أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th March,2001 العدد:10394الطبعةالاولـي الاربعاء 19 ,ذو الحجة 1421

محليــات

مرحباً بك يا سلطان الخير ضيفاً عزيزاً على محافظة أحد رفيدة
د.محمد بن عبد الله آل زلفة*
تزداد فرحة أبناء محافظة أحد رفيدة في هذا العيد بفرحة عيد أخرى، تلك الفرحة تشريف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لمحافظتهم ملبياً دعوتهم التي هي في الواقع دعوة صاحب الدار في داره، فسمو الأمير يحفظه الله هو المضيف والضيف فهو صاحب الدار والكل ضيوف عليه، كيف لا وعلاقة سموه بهذه المحافظة وأهلها تعود إلى أكثر من ثلاثة عقود، وتعود على وجه التحديد الى عام 1382ه وهي السنة التي تولى فيها سموه مقاليد وزارة الدفاع والطيران.
وذلك في وقت كانت بلادنا تمر بمرحلة فرضت عليها التطورات والمتغيرات الاقليمية والدولية مواجهة مستجداتها. تعرضت على اثرها مناطقنا الجنوبية لعدوان سافر. يفرض الواجب الوطني التصدي له وكان سلطان خير من اختير من قبل رجل وزعيم تلك المرحلة الملك فيصل يرحمه الله ليكون له اليد القوية لتولي مهام وزارة الدفاع والطيران التي على عاتقها تقع مسؤولية الدفاع عن الوطن من أي تهديد يعرض سلامته واستقراره ووحدته لأية مخاطر.
فكان سلطان وبكل حق نعم من اختير لهذه المهمة التي لا يختار لها إلا الكفؤ من الرجال وفي مثل هذه الظروف الصعبة، فأثبت ومنذ الوهلة الأولى لتوليه مقاليد منصبه بأنه رجل المرحلة وقائد حركة التحديث والتطوير لقواتنا المسلحة التي بلغت أرقى مستوى لها تحت قيادته، لأنه عقد العزم منذ البداية على ان يوصلها الى المستوى الذي يتناسب مع أهمية وقدسية هذا الوطن.
وشاء القدر ان تكون أول قرية تتعرض لقصف طيران العدو إحدى قرى محافظة أحد رفيدة وهي قرية )الحفيرة( ربما لعدم دقة تهديف طيران العدو المذعور الذي كان ينوي قصف مطار خميس مشيط الذي يبعد عن هذه القرية بحوالي خمسة عشر كيلو مترا.
كان سلطان بحكم مسؤولياته وكعادته في المبادرة أول من قدم الى المنطقة لطمأنة الناس آخذاً على نفسه وعداً بأنهم لن يكونواعرضة لأي اعتداء بعد اليوم وانه لن ينتهك لبلادنا حرمة وانه سيعمل كل الأسباب لتقديم الحماية ورد العدوان.
وشرع في تأسيس أول مدينة عسكرية في بلادنا هي مدينة الملك فيصل وعلى أرض محافظة أحد رفيدة لما تملكه من مقومات الموقع الاستراتيجي والنموذجي لإقامة المنشآت العسكرية. إضافة الى ان سلطان وهو رجل يعرف كيف يصنع التاريخ اختار مقر المدينة العسكرية في مكان له تاريخ عريق متصل، فعلى تلك البقعة من أرض المدينة الحالية التحم أول جيش إسلامي في عهد الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بقيادة صرد بن عبدالله الأزدي مع جيش حكومة جُرش المشرك هازماً جيش الشرك ومقوضا لحكومته ومحتلاً لعاصمته تلك المدينة التي تقع في الجهة المقابلة للمدينة العسكرية التي تحمل اسم الفيصل ولا يفصلها عنها سوى أمتار معدودة.
تحولت مدينة جُرش بعد ذلك من مدينة كفر الى مدينة إسلام وحاضرة الإسلام الأولى في منطقة عسير وظلت كذلك الى القرن السادس الهجري تقريبا عاصمة إسلامية مزدهرة ذات حضارة راقية الى حين حل بها الخراب لظروف وأسباب مختلفة وأصبحت اكواماً وتلالا وأطلالا أثرية تغمر تحتها قصة مدينة وتاريخ حضارة محاطة بأسلاك وزارة المعارف كمنطقة أثرية مهمة منذ أكثر من ثلاثين سنة وهي تنتظر البحث والتنقيب الأثري لكشف تراثها وتاريخها الخالد. ولعل الكشف عن كنوزها التاريخية وإجلاء غموض تاريخها القديم يتم بتوجيه وبدعم من سمو الأمير سلطان أمير الجود والمكرمات فيجتمع له مجد بناء الحضارة الحديثة للمنطقة وكشف حضارة ماضيها التاريخي المجيد.
أما الأهمية التاريخية الثانية لموقع مدينة الملك فيصل العسكرية فمن على أرضها تماماً انطلقت قوات الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بقيادة الأمير عبدالعزيز بن مساعد يرحمه الله وبمساندة كاملة من سكان هذه المحافظة وذلك في عام 1338ه لضم منطقة عسير في كيان البناء الوحدوي الكبير الذي صنعه المغفور له الملك الموحد عبدالعزيز.
فكأن هذا الموقع على موعد مع التاريخ، والتاريخ لا يصنعه إلا الرجال الكبار وسلطان أحد الرموز البارزة في صناعة تاريخنا المعاصر، أضاف الى هذا الموقع بعدا حضاريا وتاريخا جديدا، وسيسطر اسمه بأحرف من نور في تاريخ هذه البلاد لما سموه من أعمال ومواقف خالدة ومآثر حميدة في جميع المجالات.
فليس هناك بقعة واحدة على خريطة هذا الوطن إلا ولسلطان فيها اثر خالد ويد بيضاء وعطاء مستمر، وأينما حل انهمر الخير حتى أصبح الخيرمقرونا باسم سلطان واسم سلطان مقرونا بالخير.
فما شهدته محافظة أحد رفيدة من تطور ونماء ملحوظين حتى أصبحت تمثل المحافظة الأولى على مستوى منطقة عسير وربما على مستوى المملكة من حيث معدل نسبة النمو يعود الفضل فيه بعد الله وبعد أهمية الموقع الجغرافي والتاريخي الذي تحتله هذه المحافظة الى ما أولاها إياه سمو الأمير سلطان من اهتمام شخصي هو في حقيقة الأمر اهتمام سموه الشامل بكل بقعة من أرض وطنه وبشكل خاص أينما كان لجيش قائده سلطان موقع على خريطة الوطن.
تمثل المشاريع العسكرية التي تمت خلال تولي سمو الأمير سلطان مقاليد وزارة الدفاع والطيران أحد أهم مقومات مشاريع التنمية على مستوى المملكة، فلم تكن مشاريع وزارة الدفاع لتقتصر على أغراض عسكريةفحسب بل شملت بناء الطرق والمستشفيات والمدارس والحدائق العامة والمطارات وتوصيل المياه والحفاظ على البيئة والنوادي الرياضية والثقافية والمكتبات وغيرها مما عم نفعها كل مواطن في محيط تلك المشاريع أو حتى بعيدا عنها لا فرق بين عسكري ومدني.
والأمير سلطان يحفظه الله ينطلق من قاعدة سعودية راسخة بأن كل أبناء الوطن رجال دفاع ورجال أمن والكل متساوون في الاستفادة من كل خدمة متوفرة. ويحث سموه قادة المناطق العسكرية على تقديم الخدمة لكل مواطن عسكريا كان أو مدنيا.
وكل مشروع تتبناه وزارة الدفاع تعمل هذا في الحسبان من حيث السعة والتجهيز لكي يستوعب الجميع كاتساع قلب وعقل وفكر سلطان لكل شعبه.
إن محافظة أحد رفيدة ممثلة في محافظها وشيوخ قبائلها وأعيانها ومثقفيها وكل مواطن ومواطنة في هذه المحافظة لتغمرهم السعادة البالغة والفرحة التامة وهم يلتقون مع سلطان الخير في مناسبة هي الأجمل في تاريخ هذه المحافظة مناسبة الاحتفال والاحتفاء بسلطان الخير شاكرين له من الأعماق تلبية دعوتهم ليمنح الجيمع التعبير الصادق عن مشاعرهم وحبهم ووفائهم وإخلاصهم لمليكهم وسمو ولي عهده ولسموه الكريم لقاء ما قدمه لهذه المحافظة ولأهلها من أياد بيضاء ممثلة في أعمال خالدة يحفظها له التاريخ وتختزنها ذاكرة رجال من أهم صفاتهم الوفاء يورثونه لأبنائهم جيلاً بعد جيل.
*عضو مجلس الشورى

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved