أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th March,2001 العدد:10394الطبعةالاولـي الاربعاء 19 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

نهارات أخرى
مفتي الدجاج
فاطمة العتيبي
تظل رحلة الحج حلماً جميلاً.. تمتزج فيه الروح بخالقها بتوحد مهيب يستقرئه اولئك الذين منحهم الله احساساً عامراً بالحياة وتناقضاتها ففي وسط اختلاف العطايا ومقار الاقامة ونوع الاكل والشراب تغيب الفروقات الشكلية والمعيشية في تبتل مهيب يبلغ ذروته في الوقوف على عرفات الله.
لكننا ووسط ألمنا لوفاة خمسة وثلاثين حاجاً إثر تزاحمهم حول الجمرات فوجئنا بشيخ من تركيا يفتي بعدم ضرورة رمي الجمار اذا ما كانت تمثل ضرراً على المسلمين.
وهو ايضاً نفسه الذي قال ان وسط خطر الحمى القلاعية ومرض الخراف والابل فلا مانع من ذبح الدجاج كأضحية مجزية او هدي مجز.
وفي تلك الليلة دعونا كثيراً لعلماء الدين في الامة الاسلامية وسألنا الله لهم العون اذ تنبئ عن خلط عظيم تبدت به الايام وانقلبت ثمة امور كثيرة وظهر من البر والبحر اناس يستسهلون الجرأة على الله وعلى الدين وعلى العلماء..والضرر في رمي الجمرات وارد مهما تقصينا الحذر وهي شعيرة اساسية في الحج ولا مناص منها وتبقى المسألة فيها مرتبطة بوعي الحاج نفسه واختياره للوقت المناسب للرمي وعدم التشابك بالايدي كمجموعة كبيرة وكأنهم مقدمون على موت محقق وكذلك التعامل الرفيق مع الحجاج الآخرين فلا تجعل المرافق في بطون الناس واكتافهم وتستحيل الى سلاح يسقط الضعيف ويربك القوي وتنظيم مرمى الجمرات يحتاج الى دراسات تخصصية فالخارجون بعد الرمي يقابلون طوفان القادمين فيحدث الاختناق القاتل وسط بعض التفاصيل التي ذكرنا بعضها ومن ثم يكون السقوط والدهس محصلة طبيعية.
ولا ادري كيف يمكن يجعل المنتهي من رمي الجمرة لا يقابل القادم إليها وذلك امر اعتقد انه من الصعوبة بمكان لكن لعل هناك بعض الافكار التي تعيننا كدولة معنية بحماية الحجيج على درء مخاطر رمي الجمرات خاصة اننا نبذل كل الطاقات الممكنة وغير الممكنة لاداء موسم حج مثالي لا تعتوره المشكلات ولا تأتيه المخاطر ونحن ولله الحمد موفقين في ذلك وهي مسئولية حملها ابناء المملكة باقتدار عظيم ولله الحمد.
ولذا فاننا نثق بأن توعية الحجاج بأخلاقيات الحج وطرق السلامة هي مسئولية مشتركة بين كل الدول الاسلامية وليست وقفاً على المملكة فوعي الحاج يجب ان يؤسس له من موطنه وبفترة كافية يستطيع من خلالها ان يتهيأ لرحلة العمر المباركة ولتكون رحلة يؤوب منها متعافياً متخلصاً من آثامه مقبلاً على الحياة ببياض وايمان.
ونكون بذلك ايضاً قد اغلقنا الباب في وجه مفتي الدجاج ومن هم على مذهبه!
***
* خاص لكل القراء:
اقدر كثيراً كل كلمة محايدة وصلتني عبر مختلف الوسائل بدءاً بالبريد والهاتف ورسائل الجوال والفاكس والانترنت وليس انتهاءً ففي كل يوم سيكون هناك الجديد ولن نعدم ايصال مشاعرنا فما زال ساق الحمامة النحيل يجول في خواطرنا الادبية كما أمتعتنا الوسائل الجديدة برسالة تفيض بالعمق والصدق.. شكراً من القلب لكل الذين عايدوا واللاتي عايدن وكل عام والحرف بيننا «عمار»!!

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved