعوا خطوطها العريضة والتي طالما هدد بها موفاز نفسه أكثر من مرة.. وهذه الخطة التي تتعارض مع أبسط الحقوق الإنسانية وترفضها كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية تفرض «سجن» سكان كل قرية وكل مدينة داخل حدود تلك القرية ولايسمح لسكانها بالخروج منها أو الدخول إليها مهما كانت الأسباب.
ومنذ صباح يوم الأحد الحادي عشر من آذار «مارس» وبناء على الخطة الموضوعة من قبل جيش الاحتلال تحركت قوات اسرائيلية عسكرية استدعيت لتدعيم القوات الموجودة أصلاً وبرفقة الدبابات والأسلحة الثقيلة تموضعت تلك القوات عند مداخل الأحياء والشوارع والطرقات الفرعية لتحول المدن الفلسطينية إلى معازل كبيرة مغلقة بإحكام.
المعازل الجديدة التي فرضتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي تختلف عما تم في السابق حيث كانت سلطات الاحتلال تعزل المدن والقرى عن بعضها البعض وهذه المرة تجاوز الفصل والعزل حتى بين أحياء المدينة الواحدة فالدبابات والجنود المسلحون يقطعون شوارع المدينة الواحدة.
فقطاع غزة الذي قطعت محافظاته وأصبح الانتقال من واحدة للأخرى مغامرة محفوفة بالمخاطر تعرض من يقدم عليها للموت حيث نتابع كل يوم استشهاد العديد من المواطنين الفلسطينيين في معبر المنطار أو رفح وفي خان يونس ودير البلح، هذه المحافظات نفسها أصبحت مقسمة إلى مربعات وخطوط واحداثيات عسكرية ولم يقتصر تنفيذ خطة «المائة يوم» على محافظات قطاع غزة فعسكر شارون انضم إليهم قطعان المستعمرين للاعتداء على المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس القديمة وفي رام الله وفي الخليل التي شهدت يوم الاحد واحدا من أسوأ أيام الاحتلال فبسبب احتفال اليهود بيوم المسخرة أجبر أربعمائة مستعمر يهودي في المدينة، أجبروا أهلها الفلسطينيين وبمساعدة جنود الاحتلال على البقاء في منازلهم لترك قطعان المستعمرين يعبثون في المدينة ليحتفلوا ويسخروا.
يبقى أن نتساءل ما معنى تسمية الخطة ب «المائة يوم» هل يعني ان عزل المدن والقرى الفلسطينية وتجزئة أحيائها سيستمر مائة يوم وهل سيستكين الفلسطينيون لعملية العزل هذه مائة يوم أم ان هذه الخطة ستعجل ب «ركل شارون وحكومته» في «مائة يوم» لتكون رداً على حماقات هذا الجنرال الذي جاء الوقت الذي سيجد فيه من يرد على حماقاته وبالأسلوب الذي يتناسب مع غطرسته.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved